بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على توقيف خط السكك الحديدية الرابط بين آسفي وابن جرير، اشتعلت أسعار نقل المسافرين بين المدينتين، فقد ارتفعت إلى أكثر من ثلاثة أضعاف ثمنها العادي، إذ انتقل سعر السفر بواسطة الحافلات من 25 إلى 80 درهما، ومن 70 إلى 155 درهما في سيارات الأجرة الكبيرة، فيما كان سعر تذكرة السفر بالقطار يبلغ 37 درهما، مع استفادة من تخفيض بثمانية دراهم في حالة الاقتناء المسبق للتذاكر. ويشتكي العديد من الأشخاص من توقيف قطار نقل المسافرين بين حاضرة المحيط وعاصمة الرحامنة، اللتين تشهدان حركة نقل دؤوبة، عبر مدينة اليوسفية، خاصة بالنسبة للجنود المشاة الذين ينتقلون من ابن جرير إلى القاعدة العسكرية بآسفي، وموظفي المكتب الوطني للسكك الحديدية والوقاية المدنية والعشرات من الموظفين العموميين الآخرين، من ذوي الدخل المحدود أو المتوسط، الذين يضطرون إلى أداء هذه الأسعار المرتفعة للالتحاق بمقرات عملهم. ويستغرب العديد من سكان آسفي إغلاق محطة القطار بالمدينة عينها، ووقف قطار نقل المسافرين الذي يربطها باليوسفية وابن جرير، في الوقت الذي لا تُسجل بالمدن الثلاث المذكورة أرقام مرتفعة لحالات الإصابة المؤكدة بفيروس "كورونا" مقارنة مع غيرها من المدن الأخرى، التي لم تغلق محطات القطار فيها، رغم أنها تشهد تسجيل أرقام مرتفعة في أعداد المصابين بالفيروس، وظلت عملية نقل المسافرين فيها بالقطار مستمرة، علما بأنها لم تكن من بين المدن التي شملتها إجراءات التخفيف من التدابير الاحترازية لمواجهة الجائحة. هذا وكانت عملية نقل المسافرين عبر الخط الحديدي بين آسفي وابن جرير استأنفت حركتها، بداية شهر يونيو الماضي، في إطار تخفيف إجراءات الحجر الصحي، بعد مرور أكثر من شهرين على قرار المكتب الوطني للسكك الحديدية القاضي بتوقيف جميع القطارات، على خلفية تعليمات السلطات بمنع استعمال وسائل النقل الخاصة والعمومية بين المدن، ابتداءً من منتصف ليلة السبت 21 مارس المنصرم، في إطار حالة الطوارئ الصحية للتصدي للجائحة. غير أن حركة النقل بالخط السككي المذكور لم تستمر سوى شهر واحد، إذ عاد المكتب الوطني للسكك الحديدية وأصدر قرارا، بداية شهر يوليوز الفارط، بتوقيف قطار نقل المسافرين الرابط بين آسفي وابن جرير عبر اليوسفية، ساعات قليلة بعد تسجيل 482 حالة إصابة مؤكدة بفيروس "كورونا" في إقليمآسفي، خلال ال72 ساعة الممتدة من العاشرة من صباح الخميس 2 يوليوز الفائت حتى التوقيت نفسه من صباح الأحد 5 من الشهر ذاته، والتي تعود لعاملين، معظمهم نساء، بوحدة صناعية لتصبير السمك تقع بالحي الصناعي بطريق "جرف ليهودي" بمدينة آسفي.