في سباق غريب نحو المناصب، يخوض أمين عام حزب سياسي، وعضو مكتب سياسي لحزب آخر، وشقيقة عضو مكتب سياسي لحزب مختلف كذلك، مباراة لولوج منصب مستشار عام لمجلس المستشارين، في مواجهة ثمانية مترشحين آخرين لا يبدو بأن لديهم تغطية سياسية مناسبة كما للمذكورين آنفا. يتعلق الأمر بكل من كريم هريتان، الأمين العام لحزب البيئة والتنمية المستدامة، وكريم تاج، عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، وسهام أبشير، شقيقة يونس أبشير، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار. وثلاثتهم يطمحون إلى أربعة مناصب تدعى "مستشار عام"، بمجلس المستشارين، ويبلغ أجرها الشهري 40 ألف درهم دون حساب التعويضات. ويبدو بأن الشرط الوحيد الذي يجري فحصه في هذه المباراة هو توفر المترشحين على أقدمية من ست سنوات في منصب فوق السلم الإداري. ويطرح وصول هؤلاء الثلاثة إلى القائمة النهائية للمرشحين الذين سيخضعون للمقابلات الشفوية في وقت لاحقا من هذا الشهر، تحديات على شفافية هذه المباراة التي يعتقد الكثيرون داخل مجلس المستشارين بأن نتائجها باتت محسومة قبل إجراء تلك المقابلات. كريم هريتان موظف في مجلس المستشارين، وكان قد تقدم إلى مباراة مماثلة قبل شهور، لكن لم يجر اختياره لنيل المنصب. تلك المباراة أيضا، وكان السباق آنذاك حول أربعة مناصب كذلك، نالها مرشحون محسوبون على حزب الأصالة والمعاصرة، والاتحاد الاشتراكي، والحركة الشعبية وحزب الاستقلال. ومن الواضح أن "وجود مظلة سياسية لكل مرشح، بات شرطا ضروريا في الطريق لنيل تلك المناصب"، كما قال رئيس فريق لموقع "اليوم 24′′، مضيفا أن هذه المناصب وبغض النظر عن شرط الكفاءة، "تأخذ بعين الاعتبار، وبشكل ضمني، الحساسيات السياسية في المجلس، وهي تطالب بحصتها في أي توظيفات.. بمعنى آخر، فإن الأمر قريب مما يطلق عليه الصحفيون اسم الوزيعة". مصدر مطلع بمجلس المستشارين قال كذلك لموقع "اليوم 24′′، إن النتائج محسومة سلفا، ولقد تبقى المنصب الرابع للتباري عليه بين مرشحين آخرين يحاول كل من حزبي الحركة الشعبية والاستقلال الضغط من أجل تزكية مرشحه. "تذكروا هذه الأسماء جيدا، ستكون هي الأسماء نفسها التي سترد في قائمة الناجحين لنيل هذه المناصب.. إنه أمر مؤسف، لكنها الطريقة التي تجري بها مثل هذه الأشياء في هذا المكان"، كما يقول مصدر. يشار إلى أن كريم تاج، عمل كمدير لدواوين وزراء حزب التقدم والاشتراكية منذ حوالي تسع سنوات، ثم مفتشا عاما لوزارة السكنى والتعمير وسياسة المدينة، لكنه عاد لوظيفته بمجلس المستشارين عقب إعفائه من وظيفته.