رفض أحمد حياةَ التمدن، يعيش منذ عقود متنقلا وسط تضاريسِ إقليمِ فكيك الوعرة، فحياةُ اللاستقرار ورثها عن أجداده. احمد هو واحد من رُحل فكيك، شبَ على هذا النمطِ منَ الحياة، الخيمةُ منزلُه والماشية مصدرُ عيشه. الماشيةُ هي محورُ حياةِ الرحل، يجعلونَ من جلودها بيوتا ومن أصوافها وأوبارها أثاثا، يقتاتون من لحومها وألبناها، عائدات بيعها هي المدخول الذي يغطي حاجياتِهم، وهي ما يجبرهم على الترحال بحثا عن الماء والكلأ في هذه الأراضي شبهِ القاحلة. الجائحةُ وتوالي سنوات الجَفاف زادت من صعوبة حياةِ الرحل، لكنهم رغم ذلك لا يزالون متمسكين بهذا النمط من الحياة.