الأقاليم الجنوبية، نموذج مُلهم للتنمية المستدامة في إفريقيا (محلل سياسي سنغالي)    بين الهزيمة الثقيلة والفوز التاريخي .. باها يبعث رسالة أمل للجمهور المغربي    مجلس الشيوخ الفرنسي يحتفل بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة    الوداد يعود بانتصار ثمين من آسفي    "أونسا" ترد على الإشاعات وتؤكد سلامة زيت الزيتون العائدة من بلجيكا    ست ورشات مسرحية تبهج عشرات التلاميذ بمدارس عمالة المضيق وتصالحهم مع أبو الفنون    الدار البيضاء تحتفي بالإبداع الرقمي الفرنسي في الدورة 31 للمهرجان الدولي لفن الفيديو    نصف نهائي العاب التضامن الإسلامي.. تشكيلة المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة أمام السعودية    المنتخب المغربي الرديف ..توجيه الدعوة ل29 لاعبا للدخول في تجمع مغلق استعدادا لنهائيات كأس العرب (قطر 2025)    كرة القدم ..المباراة الودية بين المنتخب المغربي ونظيره الموزمبيقى تجرى بشبابيك مغلقة (اللجنة المنظمة )    بعد فراره… مطالب حقوقية بالتحقيق مع راهب متهم بالاعتداء الجنسي على قاصرين لاجئين بالدار البيضاء    أيت بودلال يعوض أكرد في المنتخب    أسيدون يوارى الثرى بالمقبرة اليهودية.. والعلم الفلسطيني يرافقه إلى القبر    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    حصيلة ضحايا غزة تبلغ 69176 قتيلا    بأعلام فلسطين والكوفيات.. عشرات النشطاء الحقوقيين والمناهضين للتطبيع يشيعون جنازة المناضل سيون أسيدون    بين ليلة وضحاها.. المغرب يوجه لأعدائه الضربة القاضية بلغة السلام    توقيف مسؤول بمجلس جهة فاس مكناس للتحقيق في قضية الاتجار الدولي بالمخدرات    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الإثنين    مديرة مكتب التكوين المهني تشتكي عرقلة وزارة التشغيل لمشاريع مدن المهن والكفاءات التي أطلقها الملك محمد السادس    عمر هلال: اعتراف ترامب غيّر مسار قضية الصحراء، والمغرب يمد يده لمصالحة صادقة مع الجزائر    الكلمة التحليلية في زمن التوتر والاحتقان    الرئيس السوري أحمد الشرع يبدأ زيارة رسمية غير مسبوقة إلى الولايات المتحدة    أولمبيك الدشيرة يقسو على حسنية أكادير في ديربي سوس    شباب مرتيل يحتفون بالمسيرة الخضراء في نشاط وطني متميز    مقتل ثلاثة أشخاص وجرح آخرين في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان    دراسة أمريكية: المعرفة عبر الذكاء الاصطناعي أقل عمقًا وأضعف تأثيرًا    إنفانتينو: أداء المنتخبات الوطنية المغربية هو ثمرة عمل استثنائي    "حماس" تعلن العثور على جثة غولدين    النفق البحري المغربي الإسباني.. مشروع القرن يقترب من الواقع للربط بين إفريقيا وأوروبا    درك سيدي علال التازي ينجح في حجز سيارة محملة بالمخدرات    الأمواج العاتية تودي بحياة ثلاثة أشخاص في جزيرة تينيريفي الإسبانية    فرنسا.. فتح تحقيق في تهديد إرهابي يشمل أحد المشاركين في هجمات باريس الدامية للعام 2015    لفتيت يشرف على تنصيب امحمد العطفاوي واليا لجهة الشرق    الطالبي العلمي يكشف حصيلة السنة التشريعية    ميزانية مجلس النواب لسنة 2026: كلفة النائب تتجاوز 1.59 مليون درهم سنوياً    تقرير: سباق تطوير الذكاء الاصطناعي في 2025 يصطدم بغياب "مقياس ذكاء" موثوق    بنكيران: النظام الملكي في المغرب هو الأفضل في العالم العربي    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    إسبانيا تشارك في المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب بالدار البيضاء    "أونسا" يؤكد سلامة زيت الزيتون    "يونيسيف" ضيفا للشرف.. بنسعيد يفتتح المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب    بيليم.. بنعلي تقدم النسخة الثالثة للمساهمة المحددة وطنيا وتدعو إلى ميثاق جديد للثقة المناخية    مخاوف برلمانية من شيخوخة سكانية بعد تراجع معدل الخصوبة بالمغرب    تعليق الرحلات الجوية بمطار الشريف الإدريسي بالحسيمة بسبب تدريبات عسكرية    الداخلة ترسي دعائم قطب نموذجي في الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي    مهرجان الدوحة السينمائي يعرض إبداعات المواهب المحلية في برنامج "صُنع في قطر" من خلال عشر قصص آسرة    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    اتصالات المغرب تفعل شبكة الجيل الخامس.. رافعة أساسية للتحول الرقمي    الأحمر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    سبتة تبدأ حملة تلقيح جديدة ضد فيروس "كورونا"    فرحة كبيرة لأسامة رمزي وزوجته أميرة بعد قدوم طفلتهما الأولى    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    الوجبات السائلة .. عناصر غذائية وعيوب حاضرة    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



« اليوم 24 » يستمع لشهادات خمس نساء تعرضن للاغتصاب
نشر في اليوم 24 يوم 12 - 12 - 2013

وحش أدمي جديد يتم اعتقاله في فاس، متهم باغتصاب حوالي 70 امرأة وفتاة، وكان دوما يلجأ إلى نفس الطريق للإيقاع بضحاياه. «اليوم24» تنشر هنا بعضا من المآسي التي تسبب فيها.
استدراج واختطاف وأسلحة بيضاء، ومناديل مبللة بمواد مخدرة، وإيقاعات أمازيغية صاخبة، وشذوذ جنسي وتعذيب وسرقة واغتصاب في العراء، وحمل وإجهاض وافتضاض بالعنف في أوقات الليل و النهار، وسيارة سوداء مجهزة بلوحات ترقيم مزورة مغربية وأجنبية... هذه كلها عناصر قصص مثيرة لبطل « مغامرات جنسية»، في عقده السادس، ظل منذ سنة 1980 يعدد جرائمه، والضحايا نساء من مختلف الأعمار والطبقات الاجتماعية، من بينهن قاصر ومستشارة جماعية من «حزب الباكوري»، وامرأة متزوجة بمدينة مكناس، اغتصبها أمام أعين طفلتها في ربيعها السادس، ومطلقة وأم لطفلين، تسبب لها في حمل غير شرعي.
«الوحش» كما تسميه النساء اللواتي اكتوين بأفعاله، لا يفرق بين الغنية والفقيرة، القاصر والراشدة، الجميلة والقبيحة، تساعده في إشباع غرائزه، شابة في عقدها الثالث، جرى اعتقالها برفقته، اغتصبها هي الأخرى بنفس الطريقة التي مارسها ضد بنات جنسها، قبل أن يستغلها في الإيقاع بضحاياه وحراسته في الخلاء من أعين المارة خلال انفراده بفريسته.
«اليوم24»، التقت 5 فتيات ونساء من ضحايا « وحش فاس»، وهي تعرض في هذا العدد، بعضا من غرائب هذا المتهم، بناء على شهادات مثيرة، كادت أن لا تكتمل عقب حادثة سقوط فتاة قاصر مغشيا عليها أرضا، بالقاعة التي كنا نستمع فيها لشهادات النساء الجريحات، بحيث لم تتحمل الشابة القاصر آثار صدمتها، وهي تعيد سرد ما جرى لها ولصديقها للجريدة، على يد مغتصبهما بإحدى الأماكن المهجورة بضواحي سيدي حرازم.

رميساء القاصر وصديقتها هدى
تقول رميساء، الفتاة القاصر، البالغة من العمر 16 سنة، طالبة بمعهد خاص للتجميل بشارع الحسن الثاني بفاس، تقدمت هي وصديقتها هدى عن طريق عائلتيهما بشكاية في مواجهة هاتك عرضهما، عقب انتشار خبر اعتقاله، حيث عمدتا إلى الاتصال بالشرطة وإحياء شكايتهما التي سجلت في السابق ضد مجهول.
