من سرب المعطيات ومن يزرع الفتنة بالعرين؟ المنتخب: منعم من «باطا» لغاية اليوم يكون قد مر من الزمن أكثر من أسبوعين ولم تخمد بعد تفاعلات وما تداعى بعد هذه المباراة من ردود أفعال وتطورات، كشفت وجوها وأماطت اللثام عن أقنعة وفضحت نوايا البعض وعرت آخرين. ولأننا واكبنا بالدقة والإحترافية المطلوبتين في مثل هذه المحطات ما جرى وسار، وانتقدنا من كان جديرا بالإنتقاد دون أن نتخطى الأسلاك الشائكة ولا أن نأكل الثوم بلسان من عرض الخدمة مفضلين تسمية الأشياء بمسمياتها، ولو أننا كنا أول من ضرب ناقوس الخطر بخصوص ما بات يسمى بزلزال «باطا». «المنتخب» في عددها الورقي للخميس المنصرم تحدثت عن إنزعاج لقجع، وعن إستياء بوشحاتي بوصفه رئيسا للجنة المنتخبات مما واكب العبور القيصري والصعب للمنتخب المغربي للدور الموالي من تصفيات كأس العالم، وما رافق الزاكي ومقاربة تدبير النزالين الملغومين من إكراهات ومعيقات الرأي العام على إطلاع واسع بها. وأوردنا كذلك أن رئيس لقجع توصل بتقريرين واحد من الناخب الوطني والثاني من بوشحاتي استحضرا تفاصيل التأهل وما أحيط به من صعوبات. ولم نشأ الغوص فيما هو سر من الأسرار التي تفرض الأخلاقيات أن تمثل إطارا للتداول داخل المطبخ الداخلي للمنتخب الوطني بكثير من السرية وأن لا يطلع أحد على توابل وبهارات التقارير قبل أن يتداولها الأطراف المعنويون (لقجع وبوشحاتي والزاكي) في جلسة مساءلة تتسم بالوضوح والصراحة. غير أن ما جرى وتسارع وكان كالنار التي تأكل الهشيم بسرعة، أن تبادر مواقع إلكترونية وتسارع لكشف معطيات سرية عن تقرير رئيس لجنة المنتخبات الذي سلمه يدا بيد للقجع، كان لا بد وأن يحدث هزة إرتدادية، لا بد وأن تقود رئيس الجامعة لإعادة النظر في الكثير من الأمور والكثير من المقاربات المعتمدة على مستوى التعامل وتكريس الثقة أيضا. قيل والعهدة على الراوي أن بوشحاتي «سلخ» جلد الزاكي وأمعن كثيرا في كشف عيوبه وحمل لرئيس الجامعة معطيات وصفت بالسوداء صبت في خانة طرق جرس الإنذار والتخوف بخصوص مستقبل المنتخب الوطني، وبلغ الأمر بمن اخترق جدار سرية التقرير ليؤكد أن بوشحاتي ختمه بتوصية حملت صيغة «لا بد من إبعاد الزاكي» أو إعادة النظر في طريقة إشتغاله رفقة طاقمه التقني وممارسة رقابة ذاتية عليه. كل هذا كان لا بد وأن يفرز ردة فعل من الأطراف الثلاثة، الزاكي غصب بطبيعة الحال وهو المتشبع بثقافة الإحترافية ورأى أن نشر الغسيل القذر خارج أسوار الجامعة عمل غير أخلاقي ولا يمت لها بصلة. لقجع إحتار وطالب بمن يدله على صاحب الفعلة وأعلن حالة استنفار وطوارئ قصوى الغاية منها التوصل لمن سرب أو حمل معطيات التقرير الذي وضع بين يديه خارج قلاع الجامعة المفروض أنها محصنة. وبوشحاتي بطبيعة الحال الطرف المتضرر من التسريبات لم يرقه الفعل واعتبر ما حيك ضده مؤامرة الغاية منها إعادته لنقطة الصفر على مستوى علاقته برئيس الجامعة وعلى مستوى شحن الأجواء ضده وتوريطه بهكذا فعل وهو البريء منه في مناسبتين: الأولى كونه ليس الفاعل والثانية كونه يؤكد أن ما تم تداوله من معطيات افتقرت للدقة والموضوعية وجانبت الصواب وليس صحيحا. وبدا واضحا ونحن نتابع تطورات الملف أن رئيس الجامعة مستاء مما تنامى مؤخرا من طفيليات نبتت كالفطر وأضحت تقتات على هذه الخلافات وأصبحت تجد في زرع الفتنة مرتعا خصبا لتواصل بقاءها. وأيا كانت مسببات وأسباب الخلاف القائم حاليا بخصوص ما تم تسريبه ومن المستفيد من اللعبة، فإن رئيس الجامعة بات اليوم وأكثر من أي وقت مضى مطالبا بالخروج لعقد ندوة صحفية يشرح فيها الكثير من الأمور التي تشغل البال والكثير من الأشياء التي تصيب بالحيرة ويرد على شائعات أكيد أنها لن تخدم مصلحة المنتخب المغربي وكفيلة بأن تعصف ببيته.