1. الرئيسية 2. تقارير خوفا من تأثيرها على الرأي العام الأمريكي.. البوليساريو تدعي أن ما ورد في "واشنطن بوست" بشأن ارتباطها بإيران "غير صحيح" الصحيفة من الرباط الأربعاء 16 أبريل 2025 - 12:00 خرجت جبهة البوليساريو الانفصالية عبر ما تُسميها ب"وزارة الدفاع الوطني"، ببيان أمس الثلاثاء، تنفي فيه ما ورد في تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مؤخرا، بشأن وجود ارتباط بين البوليساريو وإيران، من خلال تدريب الأخيرة لميليشيات الجبهة على الأراضي السورية، خاصة في حقبة المُطاح به، بشار الأسد. وقالت البوليساريو في بيانها "طالعتنا جريدة واشنطن بوست الأمريكية بتقرير لمراسلها من دمشق يزعم فيه وجود أسرى صحراويين لدى سوريا ويشير فيه إلى تدريبات أجرتها إيران لمقاتلين صحراويين، وهي أخبار عارية تماما عن الصحة ومجانبة للحقيقة وتفتقد لأي دليل". وادعى بيان البوليساريو أن الغرض من هذا التقرير لصحيفة "واشنطن بوست" هو ما وصفته ب"تشويه كفاح الشعب الصحراوي النظيف، حيث لا المراسل ولا الجريدة نفسها قدمت اثبات لما نشرته"، مشيرة في ذات البيان بأن "وزارة الدفاع الوطني تؤكد أن الجيش الشعبي الصحراوي لديه من الخبرات والقدرات والتجربة الكافية لتدريب وتكوين منتسبيه دون اللجوء لأين كان". وجاءت هذه الخرجة من طرف البوليساريو بعد النقاش الواسع الذي أحدثه تقرير "واشنطن بوست" على المستوى الدولي، خاصة أنها تُعتبر من بين أقوى الصحف العالمية ذات الانتشار الواسع، ولها تأثير كبير على الرأي الأمريكي، وهو ما يُرجح أنه أحدث تخوفا لدى الجبهة الانفصالية. وما يدعم هذا الترجيح، هو أنه سبق أن صدرت العديد من التقارير الإعلامية، قبل تقرير "واشنطن بوست"، أشارت إلى وجود روابط بين البوليساريو وإيران عبر الجزائر، فيما يتعلق بالتسليح والتدريب، وتحدثت أيضا عن اعتقال القوات السورية الجديد للعديد من عناصر ميليشيات البوليساريو في سوريا كانت تقاتل مع نظام بشار الأسد، دون أن تخرج الجبهة الانفصالية بأي بيان حول الأمر. وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قد أفادت في تقرير نشرته يوم السبت الماضي، أن إيران قامت بتدريب مقاتلين تابعين لجبهة البوليساريو الانفصالة التي يوجد مقرها في الجزائر، وأشارت إلى أن قوات الأمن السورية الجديدة أوقفت المئات منهم في سوريا يقاتلون إلى جانب نظام بشار الأسد. وكشفت الصحيفة الأمريكية عن هذه المعطيات خلال تسليطها الضوء على "الجماعات الوكيلة" التي أسستها إيران أو تدعمها بالتدريب والسلاح في العديد من المناطق، من أبرزها سوريا، التي تغلغلت فيها إيران بمجموعات مثل حزب الله ومجموعات أخرى كانت تستخدمها لصالح نظام بشار الأسد، أو تستعين بها حاليا لخلق الاضطرابات للحكومة الانتقالية الجديدة. وقال التقرير إن سقوط نظام بشار الأسد كشف عن الحجم الهائل من الميليشيات المدعومة من إيران، مشيرة إلى أن جبهة البوليساريو التي "تقاتل المغرب" بهدف "انفصال الصحراء"، واحدة من المجموعات التي تدعمها إيران، حيث دربت مقاتليها، ولفتت إلى استخدام مليشيات البوليساريو في سوريا لدعم نظام بشار الأسد قبل الإطاحة به. وأوضح التقرير أنه بناء على ما أفاد به مسؤولي إقليمي ومسؤول أوروبي ثالث، فإنه بعد سقوط نظام بشار الأسد، تمكنت قوات الأمن السورية الجديدة، من "اعتقال المئات" من عناصر ميلشيات البوليساريو داخل الأراضي السورية، وهو ما يدعم صحة العديد من التقارير التي سبق أن تحدثت عن هذه القضية. وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن المجلس الأطلسي، وهو مركز تفكير وأبحاث أمريكي، سبق أن نشر تقريرا قال فيه إن سقوط نظام بشار الأسد، كشف عن وجود صلة بينه وبين جبهة البوليساريو وإيران، حيث ظهرت إلى العلن وثائق ومعطيات تؤكد هذه الصلة، مشيرا إلى أن المغرب حذر منذ 2018 من دعم إيران لجبهة البوليساريو ضد مصالح المغرب. وأضاف المجلس في تقريره الذي يُبرز من خلاله كيف شكل تهديد التوسع الإيراني أحد أسباب التعاون والتقارب بين المغرب وإسرائيل، أن العديد من التقارير تشير إلى زيادة التدخل الإيراني في ملف الصحراء، "حيث زودت إيران البوليساريو بطائرات مسيرة قتالية، وصواريخ أرض-جو، وقذائف هاون HM-16، بالإضافة إلى التدريب، مما شجع المجموعة الانفصالية". وأشار المجلس الأطلسي في هذا السياق، إلى أن سقوط "نظام بشار الأسد كشف عن عمق العلاقات بين جبهة البوليساريو وإيران، مع سوريا كوسيط"، مضيفا أنه "وسط الفوضى التي أعقبت سقوط دمشق، ظهرت وثيقة غير مؤكدة كشفت عن مراسلات بين وزارة الدفاع السورية و"الجمهورية الصحراوية" المعلنة ذاتيا بشأن تدريب 120 جنديا من البوليساريو على القتال المسلح بطلب من إيران". كما أنه خلال سيطرة المعارضة السورية على حلب في شمال البلاد، أضاف التقرير "تم القبض على ما لا يقل عن ثلاثين مرتزقا صحراويا، بينما كشف فهد المصري، رئيس جبهة الإنقاذ الوطني السورية، أن الحرس الثوري الإيراني أرسل حوالي مئتي عنصر من البوليساريو إلى مطار الثعلة العسكري وقاعدة السويداء العسكرية وريف درعا خلال السنوات الثلاث الماضية".