تقول « رميساء» وهي تقص مواجعها على «أخبار اليوم»، أنها في مساء يوم الاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء في ال6 من نونبر المنصرم، حوالي الساعة الخامسة مساءا،كنت برفقة صديقتي «هدى»، تلميذة في «الباك» في عقدها الثاني، نتجول بأحد شوارع حي النرجس بالقرب من محل سكنانا، حيث لمحنا رجلا كان يمتطي سيارة من نوع « كولفTDI» سوداء، فبدا يتغزل بنا، مما دفعني إلى مخاطبته، كن تحشم راك بعمر جدي، ثم تابعت سيري أنا و صديقتي، و بعد لحظات فاجأنا العجوز بسيارته وهو يقف بالقرب من أقدامنا، حيث حاصرنا بركن منزوي من الشارع، وأشهر في وجهنا سلاح أبيض متوسط الحجم، شرعت حينها في الصراخ، لكن المكان كان شبه خالي من المارة، حيث عمد الرجل إلى وضع منديل على فمي، بعد أن أحكم قبضته على صديقتي باليد الثانية، ودفعنا بقوة إلى داخل سيارته، وانطلق بسرعة جنونية.
فيما تابعت أنا وصديقتي صراخنا، لكنه أطلق الموسيقى بصوت عال؛ مما جعل صياحنا بدون فائدة.
بعد أقل من نصف ساعة، توقفت السيارة، نزل مختطفنا، وفتح باب السيارة، وخاطبنا بقوله:» تعرفو فين راكم دبا...أجبنا بخوف شديد، لا، قال: نحن الآن في الجانب الخلفي لسد سيدي حرازم، فلا داعي للصراخ، سنقضي وقتا ممتعا معا ثم أعيدكما إلى فاس، و كان يمسك باليد اليمنى سيفا أحضره من صندوق سيارته الخلفي، و في يده الثانية رزمة من الأوراق النقدية، قبل أن يقول لنا: « اختاروا بغيتو لفلوس هاهما...ال بغيتو موجود»، أجبناه: عفاك أعمي خلينا نمشيو لديورنا، أحنا ماشي ديال هاد الشي، رد علينا: « أنا ما عم حد... اليوما أنشط عليكم... ايوا تعراو».
تمسكت أنا وصديقتي ببعضنا البعض بالكرسي الخلفي للسيارة؛ حتى نمنعه من الاستفراد بواحدة منا، حيث قام بإغلاق باب السيارة الخلفي، وعاد إلى داخل السيارة، ثم خاطبني أنا وصديقتي، « هيا حيدو حوايجكم كلها، رفضنا الامتثال لأوامره، وبقينا متماسكتين ببعضنا البعض، مما دفعه إلى مهاجمتنا بالصفع والضرب في مختلف أنحاء جسدينا، وشرع في نزع سروالي، حينها صرخت في وجهه بقولي:» تريث راه علي دم الحيض، ولما تأكد من الأمر، صفعني بقوة، ورمى بي خارج السيارة، ثم قال: « اليهود إذا حاضت منهم امرأة أخرجوها من البيت...هيا اخرجي».
احتفظ بصديقتي هدى بداخل السيارة، بعد أن طردني خارجا، فشرعت في الصراخ ، كي أمنعه من إيذاء صديقتي، وفي الوقت الذي تمكن من نزع سروالها، هاجمته في داخل السيارة، ونجحت أنا وهدى في مغادرة السيارة، حاولنا الهروب، لكن الظلمة حالت دون تقدمنا في خطواتنا، حيث لحق بنا على بعد أمتار قليلة وأعادنا إلى نفس المكان، بعد أن أشعل الأضواء الأمامية لسيارته، وأطلق موسيقى أمازيغية بصوت عال، ثم شرع في الرقص و العبث بجسدنا ويتلمس مناطق حساسة، وهو يخاطبنا بكلام بذيء وساقط، خصوصا حين علم أن صديقتي هي الأخرى حائض، حيث لم يتوقف عن صفعنا وركلنا، قبل أن يقدم على شدنا من شعرنا و كينا بسيجارته، على مستوى أسفل العنق،وما زالت آثار عملية الكي بالسيجارة بادية في أعلى نهدي الأيسر، تقول رميساء، ونفس العلامة توجد بعنق صديقتي هدى.
