ما نقلته الزميلة "الإتحاد الإشتراكي"، مشكورة، في عددها الصادر يوم الأربعاء 09 ماي الجاري، عن ياسين المهيلي أحد معتقلي "أحداث أسفي" المفرج عنه، مؤخرا، بعد أن أصيب بإعاقة بليغة، حيث بالكاد يتلعثم ليحكي لموفديها، كيف وضع رجال الأمن "البانضة" على عينيه خلال إعتقاله، قبل أن يجردوه من سرواله ويهددوه بوضع عصا في دبره إذا لم يوقع على محضر الشرطة..؛ مُضاف إليه ما ذكره موقع "هسبريس" نقلا عن بلاغ للمركز المغربي لحقوق الإنسان، حول إشهار عناصر أمنية لمسدساتها في وجه الناشط الفبرايري عبد الحليم بقالي، يوم السبت الماضي، حين تم إعتقاله بطريقة أثارت حفيظة كل من عاينها من المواطنين؛ مع ما عاينته "الأسبوع" بأم عينيها يوم الاثنين الأخير، حين انهال عدد من رجال الشرطة على معطل داخل سيارتهم المركونة على جانب رصيف مقهى "باليما" المقابل للبرلمان، قبل أن يستنكر عدد من المارة المشهد دون أن يغير ذلك من واقع الحال، كلها رسائل "سياسية/أمنية" سيئة للغاية، وكأن أصحابها لم يتعظوا بعد، مما جرى في بلدان عربية شقيقة ! هل نسي أصحاب هذه الرسائل أن مثل هذه الفظائع هي ما عجل بهروب بنعلي واعتقال مبارك وقتل القذافي ورحيل صالح فيما الأسد وحده الله من يعلم خاتمته؟ هل نسي أصحاب هذه الفواجع، وغيرها كثير، مؤخرا، أن ما جنَّب المغرب ارتدادات زلزال الربيع العربي، هو التنازلات التي قدمها الراحل الحسن الثاني، عندما فوت هامشا من سلطته للمعارضة التقليدية، مع بصيص الأمل الذي فتحته المصالحة مع نظام حكمه، حيث ترك لخلفه محمد السادس وضعا سياسيا وحقوقيا "مشجعا" وإن كان مَعِيبا اجتماعيا واقتصاديا؟ يمكن لأصحاب هذه الرسائل أن يحاججوا بفقدان الدولة لجُزءٍ من هيبتها وأنه حان الوقت لإستعادتها بعد الشعارات القوية التي رفعتها حركة 20فبراير؛ كما يمكن لهم أن يدافعوا عن فظائعهم بالتحديات إلإجتماعية الخطيرة التي باتت تواجهها الدولة بعد تنامي الطلب الإجتماعي الكبير، غير أن كل ذلك لايبرر بأي وجه من الوجوه اللجوء إلى إرتكاب الفظائع وخرق القانون، فالشعب المغربي شعب طيب، قد يصبر على الجوع والعطش والمبيت في العراء لكنه لن يصبر على "الحكرة" متى استشعرها، "فلْيَرجع الوعي للوعي" على قول الشاعر الكبير محمود درويش.