بعد أن خرج كلّ فئات الشّعب المغربي للتنديد بالعدوان الغاشم على غزة الجريحة، هناك من لم يستسغ كيف أنّ المسيرة كانت على شكل مجموعات متفرّقة. كل مجموعة مصطفة وراء لافتات تعبّر عن تصوّرها الخاص للعدوان و رافعة شعاراتها التي تراها الأنسب للتظاهر. طبعا هناك من تعذر عليه المشاركة في المسيرة لعذر أو بعدِ المسافة عن مدينة الرباط، لكن لا أحد كان يتصوّر،حتّى من انتقدوا الفُرقة خلال المسيرة، أنّ هناك من تخلّف عن الركب لأنّ عقله مُبرمج بشرائح إلكترونية تنفث أفكاراً غير تلك التي يشعر بها و يتقاسمها المغاربة قاطبة. لنتفاجئ اليوم بشرذمة ممن يدّعون زورا الدفاع عن الأمازيغية وهم يعلنون الولاء لمرضعتهم إسرائيل ، لن أُتعب أزرار حاسوبي بالكلام عنهم لكن يكفي أن أنقل لكم مشاهدتي البسيطة لصورة الجمع العام لهؤلاء، مجموعة من المراهقين يتوسطهم مراهق يرتدي ملابس الاصطياف ، ربّما هو زعيم الشرذمة ، بيت القصيد أنّ الصورة تتحدث لوحدها و أنّ عقول هؤلاء في اصطياف بشاطئ ملوث بالسموم الصهيونية . أمّا بالتعريج على أحوال باقي الدوّل العربية فالطّامة تبدو أكبر. على سبيل المثال بإحدى القنوات الإخبارية الفرنسية دار نقاش بين داعمين للمقاومة الفلسطينية و متخاذل مصطف وراء ماما إسرائيل. الغريب أنّ مصريا هو من كان يدافع عن حق الصهاينة في قتل الفلسطينيين بينما دافعت عن حماس يهودية من أصل فرنسي، هي بدورها استغربت و سألته: هل أنت فعلا عربي ؟ ناهيك عن من تسّب الفلسطينيين و تتمنّى موتهم و تطلب من نتن ياهو أن يقصفهم ! نحن اليوم أمام حفنة من «الأجساد" تطلب ودّ الصهاينة لأنّها لم تجد موطئ قدم وسط الأخيار فقرّرت أن تخالف لتعرف و تتباهى براية الأشرار. لم تعد مارستانات الأمراض العقلية و النفسية تفي بالغرض بل وجب إنشاء، وعلى عجل، مستشفيات للفطرة السليمة التي انقرضت لدى هؤلاء. و مدارس ابتدائية لتعليم مبادئ الإنسانية لمثل هؤلاء ممن خلعوا الرداء العربي و ارتدوا البشاعة الصهيونية.