ضمنهم حكيمي وبونو.. المرشحين للكرة الذهبية 2025    قاضي جرائم الأموال يأمر بسجن رئيس المجلس الإقليمي لشفشاون بتهم ثقيلة    باريس تُعلّق الإعفاءات الدبلوماسية.. والجزائر تردّ بالمثل في أزمة جديدة بين البلدين    نتنياهو: إسرائيل تريد السيطرة على غزة "لا حكمها"    حقوقيون: السقوط الدستوري للمسطرة الجنائية ليس معزولا عن منهجية التشريع المتسمة بانعدام الشفافية    المنتخب المغربي المحلي يستعد لمواجهة كينيا    الأرصاد تُحذر: موجة حر وزخات رعدية تضرب مناطق واسعة بالمملكة ابتداءً من اليوم    انتحار طفل في ال12 من عمره شنقًا.. وأصابع الاتهام تشير إلى لعبة "فري فاير"    تدخل أمني بمنطقة الروكسي بطنجة بعد بث فيديو يوثق التوقف العشوائي فوق الأرصفة        تدخل سريع يخمد حريقا اندلع بغابة "ازارن" بإقليم وزان والكنافي يكشف حيثياته    لجنة عربية تطلق حملة ضد ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام    الارتفاع يسم تداولات بورصة البيضاء    فشل الجزائر في قضية الصحراء المغربية يفاقم التوتر الدبلوماسي مع فرنسا    وزارة الخارجية تحتفل باليوم الوطني للمغاربة المقيمين بالخارج    الوداد يعقد الجمع العام في شتنبر    بني بوعياش.. اطلاق الشطر الاول لمشروع التأهيل الحضري        أول نسخة من "الهوبيت" تجني 57 ألف دولار        لسنا في حاجة إلى المزيد من هدر الزمن السياسي    الماء أولا... لا تنمية تحت العطش    الملك كضامن للديمقراطية وتأمين نزاهة الانتخابات وتعزيز الثقة في المؤسسات    وزير الإعلام الفلسطيني : المساعدة الإنسانية والطبية العاجلة سيكون لها أثر إيجابي ملموس على حياة ساكنة غزة    تيمة الموت في قصص « الموتى لا يعودون » للبشير الأزمي    «دخان الملائكة».. تفكيك الهامش عبر سردية الطفولة    السرد و أنساقه السيميائية    المغرب.. من أرض فلاحية إلى قوة صناعية إقليمية خلال عقدين برؤية ملكية استشرافية    فرنسا تلغي إقامة مغربي أشعل سيجارة من "شعلة الجندي المجهول" في باريس (فيديو)    زيلينسكي يدعو بوتين مجددا إلى لقاء لإنهاء الحرب في أوكرانيا والرئيس الروسي يعتبر "الظروف غير متوفرة"    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الملك محمد السادس يهنئ رئيس جمهورية كوت ديفوار بمناسبة العيد الوطني لبلاده        ارتفاع أسعار الذهب بفضل تراجع الدولار وسط آمال بخفض الفائدة الأمريكية    "صحة غزة": ارتفاع وفيات التجويع الإسرائيلي إلى 197 بينهم 96 طفلا    سون هيونغ مين ينضم للوس أنجليس الأمريكي    "أيميا باور" الإماراتية تستثمر 2.6 مليار درهم في محطة تحلية المياه بأكادير    يوليوز 2025 ثالث أكثر الشهور حرارة فى تاريخ كوكب الأرض    وكالة: وضعية مخزون الدم بالمغرب "مطمئنة"    صيف شفشاون 2025.. المدينة الزرقاء تحتفي بزوارها ببرنامج ثقافي وفني متنوع    المغرب يواجه ضغوطا لتعقيم الكلاب الضالة بدل قتلها    تسجيل 4 وفيات بداء السعار في المغرب خلال أشهر قليلة    "دراسة": تعرض الأطفال طويلا للشاشات يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب    من هم الأكثر عرضة للنقص في "فيتامين B"؟    