وقالت هدى أن مختطفهما، بعد أن عرضهما للتعذيب والكي بالسيجارة، امتطى سيارته وتركهما هناك، حيث قامتا بتلمس خطواتهما بحثا عن مسلك يقودهما إلى الطريق، إلى أن لمحتا ضوء سيارة، واختبأتا من خلال انبطاحهما أرضا، ظنا منهما إن المعتدي عليهما عاد أدراجه، ليكتشفا أن الأمر يتعلق بشخص أخر، نهضتا واعترضتا الشاحنة الفلاحية من الحجم الصغير، وحكيتا لصاحبها ما تعرضتا له، حيث قام الرجل بإيصالهما إلى مدخل مدينة فاس، بالقرب من كلية الطب، و هناك امتطينا سيارة أجرة و عدنا إلى ديارنا، وأخبرنا عائلاتنا، وتقدمنا بشكاية في الحين لدى الشرطة.
لكن المثير، في قصة رميساء و صديقتها هدى، إنهما، بعد مضي أسبوع من تعرضهما للاختطاف، فوجئتا مرة ثانية، بمختطفهما يتعقب خطواتهما بسيارته بنفس المكان، ومن حسن حظهما أن الشارع كان غاصا بالمارة، مما دفع ب»مول السيارة الكحلة، تقول هدى يفر بمجرد صراخنا، « أعباد الله هذا ال سرقنا و اتعدى علينا...شدوه شدوه «.

اغتصاب و حمل
اغتصاب وحمل ، هذا هو قدري السيء من وراء القصص المرعبة ل»وحش فاس»، بهذه العبارة بدأت فاطمة الزهراء، البالغة من العمر 22 سنة، مطلقة و أم لطفلين، حكايتها مع هذا الذئب البشري، والتي تعود إلى صبيحة يوم الأحد 29 شتنبر من السنة الجارية، حين غادرت بيتها بمحاذاة كلية الطب، متجهة إلى بيت صديقتها القريب من مقر سكناها لأجل تسليمها عينات من الملابس النسائية التي تبيعها للنساء بمحلات سكناهم.
كنت أمشي في الطريق، وعلى بعد أمتار قليلة من مقر سكنى صديقتي، حيث كان الشارع شبه فارغ من المارة، فاجأتني سيارة آتية من خلفي، ابتعدت من الطريق والتزمت الجانب الأقصى للرصيف، وإذا برجل يغادر سيارة سوداء، وهو يرتدي لباس رياضي، يتجه نحوي، قائلا: انتظري من فضلك أريد أن أسألك عن عنوان بهذا الحي، استدرت ولمحته يتقدم نحوي ويديه خلف ظهره، ولما اقترب مني، أشهر سيفا طويلا في وجهي، كان يخفيه خلف ظهره، شرعت في الصراخ، لكن لا أحد في المكان، هددني بضربي بسيفه والذي وضعه على رقبتي، وقام بسحبي إلى أن بلغ سيارته ورمى بي بداخلها، أحكم إغلاق أبواب السيارة و انطلق في اتجاه سيدي حرازم.
اتجه بي إلى مكان مهجور بمرتفع يعلو قرية سيدي حرازم، وهناك صادر حقيبتي اليدوية، فتشها بدقة، و أخذ منها هاتفي و مبلغ 1500 درهم وخاتم من دهب، ثم رماه أرضا على بعد أمتار قليلة من السيارة، بعد ذلك شرع في تعنيفي، وأرغمني على نزع ملابسي، ومارس علي الجنس بشكل داعر، بعد أن قام بصفد يدي بقبضات حزام السلامة بالكرسي الخلفي لسيارته، ولما قضى وتره، قال لي سأتركك ترتاحين للحظات، حينها عمدت إلى ارتداء ملابسي وأنا أبكي وأصيح، قبل أن يباغتني بصفعة قوية على خدي الأيمن، قائلا لي: علاش ال...قح... لبستي حوايجك، أنا مزال ما سليت، حينها خاطبته بهستيرية: « أنت وحش... أنت حمار»، يا الله اقتلني و هنيني، فأجابني أنا ما كنقتلشي أنا كنتمتع بالنساء، فشرع في تمزيق ملابسي؛ مما دفعني إلى مجابهته، و أثناء تدافعي معه، انزلقت من أعلى منحدر، وسقطت مغمى علي، فظن أنني فارقت الحياة، ولما شعرت أنه اختفى من المكان، نهضت من مكان سقوطي أرضا، لكنه لمحني فأطلقت ساقي للريح، وأنا أركض حافية الرجلين غير مبالية بالأشواك إلى أن وصلت إلى الطريق المعبدة المؤدية إلى سيدي حرازم، وهناك أوقفت سيارة بها عائلة، والذين ستروا عورتي واقتادوني إلى مقر سكناي.
