تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى حلبة منافسة انضم إليها أغلب السياسيين المغاربة الذين أحدثوا صفحات رسمية وحسابات خاصة على موقعي «تويتر» و«فيسبوك» بالخصوص، كما كلف أغلبهم متخصصين بإدارة تلك الصفحات والحسابات، حيث يراقبون باستمرار كل ما ينشر عبرها، وما يكتب من تعليقات المتابعين التي يلقى بعضها الرد والتفاعل. رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، ومعظم وزراء حكومته، وزعماء الأحزاب السياسية والبرلمانيون… عدد كبير من السياسيين المغاربة صاروا يتوفرون اليوم على حسابات خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، يسعون من خلالها إلى كسب شعبية في العالم الافتراضي بعدما تأكد تأثيره الكبير على توجهات واختيارات رواده من المغرب ومن أنحاء العالم. على موقع «فيسبوك»، الذي يعد الموقع الأكثر شعبية بين مواقع التواصل الاجتماعي، يسعى الجميع إلى كسب أكبر قدر من المتابعين والمعجبين، كما يسعى الجميع إلى كسب أكبر قدر من علامات «الجيم» على ما ينشرونه من تدوينات وصور وفيديوهات، فلم تعد صناديق الاقتراع الوسيلة الوحيدة لقياس شعبية السياسيين، بل صار عدد «الجيمات» بدوره مقياسا لتلك الشعبية. ورغم أنه عضو جديد في العالم الافتراضي، فإن رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران تمكن، خلال وقت وجيز، من حشد عدد كبير من متابعي صفحته التي حصلت على العلامة الزرقاء من موقع «فيسبوك»، حيث يفوق عدد متابعي الصفحة اليوم 177 ألف شخص. أمين عام حزب الاستقلال، حميد شباط، بدوره يتوفر على عدد كبير من المتابعين يفوق 223 ألف شخص، ومع ذلك فهو لا يتوفر على العلامة الزرقاء التي يعترف من خلالها الموقع بالصفحات ويوثقها بأسماء أصحابها. وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، يعد ثاني سياسي مغربي يتوفر على تلك العلامة، ويصل عدد متابعي صفحته الرسمية إلى 50 ألف شخص. وزير السياحة، لحسن حداد، الذي يعد من أكثر السياسيين تواصلا عبر «فيسبوك» وكذلك عبر «تويتر»، لا تتوفر صفحته الرسمية سوى على عشرة آلاف متابع، في حين لا يتجاوز عدد متابعي أمين عام حزب الحركة الشعبية، ووزير الشباب والرياضة، امحند العنصر، 5094 متابعا. وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، يتوفر بدوره على عدد مهم من المتابعين يتجاوز 37 ألفا، في حين يبقى عدد متابعي صفحات الوزيرات ضعيفا نسبيا، حيث تحتل الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء، شرفات أفيلال، المركز الأول بينهن بأكثر من 11 ألف متابع، تليها وزيرة المرأة والتضامن والأسرة والتنمية الاجتماعية، بسيمة الحقاوي، ب8868 متابعا، ثم الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة، حكيمة الحيطي ب8080 متابعا. في المقابل، هناك عدد من السياسيين ممن لا يتوفرون إلى غاية اليوم على صفحات رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن، وكما يبدو، فإن عددا كبيرا منهم يحاولون ولوج هذا العالم على الأقل خلال فترة الانتخابات التي تعرف أثناءها تلك المواقع منافسة حادة بين المتنافسين السياسيين لا تقل عن حدة المنافسة بينهم على أرض الواقع.