الفتح الناظوري يضم أحمد جحوح إلى تشكيلته        رخص مزورة وتلاعب بنتائج المباريات.. عقوبات تأديبية تطال أندية ومسؤولين بسبب خروقات جسيمة    الملك محمد السادس... حين تُختَتم الخُطب بآياتٍ تصفع الخونة وتُحيي الضمائر    الداخلة.. ‬‮«‬جريمة ‬صيد‮»‬ ‬تكشف ‬ضغط ‬المراقبة ‬واختلال ‬الوعي ‬المهني ‬    الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة التي فرضها ترامب تدخل حيز التنفيذ    المغرب ‬يرسّخ ‬جاذبيته ‬السياحية ‬ويستقطب ‬‮«‬أونا‮»‬ ‬الإسبانية ‬في ‬توسع ‬يشمل ‬1561 ‬غرفة ‬فندقية ‬    قروض ‬المقاولات ‬غير ‬المالية ‬تسجل ‬ارتفاعا ‬بنسبة ‬3.‬1 ‬في ‬المائة ‬    جو عمار... الفنان اليهودي المغربي الذي سبق صوته الدبلوماسية وبنى جسورًا بين المغرب واليهود المغاربة بإسرائيل    المغاربة والمدينة المنورة في التاريخ وفي الحاضر… ولهم حيهم فيها كما في القدس ..    حين يتحدث الانتماء.. رضا سليم يختار "الزعيم" ويرفض عروضا مغرية    نحن والحجاج الجزائريون: من الجوار الجغرافي …إلى الجوار الرباني    اتحاديون اشتراكيون على سنة الله ورسوله    من الزاويت إلى الطائف .. مسار علمي فريد للفقيه الراحل لحسن وكاك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السنوات الخمس الماضية كانت الأكثر سخونة على الإطلاق
نشر في اليوم 24 يوم 06 - 10 - 2019

لن أكون شاهدا صامتا على جريمة تدمير حاضر العالم وتدمير حق الأجيال القادمة في مستقبل مستدام. علينا القيام بكل ما يمكن لوقف أزمة المناخ، وهي تقع على عاتق قادة العالم وزعمائه”، هذا آخر تصريح خاطب به المسؤول الأممي، أنطونيو غوتيريس، زعماء العالم، والمشاركين في قمة العمل المناخي في مقر الأمم المتحدة نهاية الشهر الماضي، لخص فيه بما لا يدع مجالا للشك بأن خطرا محدقا يتهدد مدنا في العالم بالاختفاء من على وجه البسيطة، بسبب جريمة تدمير العالم وتقاعس المنتظم الدولي، وفي المقدمة الدول الصناعية الكبرى.
فحسب غوتيريس “الطبيعة غاضبة ونحن نخدع أنفسنا إذا كنا نعتقد أن بإمكاننا أن نخدع الطبيعة”. وبدا واضحا أن من غاية القمة التي جرت فعالياتها في نيويورك، هي الدفع بوتيرة تقدم الحكومات والمجتمعات نحو أجندة العمل المناخي، كما يطمح لها الأمين العام، لكن إحجام الدول الصناعية الكبرى، وعلى رأسها أمريكا، يفشل كل المخططات التواقة إلى الحد من التغيرات المناخية وانعكاساتها على الأرض والإنسان.
خطر ارتفاع درجة حرارة العالم
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة زعماء العالم، من تأثيرات تغير المناخ عن قرب، كاشفا، حسب المعطيات الصادمة الصادرة من قلب أحدث التقارير التي تشرف عليها الأمم المتحدة، أن الصيف الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق، وأن شهر يونيو إلى غشت الماضي، كانت أكثر شهور الصيف حرارة في نصف الكرة الشمالي. فيما كشف غوتيريس، أن نصف الكرة الجنوبي كان الأكثر سخونة على الإطلاق، مسجلا مستويات حرارة عالية. كما ذكَّر غوتيريس بأن السنوات الخمس الأخيرة منذ 2015، إلى غاية اليوم، كانت الأكثر سخونة على الإطلاق منذ بداية تسجيل درجات الحرارة العالمية.