اتصلت بعائلتي التي تقطن بنفس الحي، حضروا إلى منزلي، و في اليوم الموالي اتجهت إلى الشرطة و سجلت شكايتي ضد هذا الشخص المجهول ، فيما تجندت العائلة وصديقاتي لمساعدتي على لملمة جراحي، تقول فاطمة الزهراء، لكنني في الوقت الذي بدأت أتحاشى فيه استعادة تلك اللحظات المؤلمة التي عشتها على يد ذلك الوحش، وعلى بعد أسبوع من عيد الأضحى الأخير، أصبت بدوار فظيع و حالات تقيء، سارعت بالتوجه إلى طبيب ليخبرني بعد إجرائه لفحص بالحمل، أنني حامل في شهري الأول، اقترضت مالا من صديقتي التي رافقتني إلى طبيب بوسط مدينة فاس، والذي أجرى لي عملية الإجهاض و تخلصت من حملي، حيث أعفاني هذا الطبيب لما علم بقصتي من نصف مصاريف العملية.
وأضافت فاطمة الزهراء، أنها لمحت مغتصبها بحي الأمل بالنرجس، أسبوعا قبل اعتقاله، حيث حاول الاقتراب منها، إلا أنها هربت ولجأت إلى محل تجاري، و اتصلت بالشرطة على رقم هاتفي منحوها إياه، إلا أنه فر قبل وصول الشرطة.

افتضاض البكارة وطرد خارج الديار
أنا عاملة في شركة للخياطة بالحي الصناعي سيدي إبراهيم، في عقدي الثاني، لي 4 إخوة، نعيش برفقة والدتنا في محل اكتريناه بحي عوينت الحجاج الشعبي، بعد أن اختفى والدي و تركنا، وأصبحت أنا أتكفل من خلال عملي بمصاريف عيش عائلتي الفقيرة جدا، وعلى بعد يومين من حلول شهر رمضان الأخير، اتصلت بي فتاة سبق لها أن اشتغلت معي بالشركة تسمى بديعة، و هي الشابة المعتقلة برفقة «الوحش»، واقترحت علي العمل معا بشركة أجنبية للخياطة بصفرو تقدم رواتب محترمة للعاملات، أعجبتني الفكرة، وطلبت مني مصاحبتها لتقديم طلبي للشركة بصفرو.
في مساء اليوم الموالي، امتطينا سيارة أجرة كبيرة، كانت في انتظارنا بوسط مدينة فاس،غير أنني لاحظت بأنها تتجه نحو طريق مطار فاس وليس طريق صفرو، أفهمتني صديقتي أن كل الطرق تؤدي إلى وجهتنا، وحين بلغنا طريق المطار، عرجت سيارة الأجرة نحو طريق حال بين الحقول، وهناك وجدنا سيارة سوداء مركونة بجانب الطريق، حيث فوجئت بسيارة الأجرة تتوقف ويترجل رجل من السيارة السوداء طالبا مني وصديقتي بمغادرة سيارة الأجرة، ولما رفضت، سارعت صديقتي إلى جري من ثيابي، حينها أدركت أنني سقطت ضحية مؤامرة.
و تحكي فاطمة، اقتادوني على متن السيارة السوداء نحو مكان خال وسط حقول الزيتون، وهناك قامت الفتاة بمعية المعتدي علي جنسيا، بتجريدي من ملابسي، و أحضر الرجل قنينة ماء من سيارته، و قام بسكب الماء على جسدي، ثم حمل حزام سرواله وهو يوجه ضربات لي بمختلف أنحاء جسمي، إلى أن أغمي علي، حينها حملني بمساعدة الفتاة، ووضعاني بداخل السيارة، ثم شرع في اغتصابي بشكل وحشي وداعر، إلى أن اقتض بكارتي وهو ينتشي بالدماء التي تنزف من مهبلي، رمى بي بعد أن قضى وطره وغادر هو ومساعدته، وتركاني هناك.
