ناشد المعتقل الإسلامي والمضرب عن الطعام بسجن سلا الملك محمد السادس التدخل لانقاد حياته، وفتح تحقيق، في قضيته، لأنه لم يقترف جرما يذكر بحسب رسالة مفتوحة بعنوان "رسالة مفتوحة إلى الملك محمد السادس: صرخة هابيل من كاتب الرمق الأخير "وجهها إليه من معتقله بسجن سلا . وفيما يلي نص الرسالة : إلى ملك البلاد. رسالتي اكتبها بعد أن استقرت القناعة في وجداني بمكاشفتك بما لا نجسر على إيصاله إليك وبيننا وبينك أبواب ومتاريس وشرط وعسس. ها هي ذي صرختي.. إنها غاية البلاغ تحمل عنوانا بحمولات كبرى ودلالات عقيمة تصل إلى كل حس ووجدان وضمير وهو العنوان الذي يختصر الرسالة في كافة تفاصيلها نعم صرخة هابيل .. التي تنقلنا تلقائيا إلى محكم التنزيل لقول ربنا تبارك وتعالى: "لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ". مشهد جليل صوره القرآن تصويرا إعجازيا ينقل خلجات الحس وخفقات الوجدان من كل ما في الصورة من تعبير تمثيلي بياني، نعم إنها صرخة هابيل. . يطلقها مظلوم مكلوم وهو يصارع الموت ويقتحم لججه في إضراب الجوع ومعركة الأمعاء الخاوية بعد أن قضى في سجون المغرب عشرة سنوات عجاف ذاق فيها الغصص ألوانا والضراء أزمانا. . في لمح البصر انتقل من الحركة إلى السكون ومن الحرية إلى العتمة. . دفع فيها ضريبة ما حدث في 16 ماي 2003 لكتابته مقالة نشرت في جريدة إسمها الإعلام ‘مقالات أغضبت القصر'. ويا له من زمن كنا نروم أن تنتهي سلسلته بغدران حقيقي يطوي الملف طيا ويتجاوزه وينهيه بقلب واع وحس يقض ويفتح به بوابة أمل جديد. نعم..صرختي من قلب تحترق فيه أشياء كثيرة وتموج فيه حسرات وكيف لا وقد غادرت السجن صيف 2013 م فوجدتني كأصحاب الكهف لا الأهل أهلي ولا الجيران جيراني. عشت في الحرية المنقوصة محاصرا بلا سكن ولا عمل. وكيف أجد ملجئا وقد صودر كل ما معي من مال وأغلقت الأبواب جميعها. نعم كانت حرية منقوصة انتهت بإعادة اعتقالي يوم 14 أكتوبر 2014 ويا لها من مرحلة آسنة عادت بي إلى محنة 16 ماي بكل تفاصيلها. وأنت ملك المغرب، كان لك موقف جسور بحت فيه بمكنون الصدر عن انتهاكات حصلت كانت انتهاكات بل بحارا من الانتهاكات لم يجبر كسري فيها ولكن أعيد اعتقالي بتهمة أوهى من بيت العنكبوت. من أجل ذلك أطلقت صرخة هابيل... يا ملك المغرب ها أنذا اشوى من أربعين يوما في الزنزانة مضربا عن الطعام إلى الموت ولكن قبل الرحيل لي كلمة. . هل يليق أن يعتقل كاتب خط بالقلم مقالة عن معتقل فقد بصره جزئيا. هل يليق أن يعتقل كاتب خط بالقلم مقالة عن معتقل مشلول قضى نحبه من سنة بل هل يليق أن يعتقل لكتابته مقالة يذب فيها عن امرأة مغربية طعن الإعلام في عرضها وشرفها فكان جزاء من ذب عنها الاعتقال ومن ولغ في الشرف والنسب فهو في بينة آمن ولا يزال يكتب ما شاء فهو الحر... هل يليق أن ينتزع الضباط الأمنيون آخر درهم من جيبي ويحتجزونه، وأضل صفرا لا أجد لقمة تسد رمقي ولا درهما يصون ماء وجهي. هل يليق أن أعتقل ثم يتم البحث عن تهمة لي وفق مقاسات قانون الإرهاب. هل يليق أن أسجن لأني أعرف فلانا من ربع قرن وفلان هذا مندمج في بلاد الغرب حتى النخاع. لا ريب أن لك الكلمة فباسمك اعتقلنا وباسمك نحاكم. صرخة هابيل غايتي في البلاغ يا ملك المغرب أذكرك بصديق الأمة ابي بكر الصديق رضي الله عنه وهو يقول: لو عثرت بغلة في العراق لخشيت أن أسأل عنها يوم القيامة. نعم بغلة لو عثرت فما بالك بإنسان له حق في الحياة وحق في الحرية وحق في الكرامة وحق في البراءة وحق في السكن وحق في أن لا يكون عبدا لقانون الإرهاب يعاد اعتقاله بمقتضاه كل حين. أخاطبك من موقع المسؤولية. . أمام الله وأنا ألفظ أنفاسي في إضراب الجوع، أناديك من عتمتي بآخر ما في الصوت من جهد فإن أسمعتك صوتي فقد وفيت..وكفيت. فقد مسني ضر القهر وجور المحاضر الجاهزة والتهم الواهية، إن أي بلد يحترم فيه الإنسان لا يتردد في إنصاف المظلوم وإيقاف الشطط الذي يطاله من طرف السلطة. من أجل ذلك وأنت ملك البلاد أنتظر منك تلك الحركة والفعل والإرادة بإيفاد لجنة تقصي وتحقيق خاصة تحقق على ملفي وحالتي وتنقذ ما تبقى من صحتي وحياتي هي اليوم تقتحم لجج المنايا محفوظة بالرزايا، عشرة سنوات في السجون قضيتها كانت كافية. فلم المزيد ومن أجل كتاباتي وهي خالية من كل عيب أو قدح أو عوار؟ ذي حجتي أقمتها حتى إن فاضت الروح في معراجها إلى الله وسألني من يطوي ومن ينشر أجبت يارب لقد بلغت من كان مسؤولا عن رعيته.. إنها روح إنسان مظلوم مكلوم ينتظر من يهمهم الأمر، هي أشد حرمة عند الله من الكعبة ولاشك أرقى من عثرة بغلة في العراق. وأخيراً.. في زمن عولمة الإعلام أصبحنا نخاطبك من خلاله ولو وجدنا الملك سبيلا للبلاغ لبلغنا. ( حتى يهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة) وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ. كاتب مغربي من سجن سلا 2