الأرض تطلق صرخة استغاثة
الأمين العام قال في كلمته، إن درجات الاحترار غير المسبوقة التي يشهدها الكوكب، ينبغي أن تمثل “صرخة تقشعر لها الأبدان”، وتدعو العالم إلى التوقف والتفكير في مصير كوكب الأرض، مشددا بلغة تحذيرية صارمة، “ما لم نقم بتغيير أساليب حياتنا بشكل عاجل، فإننا نعرض الحياة للخطر”، مذكرا بما تشهده “مستويات البحار من ارتفاع وذوبان الأنهار الجليدية وتآكل الشعاب المرجانية، وانتشار ظواهر الجفاف وحرائق الغابات، وتوسع الصحاري، وتناقص فرص الوصول إلى المياه”، وغيرها من التحديات.
وقال الأمين العام إنه شاهد بنفسه تأثيرات الكوارث المناخية “من دومينيكا إلى الساحل إلى جنوب المحيط الهادئ، حيث تقاتل دول بأكملها من أجل بقائها بفعل ضربات العواصف والأعاصير، محذرا بأقوى العبارات من أن ما نراه من صور من أماكن مختلفة من العالم، “ليست صورا للدمار الراهن فقط”، بل هي صور من المستقبل الذي نواجهه، “ما لم نتصرف الآن”.
هذا، وحسب المتتبعين للتغيرات المناخية الطارئة على كوكب الأرض، فإن “خفض الانبعاثات إلى النصف فقط، وعلى مدى 10 سنوات لن يمنح العالم سوى فرصة 50 في المائة فقط، للبقاء تحت مستوى درجة 1.5 درجة من الحرارة العالمية، وهو ما قد يؤدي إلى أضرار لا يمكن إصلاحها مرة أخرى”.
الطوارئ المناخية سباق لم يكسبه العالم
كما اعترف الأمين العام للأمم المتحدة بأن جيله فشل حتى الآن في تحمل مسؤوليته عن حماية الكوكب، وهذا “ما يجب أن يتغير، مضيفا أن حالة الطوارئ المناخية الراهنة هي سباق لم يكسبه العالم بعد.
وأشار غوتيريس إلى البدائل التكنولوجية التي يمكنها أن تحل محل أكثر من 70 في من مستوى الانبعاثات اليوم، وهي التي قد صارت متاحة الآن بسهولة أكبر، موضحا أن هناك تكلفة في كل شيء، لكن التكلفة الأكبر التي سيواجهها العالم، هي أن لا يفعل شيئا بخصوص أزمة تغير المناخ. وقال غوتيريس، إن العالم يكذب الحقيقة الواضحة كالنهار، وهي أننا في حفرة مناخية عميقة وللخروج منها علينا أن نتوقف أولاً عن الحفر.
مخاطر الاحترار على الغلاف الجوي
وعلاقة بالتحذير الأممي من تهديدات التغيرات المناخية، كشف تقرير جديد صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، أن الاحترار قد تجاوز بالفعل مستوى ما قبل العصر الصناعي بدرجة مئوية، بسبب انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الماضي والحاضر. وبحسب التقرير ثمة دليل دامغ على أن لهذا آثارا بالغة على النظم الإيكولوجية والناس.
ويشير التقرير الصادم الصادر في شأن المحيطات والغلاف الجليدي في ظل مناخ متغير، إلى أهمية حصر الاحترار العالمي عند أقل حد ممكن، وبما يتماشى مع الهدف الذي حددته الحكومات ذاتها في اتفاق باريس سنة 2015.
وهو التقرير الذي يركز على الضرورة الملحة لتحديد الأولويات لتنفيذ أنشطة سريعة وطموحة ومنسقة للتصدي للتغيرات غير المسبوقة والمستمرة في المحيطات والغلاف الجوي، مشيرا إلى فوائد اتخاذ إجراءات طموحة وناجعة للتكيف من أجل تحقيق التنمية المستدامة، كما يكشف عن التكاليف والمخاطر المتصاعدة المترتبة على التأخر في اتخاذ تلك الإجراءات.