لما عدت إلى المنزل، وحكيت لأمي ما وقع، قامت بطردي واتهمتني بالتفريط في شرفي، قضيت أياما عند الجيران، إلى أن اقتنعت أمي بأنني كنت ضحية اغتصاب، وأنا الآن أعاني من آلام حادة نتيجة تعرضي للشرخ الشرجي .

مفجرة الفضيحة
فضيحة سقوط، «وحش فاس»، مغتصب حوالي 70 امرأة وفتاة، بمدن فاس ومكناس وصفرو وميسور والخميسات والناظور، فجرتها مستشارة جماعية محسوبة على حزب الأصالة و المعاصرة بجماعة قروية بضواحي مدينة صفرو، والتي تقدمت بأول شكاية ضد المتهم المعتقل، خلال الأسبوع الأول من رمضان الأخير، بعد أن تعرضت للاختطاف بوسط مدينة فاس، حين كانت تقف بعد الإفطار بمحطة سيارات الأجرة الخاصة بصفرو، وفاجأها المتهم على متن سيارته وطلب منها إيصالها إلى وجهتها، لكنها رفضت؛ مما دفعه إلى مباغتتها من الخلف، ووضع على أنفها منديل مبلل بمادة مخدرة، وحملها في سيارته في اتجاه «عين بيضا، وفي الطريق، استعادت الضحية وعيها، و هاجمته وهو يقود السيارة؛ مما تسبب في انزلاق السيارة خارج الطريق، حيث تمكنت من الفرار من قبضته.
و كشفت المستشارة الجماعية، في شهادتها، أنها منذ الحادث، تقمصت دور المخبرة و العريفة، بحثا عن مختطفها، حيث تمكنت بعد ترددها لمرات عديدة على الشرطة و المحكمة، من استصدار مذكرة بحث وطنية من النيابة العامة في حقه ، تسلمت نسخة منها، وظلت تبحث عنه إلى أن تم إلقاء القبض عليه بمقهى بمركز سيدي حرازم من قبل رجال الدرك، في ال4 من دجنبر.
و اعترف المتهم المعتقل بالمنسوب إليه، حيث تابعه الوكيل العام للملك بفاس، بلائحة طويلة من التهم تخص « جناية الاختطاف باستعمال وسيلة نقل والاحتجاز والاغتصاب الناتج عنه افتضاض وهتك عرض قاصر بالعنف والسرقة الموصوفة بظروف العنف و الليل و التهديد بالسلاح». والتهم كلها مطبوعة بحالة العود، فيما تتابع الشابة «بديعة» المعتقلة برفقته، بتهمة المشاركة في الاختطاف و الاحتجاز و الاغتصاب، بالإضافة إلى متهمين سبق لهما أن اشتريا مجموعة من الحلي من مغتصب النساء، وهي عبارة عن مسروقات تخص ضحاياه.
و سيمثل»وحش فاس» ومساعدته، أمام قاضي التحقيق بالغرفة الأولى بمحكمة الاستئناف بفاس، في جلسة ال27 من يناير القادم، لإكمال الاستماع للضحايا اللواتي ما تزال شكاياتهن تفذ على الشرطة و النيابة العامة، بعد أن جرى الاستماع لشهادات 20 امرأة وفتاة تعرضن للاغتصاب على يد « وحش فاس»، حيث تتحدث المصادر عن وجود أزيد من 70 ضحية،عبث بأجسادهن المتهم القابع بسجن عين قادوس، وانتهك عرضهن، حيث امتدت « مغامراته» الجنسية لتطال نساء من خارج مدينة فاس، نساء ينحدرن من مدن مكناس وصفرو والناظور وميسور والخميسات، سقطت أغلبهن في براثين هذا الذئب الهائج، في أول خطوة تطأ قدماهن أرض فاس ، بعد حلولهن بها لزيارة أقاربهن أو الإقامة لأيام بحامات مولاي يعقوب و سيدي حرازم، كما حدث مع فتاتين قدمتا من مدينة الناظور.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.