فبرايريو الجامعة لا أحد يريد أن يكون اليوم مكان علي الفاسي الفهري، ما يعيشه رئيس الجهاز الماسك بريح الكرة يشبه كثيرا حكاية الرئيس الذي نام واستيقظ ليجد حاشيته قد غيرت المشمع لتركب في نفس المركب الذي يقل الشعب،وحين عد جيشه تفاجأ بأن معظمهم وضع السلاح واختفى كما اختفى يوما الجيش الجمهوري والجيش الأحمر.. أصدقاء الرئيس ناموا دهرا ونطقوا قهرا،قلبوا الطاولة عليه واغتسلوا من ذنوبهم بعد أن رسموا له صورة الديكتاتور الآمر الناهي الذي لا يستشير،أعضاء الجامعة أو حواريو الرئيس على وجه الخصوص وهم الفئة المؤلفة قلوبهم انتفضوا أخيرا ليرفضوا دور الكومبارس في مشهد فيلم بعنوان» علي و البقية». كذب عبد الإله أكرم كل دفوعات رئيس الجامعة، أكد أنه وبقية الرفاق لا يختلفون عن أي «ماريونيط » حتى ولو كانت صينية الصنع، وأنهم يكتفون حين يقرأ علي الفاتحة بترديد كلمة «ولا الضالين».. فهو يتلقى الأوامر من مستشار الرئيس وفي أفضل الأحوال من خليفته.. أكد أكرم أنه لا يحتاج للجامعة كي يبني شهرته فالرجل تعرفه كل الأمة وفدائيو الوداد نصبوه في أشهر تيفو بالديربي ب «حامي القلعة»، لذلك هو مستعد لتقديم استقالته بشكل ديموقراطي يختلف عن ديموقراطية التعيين التي حملته للجهاز بدل شرعية الإنتخاب كما قال.. جرأة تحسب لأكرم لأنه لم ينتظر عودة الفريق الوطني من فضيحة ليفربول الغابونية وليست ليبروفيل ليطلق العنان للسان.. رئيس الوداد بدأ القارعة قبل السفر لماربيا وحين عاد للتوقيع مع مدرب ريال مدريد الذي وعد به السنة الماضية، أكد لمقربيه أنه سيكمل الفصل الثاني لفيلم «الإنقلاب» بعد الإقصاء ليكفر عن أشهر قبلة على الجبين.. لم يكن عبد الإله أكرم الوحيد الذي غير من لهجة الخطاب في شهر فبراير الذي يرمز لحراك أسقط الكثير من الرموز، مستشار الجامعة الذي ناضل علي الفاسي الفهري لتكييف سعرته على الحكم الموريسي وفق مقاس خاص حتى يخفف عنه الحكم، ليشبع نهم حضور دورات يعشقها «المارسيي» كثيرا.. أشهر هو الآخر الفيطو في وجه أوامر الرئيس، فقد رفض العالم الذي جاهد ليجلس على كرسي رئيس الوفد بماربيا، حيث فرض نفسه في الصورة الرسمية للفريق الوطني، الحضور لبرنامج تلفزيوني تناول النكبة فبقي كرسيه فارغا، ما أثار حفيظة الرئيس وكاتبه العام الذي تحول لبوسطجي مرفوض من طرف العالم ومن معه. أصر العالم على تلقي الأمر رسميا من الرئيس رافضا وساطة الناجم، علما أن نفس الناجم هو من حمل توصيات رئيس الجامعة لكريم بماربيا فرحب بها كريم حينها بعد أن احتضن الكاتب الجديد الذي أفلت نجومه عند أول دخلة وخرجة.. إختفى رشيد الولي العلمي عن الأنظار فجأة والعارفون المقربون من رجل البورصة، يدركون أن الفاسي الذي يقرأ واقع الأسهم جيدا قبل تداولها اختار الخيار السليم حفاظا على كوطة أسهمه من الإنهيار بعد أن تذيب شمس الخريف الجليد العائم في فبراير.. غلطة العلمي الوحيدة هو أنه كشف عن صداقته مع غيرتس،يتبادل معه الزيارات ويشيد بعالميته أقصد عالمية غيرتس بطبيعة الحال،وحين تبهدل صاحبنا البلجيكي لم يخرج نائب الرئيس ليشرح للجمهور مقاييس العالمية عند المدرب حتى ولو قال لهم» حتى عالمي ماخطاتو لولة». نورد الدين لبيضي رئيس يوسفية برشيد خرج من «روندته» هو الآخر، فقد إختار الإذاعة الوطنية ليطالب باجتماع عاجل مع الرئيس وتحديد الأدوار، فالرجل محتار فعلا بخصوص المهمة التي يشغلها، لذلك أعلن أثيريا والحاضر يعلم الغايب على أنه سيحارب مورلان ومن معه بكل الأشكال بعد أن تشابهت عليه الأسماء، وضدا على إرادة الرئيس الذي اختار مدربا بأكثر من 200 مليون سيتضامن هو مع الشعب وسيكمل الموسم بلا مدرب والقول قوله.. ليردد الذين أشفقوا لحال لبيضي «الجامعة تحمق وبرشيد يداوي».. وحده حكيم دومو إختار لغة دعم الرئيس، فقد طالب رئيس الكاك بالإبقاء على غيرتس ولا شأن للشعب براتبه، أكد أن علي أنجز كل ما وعد به والفريق الوطني خسر بالحظ وبسبب «تقواس» البعض.. إلتمس الضالعون في لغة التضامن أعذار التخفيف لدومو، فالرجل مكتوي حديثا بنار الإنقلاب لذلك جاءت مبادرته في صيغة أنصر أخاك.. حضر علي الفاسي الفهري للبرلمان فاعترف بنقطته السوداء دون حضور الأعضاء، تحمل كل الأسئلة من راتب غيرتس لغاية كلبه الذي لم يدخل أبدا للمغرب، أيقن الرجل أن للإنتصار ألف عضو منهم من يقبل ومنهم من يعزم المدرب ومنهم من يشعل له السيجار، لكن للهزيمة أب واحد.. إختار الفهري تبني هذه الهزيمة لوحده وأن يكون أبوها وأمها، لذلك قال للشعب الثائر: «لقد فهمتكم»، لكن الدرس الذي لم يفهمه بعد هو أن لم يقرأ جيدا ملامح الرؤساء الذين سبقوه وتبرز صورهم مبنى الجامعة، لو تأمل جيدا كل تلك التقاسيم لقرأ عبارة واضحة فوق جبين الجميع «لو دامت لغيرك يا علي ما وصلت لك..».