ومن بين الأمور التي أبرزها تقرير الهيئة الحكومية الجديدة أن المحيطات والغلاف الجوي – أي الأجزاء المتجمدة في عالمنا- تؤدي دورا حاسم الأهمية في الحفاظ على الحياة على الأرض. كما يوضح واضعو التقرير أن ما مجموعه 670 مليون شخص في المناطق الجبلية العالية، و680 مليون شخص في المناطق الساحلية المنخفضة، يعتمدون اعتمادا مباشرا على هذين النظامين. فيما يعيش أربعة ملايين شخص بشكل دائم في المنطقة القطبية الشمالية، وتأوي الدول الجزرية الصغيرة النامية 65 مليون شخص.
وصرح هوسونغ لي، رئيس الهيئة بأن “البحار المفتوحة والمنطقة القطبية الشمالية والمنطقة القطبية الجنوبية والمناطق الجبلية العالية قد تبدو لكثير من الناس بعيدة جدا. غير أننا نعتمد عليها ونتأثر بها بشكل مباشر وغير مباشر بوسائل شتى – مثلا من خلال الطقس والمناخ، والغذاء، والماء، والطاقة، والتجارة، والنقل، والأنشطة الترفيهية والسياحة، والصحة والرفاه، والثقافة والهوية”.
كما أكد أنه إذ “خفضنا الانبعاثات بدرجة كبيرة ستظل آثارها على الناس وسبل العيش شديدة، ولكن سيكون من الممكن للسكان الأكثر ضعفا التعامل معها.. إننا سنزيد بذلك إمكاناتنا لبناء القدرة على المقاومة”.
الأنهار الجليدية تتقلص بنسبة 80 في المائة
من خلال تسليط الضوء على أهمية اتخاذ إجراءات منسقة وطموحة وعاجلة للتخفيف من آثار ظاهرة الاحتباس الحراري، يحذر تقرير تغير المناخ من أن الأنهار الجليدية والثلج والجليد والتربة الصقيعية آخذة في الانحسار بشكل مطرد. ففي أوروبا وشرق إفريقيا ومنطقة الأنديز المدارية وإندونيسيا، من المتوقع أن تفقد الأنهار الجليدية الصغيرة أكثر من 80 في المائة من كتلتها الجليدية الحالية بحلول عام 2100، في ظل أسوأ سيناريوهات الانبعاثات المرتفعة.
ومن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى زيادة المخاطر التي يتعرض لها الأشخاص، ومنها تزايد الانهيارات الأرضية والجليدية وسقوط الصخور والفيضانات.
الجليد ينصهر ومستوى سطح البحر يرتفع
تفقد الأنهار الجليدية والصفائح الجليدية في المناطق القطبية والجبلية كثيرا من كتلتها، مما يسهم في زيادة معدل ارتفاع سطح البحر، علاوة على تمدد المحيطات بسبب زيادة حرارتها.
وبحسب التقرير الأممي، “بينما يرتفع مستوى سطح البحر بمقدار 15 سم تقريبا خلال القرن العشرين، فإنه يرتفع الآن أكثر بكثير من ضعف هذه القيمة، بل إن هذا المعدل آخذ في الارتفاع”.
وقال بانماو تشاي، الرئيس المشارك للفريق العامل الأول التابع للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ: “إن التغييرات في توافر المياه لن ينحصر أثرها على السكان في هذه المناطق الجبلية العالية فحسب، إنما سيؤثر أيضا على مجتمعات محلية بعيدة عن المصب بكثير”.
مخاطر الاحتباس الحراري والواقع الفعلي
من جانبها، تكشف المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إلى جانب منظمات علوم المناخ، أن الفجوة صارخة ومتنامية بين الأهداف المتفق عليها لمعالجة ظاهرة الاحتباس الحراري والواقع الفعلي لتحقيقها.
ففي تقرير جديد عن التغيرات المناخية صدر تحت عنوان: “متحدون في العلم”، وتضمن تفاصيل عن حالة المناخ ويعرض اتجاهات الانبعاثات وتركيزات غازات الدفيئة الرئيسة في الغلاف الجوي، سلط الضوء على الحاجة الملحة للتحول الاجتماعي والاقتصادي الأساسي في القطاعات الرئيسية مثل استخدام الأراضي والطاقة من أجل تجنب ارتفاع درجات الحرارة الخطير في العالم. كما يدرس أدوات لدعم كل من عمليات التخفيف والتكيف.
