1. الرئيسية 2. المغرب الكبير بعد إغلاقها لمنافذ حدودية أمام البوليساريو بقوات برية.. موريتنانيا تلجأ إلى طائرات "الدرونز" لرصد تسللات الميليشيات الانفصالية الصحيفة من الرباط الخميس 5 يونيو 2025 - 9:00 تعيش جبهة البوليساريو الانفصالية على وقع حصار شديد يُضيق الخناق عليها، ليس على المستوى السياسي والدبلوماسي فقط، بل حتى على مستوى الميداني، إذ بعدما نجح المغرب في تحييد خطرها في المنطقة العازلة، تجد الميليشيات الانفصالية اليوم نفسها أمام تضييق جديد، لكن هذه المرة من الجانب الموريتاني، حيث شرعت نواكشوط مؤخرا في تأمين حدودها الشمالية المحاذية للجزائر والمغرب، وبالتالي إغلاق المنافذ الأخيرة التي كانت متبقية للبوليساريو لاستهداف القوات المغربية. وحسب المعطيات المتوفرة، فإن دورية للجيش الموريتاني اعترضت مؤخرا مجموعة من عناصر جبهة البوليساريو، كانت بصدد التسلل إلى الأراضي الموريتانية في محاولة لاستخدامها كمعبر لتنفيذ هجمات ضد مواقع الجيش المغربي أو أهداف مدنية تقع غرب الجدار الأمني. ووفق ذات المعطيات، فإن العناصر التابعة للبوليساريو كانت ترتدي ملابس مدنية، وتتحرك على متن حوالي عشرة مركبات تحمل لوحات تسجيل موريتانية، غير أن طائرة مسيرة تابعة للجيش الموريتاني رصدت تحركاتهم وتمكنت من تتبعهم وإجبارهم على العودة إلى مخيمات تندوف، وهو ما يعكس تغيرا كبيرا في تعامل نواكشوط مع أنشطة الجبهة الانفصالية على حدودها الشمالية. هذا التحرك الميداني، يبدو أنه جاء في سياق قرار اتخذته موريتانيا يوم 21 ماي الماضي بإغلاق منطقة "لبريكة" الحدودية مع الجزائر، والتي كانت منفذا رئيسيا لميليشيات البوليساريو لاستهداف القوات المغربية، وذكرت تقارير موريتانية أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، رفض قبل أيام فقط، طلبا مباشرا من الجبهة لإلغاء قرار إغلاق الحدود في وجه مليشياتها. وحسب التقارير ذاتها، فإن موريتانيا تمكنت من الحصول على طائرات "درونز" متطورة من طراز BZK-005 Chang Ying صينية الصنع، في إطار استراتيجية جديدة للجيش لتأمين الحدود، مدعومة بدعم أوروبي يشمل تزويد نواكشوط بطائرات مسيرة إضافية لتعزيز قدراتها الاستطلاعية والردعية، ضمن برنامج يشمل أيضا دولة تشاد. وتجدر الإشارة إلى أن جبهة البوليساريو حاولت تطويق تداعيات هذه التطورات من خلال إرسال وفد إلى نواكشوط الجمعة الماضية، حاملا رسالة من زعيم الجبهة إبراهيم غالي، في مسعى لاحتواء تحركات موريتانيا التي لا تخدم مصالحها، وقد استقبل الرئيس الموريتاني وفد البوليساريو بحضور طاقم أمني رفيع، يوحي بأن اللقاء كان مرتبطا بتطورات أمنية ميدانية، خصوصا تلك التي تمس الحدود مع الجزائر. ويُنظر إلى هذا التصعيد من جانب نواكشوط على أنه تحوّل استراتيجي في موقفها من أنشطة الجبهة، لاسيما في ظل تقاربها المتزايد مع المغرب، الذي يبدو أنه لعب دورا في دفع موريتانيا إلى فرض إجراءات ميدانية صارمة على حدودها الشمالية، في محاولة لإغلاق ما تبقى من منافذ غير آمنة كانت تستخدمها البوليساريو لتنفيذ عمليات تسلل نحو الصحراء المغربية. ويُتوقع أن تكون لهذه التحركات تداعيات كبيرة على تحركات البوليساريو، التي ستجد نفسها أكثر عزلة ومحاصرة، في وقت يحقق فيه المغرب زخما دبلوماسيا متصاعدا لصالح مقترح الحكم الذاتي، الذي بات يحظى بدعم متزايد من عدة عواصم، آخرها تأييد بريطانيا.