في الوقت الذي يصر فيه رشيد الطالبي العلمي، وزير الشباب والرياضة، على عدم القبول بالانتقادات التي تم توجيهها للإطعام في المخيمات خلال السنة الماضية، فإن الأجواء المحتقنة في العديد من المخيمات الصيفية تقول بعكس ما يذهب إليه المسؤول الحكومي، لأنها تكشف اختلالات بالجملة عرفتها هندسة ووضع النظام الجديد للتغذية عبر الصفقات التغذية على المستوى المركزي، والتي تمت في غياب ممثلين عن الجامعة الوطنية للتخييم، أو الممونين. ما يحصل اليوم من اختلالات بمخيمات وزارة الشباب والرياضة، بخصوص التغذية، يكشف أن وزارة العلمي طلبت من المدراء الجهويين والإقليميين، عدم إجراء أي تغيير أو تعديل في مضمون صفقة التغذية رغم أنها عرفت تراجعا خطيرا في الكميات المقدمة من اللحم والسمك والدجاج واختفاء لمادة الشاي. وفي هذا السياق، كشف محمد القرطيطي، رئيس الجامعة الوطنية للتخييم، أن الانتقادات التي توجهها الجمعيات للوزارة تتعلق بثلاثة أمور، أولها النقص في كمية السمك، ففي سابقة من نوعها لم تشهده المخيمات الصيفية، عمدت صفقة التغذية إلى تقليص كمية السمك المقدمة للأطفال، إلى كمية هزيلة لا تتجاوز 100 غرام، وهي الكمية التي لم يتناولها أطفال المخيمات حتى أيام قلة الإمكانيات، وضعف المنح المقدمة للجمعيات، حيث كانت وجبة السمك تتعدى 200 غرام. ثاني هذه الاختلالات التي تتعلق بالتغذية، هو النقص في كمية الدجاج، فعلى امتداد سنوات ماضية لم يثبت يوما أن تقلصت، فقد كانت تتجاوز 200 غرام، ويتم توزيع كيلو من الدجاج على أربعة أفراد، في حين اليوم يتم تقسيم كيلو من الدجاج على 10 أفراد وهو الأمر الذي يمكن تقبله، تضيف مصادرنا. ومن الإشكالات التي طفت على السطح وتسببت في الاحتقان داخل المخيمات، النقص من كمية اللحم المقدمة للأطفال والذي حددته صفقة التغذية في 100 غرام، بدون تحديد هل هو لحم يحتوي على عظم أو لحم فقط، فالصفقات الماضية كانت تحدد كمية اللحم الذي يحتوي على العظم في 150 غراما، وتحدد كمية اللحم لوحده، ما بين 100 غرام و120 غراما. كما تظهر اختلالات التغذية أيضا، اختفاء مادة الشاي من صفقة الوزارة، ولا تتضمن مادة الشاي على أهميتها. وتعليقا على هذه الاختلالات، كشف القرطيطي أن مموني التغذية بالمخيمات يرفضون إجراء أي تعديل على ما تضمنته الصفقة مع الوزارة، أو العمل على الرفع من كميات اللحم أو الدجاج أو السمك، وهي الكميات التي شدد المتحدث على أنها لا تحسن من وجبات الأطفال، مشيرا في هذا السياق إلى الحيل التي يلجأ إليها هؤلاء الممونون الذين لا يوفرون الأدوات الفردية في التغذية في أغلب المخيمات، وقال القرطيطي إنهم نبهوا الممونين بعدم استعمال أدوات جماعية، فهو أمر غير مقبول ومن شأنه أن يتسبب في نقل الأمراض ويمس بسلامة الأطفال. وقال القرطيطي في اتصال مع “أخبار اليوم”، إن هذه الاحتجاجات ليست عامة، باستثناء بعض المخيمات التي عرفت نقصا في خدمات التغذية مثل مخيمات (العرائش والمعمورة والحوزية)، مؤكدا أنهم بصدد التواصل مع الوزارة من أجل إيجاد حلول في أقرب فرصة. وأوضح القرطيطي، أن سياسة الإطفاء غير ناجحة، ونؤكد على ضرورة تشكيل لجنة في كل مخيم من المديرين التربويين والإدارة، ويعملوا على وضع أكلة نموذجية بتوافق مع الممونين لضمان استمرارية المخيمات وأنشطتها. ونفى المتحدث إشراك الجامعة الوطنية للتخييم في صفقة التغذية، مشددا على أن الوزارة نابت عن الأطفال والممونين والجمعيات، ولم نساهم في تحديد الوجبة ولا في تحديد المقاييس، ولا في إعطاء بعض التوجيهات، على اعتبار أننا معنيون بالأمر، ونحن هم الزبائن ويمكننا تقديم توجيهات بشأن ما ينبغي أن يكون، كاشفا توجيه جامعته لعدد من المذكرات والمراسلات في هذا الشأن، قائلا “ولكن ولا من مجيب، ونحن فقط نتحول من حين لآخر إلى رجال إطفاء، وهذا يرهقنا”. وأوضح القرطيطي، أن الجامعة توجهت إلى المخيمات التي تعرف تراجعا في خدمات التغذية، ونعقد اجتماعات مع الممونين والإدارة من أجل إرجاع الوضع إلى طبيعته وضمان السير العادي للمخيمات، والتوافق على برنامج غذائي، تقبل به الجمعيات ولا يمس بأطفالهم.