التقرير الذي صدر عشية قمة الأمم المتحدة للعمل المناخي “يقدم تقييما موحدا لحالة نظام الأرض في ظل التأثير المتزايد لتغير المناخ البشري المنشأ، واستجابة البشرية حتى الآن والتغيرات بعيدة المدى التي يتوقعها العلم لمناخنا العالمي في المستقبل”، بحسب الفريق الاستشاري لعلوم المناخ الذي أكد أن “البيانات والنتائج العلمية الواردة في التقرير تمثل أحدث المعلومات الموثوقة حول هذه المواضيع”.
كما يبرز الحاجة الملحة إلى تطوير إجراءات ملموسة لوقف أسوأ آثار تغير المناخ. فهو يشير، أيضا، إلى أن العالم شهد أحر فترة على الإطلاق، واستمرار انخفاض الجليد البحري وكتلة الجليد، وتسارع ارتفاع مستوى سطح البحر، وزيادة نسبة الحموضة في مياه البحر، ورقما قياسيا لتركيزات غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، ونمو انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 2 في المائة ووصولها إلى رقم قياسي، بلغ 37 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون في عام 2018.
مخاطر فجوة الانبعاثات
وفي سياق متصل، أعدت تقارير الفجوة في الانبعاثات، الصادرة عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، تقييما لأحدث الدراسات العلمية حول انبعاثات غازات الدفيئة الحالية والمستقبلية، وتقارن هذه التقارير المستويات بمستويات الانبعاثات المسموح بها للعالم للتقدم على طريق أقل تكلفة لتحقيق أهداف اتفاق باريس. يُعرف هذا الفرق بين “المكان الذي من المحتمل أن نكون فيه والمكان الذي يجب أن نكون فيه” بفجوة الانبعاثات.
ومن المنتظر، بحسب هذه التقارير، أن تبلغ الانبعاثات العالمية ذروتها بحلول عام 2030، إذا تم الحفاظ على سياسات المناخ الحالية ومستويات الطموح للمساهمات المحددة وطنيا. وتشير النتائج الأولية من تقرير فجوة الانبعاثات لسنة 2019، إلى أن انبعاثات غازات الدفيئة هي مستمرة في الارتفاع منذ سنة.
وحسب التقارير الأممية دائما، فإن هناك اعترافا متزايدا بأن تأثيرات المناخ تصيب بشكل أصعب وأسرع العديد من مناطق العالم، على خلاف ما تشير إليه التقييمات المناخية حتى قبل عقد من الزمن، فمع تكثيف التغير المناخي، تصبح المدن معرضة بشكل خاص للتأثيرات مثل الإجهاد الحراري، وبسبب ذلك من الضروري المضي قدما في استراتيجيات التخفيف من حدة المخاطر وتحسينها.
وحسب التقرير الأممي من شأن العمل الفوري الذي يشمل إزالة الكربنة بشكل عميق مع استكمالها بتدابير سياسية طموحة وحماية وتعزيز مغاسل الكربون والتنوع البيولوجي، والجهود المبذولة لإزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، أن يلزم قادة الدول الكبرى على الوفاء باتفاق باريس.
منذ ثلاث سنوات اجتمع المجتمع الدولي في مدينة باريس من أجل بناء نهج جماعي مشترك لمكافحة تغير المناخ، واتفقت حكومات العالم في هذه القمة على بذل الجهود للحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى أقل بكثير من مستوى درجتين مئويتين، إلا أن درجة الحرارة فاقت تلك المستويات ب 1.2 درجة مئوية لتطابق أو حتى تفوق أعلى رقم وصلته أكثر الشهور حرارة منذ بدء تسجيل درجات الحرارة عالميا. وهذا النزوع في ارتفاع الحرارة مازال ماضيا في التصاعد. وتشير الأحداث المناخية القاسية، التي تشهدها مختلف أنحاء العالم، إلى أن الكوكب يمضي نحو قياسات حرارة تمثل السنوات الخمس الأكثر حرارة على الإطلاق.
