ترك الشاب محمد مفيد، أحد ضحايا انزلاق الحافلة بنهر ببوزنيقة يوم الثلاثاء 30 _11_2010 وصية تاريخية ووطنية هامة اطلعنا عليها بصفحته الخاصة Mohamed Moufid بالموقع الاكتروني الفايس بوك، بفضل قريبه الفاعل الجمعوي ذ. محمد شاكري من مدينة الخميسات. ونقول وصية، لدلالاتها ولحمولتها الوطنية، خصوصا وأن الفقيد كتبها بعفويته وبحماسه وتجاوبه مع القضية الوطنية على موقعه الخاص، وهو لا يعرف المصير الحتمي الذي ينتظره في ذلك اليوم المشؤوم، كعامل جديد لم يتمم أسبوعه الأول كعامل في إحدى الشركات بمدينة بوزنيقة،مخلفا ورائه أما مكلومة لازالت حرقة فقدان الزوج الجندي الذي أفنى عمره في خدمة الوطن لم تندمل بعد، وفي ذلك الصباح الموعود ركب الحافلة التي أقلته وعمال فوج الليل بعدما أنهوا عملهم حوالي الساعة السادسة. وقد قسم الفقيد وصيته إلى شطرين وهما بذات الدلالة والمعنى؛ حيث قال في يوم الأحد 28/11/2010 على الساعة 11:22 (( إذا كان الإنسان والزمان ضدي.. فأنا مغربي أهوى التحدي .. ولو دق الموت ببابي وشاء ربي أن يطوي شبابي .. سأموت وتحيا بلادي .. الله .. الوطن ..الملك أنا مغربي)). كما دون الفقيد قبل ذلك بيوم واحد أي يوم السبت 27/11/2010 على الساعة 19:36 ((اقسم بالله العلي العظيم أن أبقى وفيا لروح المسيرة الخضراء مكافحا عن وحدة وطني من البوغاز إلى الصحراء, اقسم بالله العلي العظيم أن ألقن هذا القسم أسرتي وعشيرتي في سري وعلانيتي, والله سبحانه هو الرقيب على طويتي وصدق نيتي)). وخَلُد "محمد مفيد" باسمه ونسبه؛ الدالين على صفتين حميدتين "محمد" و"مفيد"، وترك للمغرب ولشبابه بالخصوص درسا وعبرة لن تمح في المواطنة. فهل يعي المسؤولون على البنية التحتية، التي تسببت في الحادثة الأليمة التي أودت بحياة مفيد ومصاحبيه الأربعة و العشرين من عمال أبرياء، ما يفعلون وإلى أين هم سائرون بالمواطنين؟ ألا يحق أن يكرم مفيد في زمن تنكر فيه الكثير لعطاءات هذا الوطن؟