أصبح موقع التواصل الاجتماعي تويتر يفرض نفسه بقوة ضمن مواقع التواصل الاجتماعي الأكثر تأثيرا على المستوى العالمي، ما جعل الفاعلين في مجال الاستثمارات يعتبرونه قناة أساسية لنشر إعلاناتهم وتسويق منتوجاتهم وخدماتهم، إلا أن النتائج التي تم الإعلان عنها توضح أن هناك مشاكل يعرفها موقع التغريدات في هذا المجال. في بيان لها نشر يوم الثلاثاء، أعلنت شركة تويتر عن تسجيلها خسائر أكثر مما كانت تتوقع في الربع الأول من العام الحالي، مشيرة إلى أن المنتجات الجديدة التي قدمتها لرواد الموقع لم تلق إقبالا من المشترين، وتوقعت إدارة موقع التغريدات أن يكون هناك «استمرار هذا التأثير السلبي على الأرباح حتى نهاية السنة المالية الحالية»، وقال المدير التنفيذي لشركة تويتر ديك كوستيلو إنه «من المبكر جداً رواج مثل هذه المنتجات»، مضيفا أنه «واثق من مستقبل الشركة على المدى الطويل»، وأردف كوستيلو قائلا «نعتقد أنه باستطاعتنا زيادة قيمة الإعلانات في المستقبل»، من جهة أخرى أشارت شركة تويتر إلى أنها بصدد شراء شركة TellApart المتخصصة في تقديم استشارات في مجال التسويق والإعلانات، كما أعلنت عن إبرامها صفقة مع شركة محرك البحث الأول عالميا غوغل، وذلك بهدف تحسين معايير ومردودية إعلاناتها. وفي سياق متصل، تم تقديم إحصائيات وأرقام تهم رواد موقع التغريدات، إذ ارتفع عدد مستخدمي تويتر بنسبة 18% شهريا مقارنة مع العام الماضي، وبلغ العدد الإجمالي حوالي 302 مليون في الربع الأول من العام الحالي، وكانت شركة تويتر قد سجلت أرباحا تقدر ب 436 مليون دولار أمريكي، أي بزيادة تقدر ب 74% بالمقارنة مع السنة الماضي، إلا أن هذا الرقم خالف توقعات المحللين المتخصصن في مجال الإعلانات عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وأعلن نفس البيان على أن خسائر تويتر قد بلغت 162 مليون دولار أمريكي، أي زيادة عن الخسائر المسجلة في الفترة نفسها من العام الماضي، والتي كانت بلغت حينها حوالي 132 مليون دولار أمريكي. وتوقعت إدارة تويتر أن تسجل الشركة أرباحا في نهاية العام الحالي تقدر ما بين 2.17 مليار دولار إلى 2.27 مليار دولار أمريكي، أي أقل من التوقعات التي كانت تتراوح ما بين 2.3 مليار دولار إلى 2.35 مليار دولار، وانخفضت أسعار الأسهم في تويتر بنسبة قدرت ب18% مباشرة بعد نشر هذه النتائج، وذلك قبل إغلاق سوق الأسهم الأمريكية، ولذلك قامت تويتر بالاستحواذ على شركة TellApart المتخصصة في مجال الإعلانات، لكنها لم تكشف أية تفاصيل عن قيمة الصفقة، وقبل سنتين حققت شركة TellApart إيرادات تقدر ب 100 مليون دولار، خصوصا عندما كانت تعتبر شريكا فعالا مع موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، إلا أنه تم الاستغناء عنها، ما تسبب في بعض الاضطرابات في النتائج الربحية للشركة في السنة الماضية. وتأتي الصفقة مع إدارة تويتر في وقت تحتاج فيه شركة TellApart إلى بديل يعوضها عن النقص في الإيرادات، ومن جهة أخرى مازالت شركة تويتر تحتاج للمزيد من الاستثمارات والتطوير في مجال الإعلانات. ويذكر أن شركة TellApart تأسست عام 2004، وتهتم أساسا بالتجارة الإلكترونية، من خلال الإعلانات المصورة، وتعتمد على شراكات مع العديد من الشركات العالمية الكبرى لجلب الإعلانات من خلال المواقع والبريد الإلكتروني، إضافة إلى تحديد فعال للزبناء المتوقع الاستفادة منهم، وتقديم الدراسات والتحليلات الخاصة بهذا المجال. وقبل نحو شهر، بدأت شركة «تويتر» في اختبار طريقة جديدة لظهور الإعلانات في شبكتها الاجتماعية على مجموعة محدودة من مستخدميها، وهي الطريقة التي تجلب الإعلانات إلى داخل الصفحات الشخصية للمستخدمين، إذ تظهر الإعلانات بين تغريدات المستخدمين في صفحاتهم الشخصية، لكن في مستطيل منفصل، ويتم تمييزها بجملة: «مقترحة من تويتر»، وفي بيان سابق أوضح متحدث رسمي باسم موقع التغريدات أن الهدف الرئيس من التجربة هو الحصول على تعليقات من المستخدمين والمعلنين والشركاء بشأن فاعلية الطريقة الجديدة، وذلك قبل اتخاذ أي قرار، سواء باعتمادها من عدمه، إذ تظهر الإعلانات فقط داخل الصفحات الخاصة بالحسابات العادية على الشبكة الاجتماعية، ويبدو أن «تويتر» تتفادى أية مشاكل قد تتسبب بها ظهور إعلانات غير مرغوب فيها، خصوصا في صفحات الحسابات الشخصية للمشاهير، الذين يمثلون النسبة الأكبر من أصحاب الحسابات الموثقة على الشبكة، وكانت إدارة تويتر قد واجهت انتقادات من عدد كبير من مستخدميها بسبب إظهار إعلانات داخل صفحة «قائمة المتابعين»، الخاصة بحساباتهم الشخصية، وذلك لمخاوفهم من عرض إعلانات تخالف توجهاتهم واهتماماتهم .