نقطة نظام.. ما يحتاجه جطو

تقرير المجلس الأعلى للحسابات ليس قرآنا بالطبع؛ يمكن مجادلة مضامينه من لدن المعنيين به، بالطرق والوسائل التي تكفل الحفاظ على مظاهر المؤسسات على الأقل. لكن بشكل مؤكد، لا يحق التشكيك فيه، أو وضعه في موضع مساءلة كالقول إن صفحاته تنطوي على استهداف سياسي معين. هؤلاء الذين لديهم هذا التقدير من المسؤولين، عادة ما يفعلون ذلك عبر تقنية التسريب، فهم لا يملكون الجرأة على القيام بذلك علنا وبوجه مكشوف. لكننا نستطيع تتبع أثر فتات الخبز للوصول إلى مصدر التشكي هذا.
على كل حال، يمكن للمسؤولين أن يديروا ظهورهم بشكل كلي، أو أن يسافروا إلى ما وراء البحار لمشاهدة مباراة كرة قدم لا تعني الوطن في شيء، مثلما فعل عزيز أخنوش، لكن هناك مسؤولين آخرين على قدر من الوعي بصعوبة الموقف الذي وضعوا فيه. وعلى سبيل المثال، محمد صالح التامك، المندوب العام للسجون. لقد كانت طريقته حادة، وغلبت عليها، بحسب تقديرنا، بعض الانفعالات، ولقد رأينا أن ما فعله هو “تطاول” على مؤسسة رقابية. لكن التامك لديه مقاربة في هذا الصدد ويريد توضيحها، وقد كتب لنا يؤكد على أن آخر شيء يفكر فيه هو أن يتطاول على رئيس هيئة رقابية؛ جيد، يدعو ذلك إلى الارتياح حقا. يحتاج جطو أولا، إلى أن يثق في أن منصبه لا يمكن إساءة تقديره أو التنقيص منه، وعلى المسؤولين المعنيين بتقاريره أن يكونوا أكثر حذرا في استخدام العبارات.