1. الرئيسية 2. سياسة اختراق جديد للدول الداعمة تقليديا للبوليساريو.. حزب من الأغلبية الحكومية في بوتسوانا يعلن دعم الحكم الذاتي المغربي في الصحراء الصحيفة - إسماعيل بويعقوبي الجمعة 7 نونبر 2025 - 21:00 في خطوة لافتة داخل المشهد السياسي في بوتسوانا، أعلن حزب الجبهة الوطنية، بقيادة رئيسه ميفاتو ريغي رياتلي، دعمه الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 2797 الصادر سنة 2025 بشأن قضية الصحراء، مؤكدا أن مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب تمثل الحل الواقعي والأكثر انسجاما مع مبادئ ميثاق الأممالمتحدة. وبعد الاختراق الدبلوماسي الذي سجله المغرب في جنوب إفريقيا، من خلال دعم حزب "رمح الأمة" الذي يقوده الرئيس السابق جاكوب زوما، لمغربية الصحراء، انضم حزب "الجبهة الوطنية" إلى هذا المسار داخل جارتها بوتسوانا، وهي أيضا من البلدان الداعمة تقليديا للطرح الانفصالي. البيان الذي صدر يوم 3 نونبر 2025، ووقّعته قيادة الحزب الممثَّل بخمسة نواب في البرلمان والمشارك ضمن الائتلاف الحكومي، عبّر عن تحول سياسي تدريجي في الموقف الداخلي لبوتسوانا من هذا الملف، بعد عقود من الاعتراف الرسمي بما يُسمى "الجمهورية الصحراوية". وأشاد الحزب في بيانه بمضمون القرار الأممي، الذي شدد على الحوار وتعزيز السلم الإقليمي، مؤكدا أن مقترح الحكم الذاتي يقدّم أرضية قابلة للتطبيق لبناء حل سياسي دائم وعادل للنزاع، وداعيا جميع الأطراف إلى الانخراط في مفاوضات بنّاءة وواقعية دون شروط مسبقة، بما يخدم تنمية وازدهار شعوب المنطقة، وخاصة سكان الأقاليم الجنوبية. ويعكس موقف حزب الجبهة البوتساوني، وعيا متزايدا داخل النخبة السياسية بأهمية تجاوز الخطابات الإيديولوجية القديمة، وإدراك تأثير استمرار النزاع على الاستقرار والأمن في منطقة الساحل والصحراء، حيث تعرقل التوترات السياسية جهود التنمية والتكامل الإقليمي. وعلى الرغم من أن بوتسوانا لا تزال تعترف بالكيان الانفصالي، إلا أن إعلان حزب الجبهة الوطنية يعتبر مؤشرا رمزيا قويا على بداية تحول في المزاج السياسي المحلي، وربما تمهيدا لتغيير تدريجي في الموقف الرسمي خلال السنوات المقبلة، خصوصا في ظل الحضور الدبلوماسي المتنامي للمغرب في إفريقيا الجنوبية. ففي السنوات الأخيرة، وسّعت الرباط شبكتها من البعثات التجارية والاتفاقيات الثنائية مع دول الجنوب الإفريقي، مستثمرة في مشاريع الطاقة المتجددة والأسمدة والتعاون الفلاحي، وهو ما جعلها شريكا فاعلا في قضايا التنمية بالقارة. وتجدر الإشارة إلى أن بوتسوانا كانت من الدول التي دعمت عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي سنة 2016، حيث أكّد مسؤولون بوتسوانيون حينها وجود مشاورات ثنائية رفيعة المستوى حول سبل توسيع التعاون الاقتصادي والاستثماري بين الرباط وغابورون.