فشل اتفاق باريس في مواجهة تغير المناخ
يرى العديد من المهتمين بدراسة تداعيات التغيرات المناخية في العالم، أن اتفاق باريس بشأن تغير المناخ ليس ملزما لدول العالم بشكل قانوني كامل، فالاتفاق لا يحدد للدول كيف تخفض من الانبعاثات، أو يفرض عليها طرق بناء مرونتها وقدراتها على التكيف مع المناخ.
فالخطط المناخية الوطنية توضح المساهمات التي وعدت بها كل دولة، وما مقدار الخفض من الانبعاثات الذي قطعته على نفسها. فعلى الرغم من أن الدول النامية تفتقر في كثير من الأحيان إلى الموارد والتمويل والتكنولوجيا الكافية، فإن اتفاق باريس يدعو هذه الدول إلى أن تعلن ما يمكنها المساهمة به من تلقاء نفسها، وما يمكن أن تساهم به، بمساعدة المجتمع الدولي.
وحسب المهتمين، فإن للدول خيارات عديدة للسعي إلى تحقيق أهداف اتفاق باريس، مثل إصدار التشريعات أو إعلان الحوافز المالية وتأسيس السياسات الضريبية التي تشجع الأنشطة التي تقلل من الانبعاثات. فالعديد من المتتبعين يعتقدون أنه يمكن للدول أن تفرض تسعيرة على الكربون، عبر إجراء ضريبي أو عن طريق بناء نظام تجاري له، على اعتبار أنه إذا كان للناس فكرة واضحة عن تكلفة التلوث الكربوني، فإنهم سيستثمرون وينفقون في أنواع وقود أقل تكلفة من ناحية ضريبية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لهذه السياسات أن تساعد في تنظيم التنمية في المناطق الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ، مثل المناطق الساحلية التي تواجه خطر ارتفاع منسوب مياه البحر.
دعوات استباقية قبل الكارثة
بالرجوع إلى مضامين اتفاقية باريس، من المفترض أن تقوم البلدان، كل بضع سنوات، بتحسين وتعضيد قائمة مساهماتها الوطنية الخاصة حتى تسعى نحو الأهداف المناخية بطموح متصاعد مع مرور الوقت. وتمسى هذه آلية “التعضيد”، وتشير إلى أن المساهمات الأولية التي قُدِمت لم تكن قريبة بأي حال من الأحوال من المستوى الذي نطمح للوصول إليه. فلو جمعنا حاصل كل المساهمات الوطنية، من كل البلدان، لتخفيض الانبعاثات، سنحقق، في أحسن الأحوال، الثلث فقط، مما ينبغي تخفيضه، حسب أهداف باريس. ومع هذا، فالخلاصة هي أن العالم لا يتحرك بالسرعة الكافية، لأن الانبعاثات المسجلة عالميا تتزايد، ودرجات الحرارة في ارتفاع.
لا توجد منطقة تتفوق بوضوح على أخرى. ولكن هناك دولا ومدنا تحقق تقدما كبيرا. فالعديد من البلدان، بما في ذلك الدول الجزرية الصغيرة النامية في المحيط الهادئ، التي أعلنت أنها في طريقها نحو تحقيق الحياد المناخي.
في نظر المهتمين، فإن العمل المناخي في العديد من الدول الأوروبية يتطلب الاستثمار، ويتطلب تأسيس سياسات حكومية سليمة توفر الحوافز، وتحقق تقدما كبيرا في خفض انبعاثاتها.
يرى المنتظم الدولي أن الدول تحتاج إلى فعل قيادي سياسي أكبر، وإلى الإرادة السياسية، لأن الاستمرار على الحالة الراهنة نفسها سيكون كارثيا، وسيؤدي إلى رفع درجات الحرارة على مستوى العالم بمقدار 3 درجات مئوية، أو أكثر، مع نهاية هذا القرن، فالعالم يحتاج إلى حلول للتصدي لتغير المناخ، لكنه، أيضا، بحاجة إلى استخدام هذه الحلول، وتحويل استثماراته من اقتصاد ملوِّث ورمادي، إلى اقتصاد أخضر نظيف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.