بعد غيابها بسبب خضوعها لعملية جراحية، عادت زليخة سيحدو، والدة القيادي في حراك الريف، المعتقل في سجن عكاشة، ناصر الزفزافي، إلى استكمال جولتها الأوربية لحشد الدعم الدولي لابنها المعتقل، ورفاقه. وخلال حديثها، مساء أمس الخميس، خلال ندوة لدعم حراك الريف في العاصمة الفرنسية باريس، ألقت الزفزافي الأم كلمة مؤثرة، قالت فيها: “لاأزال أفعل ما كان يفعله ناصر، كان يسير في الطليعة غير مبال لا بالموت، ولا الاعتقال، ولا التعذيب، ها أنا مثله، أسير وسأسير في طليعة أي مسيرة، على الرغم من أن قوات الأمن تحاصرنا”. وعبرت أم الزفزافي عما تتعرض له من تضييق في ممارسة حقها في التظاهر، وأكدت أنه أثناء مشاركتها في أي تظاهرة في مدينتها الحسيمة، يطلب منها الانصراف، وهو ما ترد عليه بالقول: “هانا شدوني يلى بغيتو تشدوني”. زليخة سيحدو، التي أصبحت صوت أمهات معتقلي حراك الريف حول العالم، قالت إن “النساء، والأمهات، اللواتي كن يخرجن للاحتجاج، كن يفعلن ذلك إما لأن أبناءهن معتقلون، أو نساء خرجنا للمسيرات فقط، لأنهن يعتبرن أن ناصر يمثل مطالبهن”. وحكت الزفزافي، الأم، جزءا من حديث خاص، جمعها بابنها ناصر، وقالت إنه “ذات مرة قال لي ناصر يوما ما سيعتقلونك ويأتون بك إلى هنا -عكاشة-، قلت له يا ريت اعتقلوني واجيبوني حداك”، موجهة رسالة جديدة، جاء فيها: “أقول لكم، السجن لا يعتبر عيبا عندنا إن اعتقلنا عن قضية تخص الدفاع عن الشرف والكرامة، عنوان منزلي يعرفونه، وإن أرادوني فليأتوا لاعتقالي، أبناؤنا تاج فوق رؤسنا، هم يناضلون من داخل زنازينهم ونحن نناضل في الخارج”. وألقت زليخة سيحدو كالعادة، كلمتها باللهجة الريفية وسط الحضور في ندوة، خصصت للحديث عن معتقلي حراك الريف، فيما تدخل زوجها، أحمد الزفزافي، للفت الانتباه إلى معاناة النساء في الريف، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، الذي يصادف اليوم 8 مارس.