1. الرئيسية 2. اقتصاد المغرب يُبدي اهتمامه بالتجربة التركية في تأمين نقل البضائع عبر الشاحنات الصحيفة من الرباط السبت 28 يونيو 2025 - 18:31 أبدى المغرب اهتمامه بالتجربة التركية في مجال تأمين نقل البضائع عبر الشاحنات، وذلك في إطار جهود المملكة لتعزيز سلامة قوافل النقل التجاري التي تعبر دولا إفريقية، بعدما تعرضت في السنوات الأخيرة لعدد من الحوادث والاعتداءات التي أثارت قلق الفاعلين الاقتصاديين. وجاء هذا خلال توقيع وزير النقل واللوجستيك، عبد الصمد قيوح، ونظيره التركي عبد القادر أورال أوغلو، أمس الجمعة، على مذكرتي تفاهم في مجالي السلامة الطرقية والممرات البحرية، في إسطنبول، بحضور سفير المغرب لدى تركيا، محمد علي الأزرق، وذلك على هامش مشاركتهم في فعاليات "منتدى الربط العالمي للنقل". وأوضح الوزير المغربي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مذكرة التفاهم المتعلقة بالسلامة الطرقية تشمل التعاون التكنولوجي وتبادل الخبرات، مضيفا أن المغرب مهتم بشكل خاص بتجربة تركيا المتقدمة في تأمين نقل البضائع، في ضوء التحديات الأمنية واللوجستيكية التي تواجهها الشاحنات العابرة للقارة الإفريقية. ويأتي هذا الاهتمام في سياق ارتفاع المخاوف بشأن أمن الشاحنات المغربية التي تعبر عددا من دول الساحل والصحراء، خاصة بعد تسجيل حوادث سرقة واعتداءات مسلحة طالت سائقين مغاربة في بلدان مثل مالي، النيجر، وبوركينا فاسو، وهي دول تعرف وضعا أمنيا متقلبا بسبب انتشار الجماعات المسلحة وشبكات التهريب. وتحدثت تقارير إعلامية مغربية، في أكثر من مناسبة، عن تعرض شاحنات مغربية، ضمن قوافل التصدير نحو غرب إفريقيا، لهجمات مسلحة أو توقيفات غير قانونية، ما تسبب في خسائر مادية وتأخير في التسليم، وفرض على المهنيين المطالبة بآليات حماية أكبر وتنسيق أمني بين الدول المعنية. وفي ظل هذه التحديات، يرى المغرب في التجربة التركية نموذجا ناجحا، حيث تعتمد أنقرة تقنيات متطورة لمراقبة الشاحنات وتحديد مواقعها في الزمن الحقيقي، وتستخدم أنظمة تتبع عبر الأقمار الاصطناعية، إلى جانب التعاون بين الشرطة والنقل المدني لتأمين الطرق الدولية البرية. أما مذكرة التفاهم الثانية، فتندرج في إطار خطة أطلقتها وزارة النقل المغربية لتقوية الأسطول البحري الوطني، خصوصا بعد دعوة الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء إلى تعزيز الربط البحري واللوجستي بين المغرب وعمقه الإفريقي وشركائه الدوليين. ويشارك المغرب في منتدى إسطنبول بوفد هام يترأسه الوزير قيوح، ويضم سفير المغرب في تركيا وعددا من مسؤولي قطاع النقل والسلامة الطرقية، حيث يبحث الوفد سبل تطوير ممرات النقل الإقليمية والدولية، وتوسيع الشراكات في مجالات البنيات التحتية والنقل المستدام. ويُعد هذا المنتدى، الذي تنظمه وزارة النقل والبنية التحتية التركية بدعم من البنك الدولي، منصة عالمية تجمع وزراء ومسؤولين من عشرات الدول، إلى جانب مؤسسات مالية وخبراء، لمناقشة الرؤى المستقبلية للنقل الدولي وسبل تعزيز السلامة وتحقيق التنمية المستدامة. ويُرتقب أن تُثمر المباحثات الجارية بين المغرب وتركيا عن مشاريع تعاون جديدة في مجالي النقل البري والبحري، خاصة في ما يتعلق بتأمين الشاحنات وتطوير أنظمة التتبع، بما يُسهم في دعم التجارة المغربية نحو إفريقيا ورفع تنافسية المملكة كمركز لوجستي إقليمي.