كشف المجلس العلمي الأعلى في تقريره السنوي عن حصيلة شاملة لأنشطة المجالس العلمية المحلية، ومبادراتها من أجل النهوض بالشأن الديني بالمغرب. وأوضح المجلس في التقرير عينه أن نصف مليون شخص من المغاربة ذكورا وإناثا، أقبلوا على حفظ القرآن في 14 ألفا من الكتاتيب القرآنية، وهي النتائج التي تم تحقيقها من خلال العناية التي حظيت بها الكتاتيب القرآنية والتحفيزات المقدمة لها، من خلال ما تم تأهيله بها في مجال طُرق تلقين القرآن الكريم وتشجيع تجويده وتفسير آياته بالجوائز المحمدية، ومن خلال العمل على نشر مليون نسخة من المصحف المحمدي وإحياء الطريقة المغربية الأصيلة في علم القراءات. وهي الحصيلة التي كشف عنها وزير الأوقاف أخيرا، مشددا أن العلماء باتوا يضطلعون بدور مهم في التبليغ والإرشاد الديني وإعادة تنظيم الكراسي العلمية، وهو الأمر الذي شجع على مواصلة تأهيل الأئمة ضمن برنامج “ميثاق العلماء”، مشيرا إلى أن المجلس العلمي الأعلى وضع دليلا إرشاديا لتوحيد عمل العلماء وعقلنته جهويا ومحليا. وعناية من العلماء بالحديث الشريف، أبرز التوفيق أن هذه السنة تميزت بتواصل تنفيذ برنامج “الدروس الحديثية” لإذاعة محمد السادس للقرآن الكريم، الموجهة إلى توعية الناس بكيفية التمييز في الحديث بين الصحيح والموضوع منه، مضيفا أن نسخة موطأ “الإمام مالك” التي أمر الملك محمد السادس المجلس العلمي الأعلى بتحقيقها سنة 2004، والتي قدمت له سنة 2013، قد تمت ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية بتعاون بين المجلس العلمي الأعلى وجامعة الأخوين، مشيرا إلى أن هذا النسخة الإنجليزية ستصدر قريبا ضمن منشورات جامعة هارفارد. وفي إطار العناية بالقيمين الدينيين، كشف الوزير، أنه تم صرف الدفعة الأولى من الرفع من المكافآت الشهرية، التي استفاد منها 52 ألف إمام، مبرزا أنه تم توسيع التغطية الصحية الشاملة لصالح القيمين الدينيين لتعم 265 ألفا من المنخرطين وذويهم، موضحا أن تأطير القيمين الدينيين قد تعزز بتخرج الفوج الرابع عشر من معهد محمد السادس للأئمة المرشدين والمرشدات، كاشفا أنه إلى جانب الطلبة المغاربة، يتابع 1070 من الطلبة والطالبات من تسعة بلدان أجنبية تكوينهم في هذا المعهد، ينضاف إليهم طلبة من كل من النيجر وتايلاند ورواندا. وفي موضوع العناية بالمساجد، أشار وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى أن الوزارة خصصت 861 مليون درهم لبناء مساجد جديدة، و300 مليون درهم لإصلاح المساجد المغلقة، بالإضافة إلى إشرافها على ترميم عشرة مساجد تاريخية، وتقديم إعانات لبناء مساجد جديدة لعدد من الجماعات والجمعيات. أما بخصوص التعليم العتيق، فقد قال التوفيق إن الوزارة تحرص على دعم التأهيل المستمر له، مشيرا على سبيل المثال، إلى إصدار كتب المقررات الشرعية الجديدة. كما ذكر بمناسبة عرضه للتقرير السنوي ببرنامج محو الأمية بالمساجد الذي همّ خلال السنة الماضية 300 ألف مستفيد. كما استعرض التوفيق وهو يبسط ملخصا للتقرير السنوي لعمل المجالس العلمية، نشاط لجنة المالية التشاركية للمجلس العلمي الأعلى، التي أكد أن هذه المؤسسة استكملت عناصرها الثلاثة المتمثلة في الأبناك والصكوك والتأمينات، وأصدرت رأيها بخصوص الإجارة والإستصناع ودعم عمل البنوك بالاستثمار بالوكالة. كما عرج على نشاط مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، ودورها في إرساء دعائمها في البلدان المنضوية تحتها، ومطمح تأهيل أئمة المساجد، لاسيما عبر تأطير بعض المتخرجين من معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات الذين عادوا إلى بلدانهم.