"حرية الصحافة"..المغرب يرتقي في التصنيف والصحافة المستقلة مهددة بالانقراض بالجزائر    تفكيك خلية "إرهابية" موالية لداعش خططت لاستهداف منشآت حيوية بالمغرب    أوريد: العالم لن يعود كما كان قبل "طوفان الأقصى"    طقس الجمعة.. أجواء حارة ورياح قوية بهذه المناطق المغربية    ال BCIJ يُوقف 5 عناصر موالين لداعش كانوا يُخططون لأعمال إرهابية    ثورة الطلاب في أمريكا من أجل غزة.. هكذا بدأت الاحتجاجات    "تقدم إيجابي" فمفاوضات الهدنة.. محادثات غزة غتستمر وحماس راجعة للقاهرة    فيديو: هاتريك أيوب الكعبي في مرمى أستون فيلا    الفرقة الجهوية دالجندارم طيحات ريزو ديال الفراقشية فمدينة سطات    زلزال جديد يضرب دولة عربية    ريم فكري تفاجئ الجمهور بأغنية "تنتقد" عائلة زوجها "المغدور"    تكريم حار للفنان نعمان لحلو في وزان    انهيار طريق سريع جنوب الصين: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 48 شخصا    هذه وضعية سوق الشغل خلال الفصل الأول من سنة 2024    الدوري الأوربي: ليفركوزن يعود بالفوز من ميدان روما وتعادل مرسيليا واتالانتا    ماذا قال أمين عدلي بعد فوز ليفركوزن على روما؟    بلاغ هام من وزارة الداخلية بخصوص الشباب المدعوين للخدمة العسكرية    هل ما يزال مكيافيلي ملهما بالنسبة للسياسيين؟    رسالة هامة من وليد الركراكي ل"أسود" الدوريات الخليجية    للمرة الأولى منذ 2009.. "تواصل" الإسلامي في موريتانيا يتقدم للانتخابات الرئاسية    مناهل العتيبي: ما تفاصيل الحكم على الناشطة الحقوقية السعودية بالسجن 11 عاماً؟    إقليم الصويرة: تسليط الضوء على التدابير الهادفة لضمان تنمية مستدامة لسلسلة شجر الأركان    عقب قرارات لجنة الأندية بالاتحاد الإفريقي.. "نهضة بركان" إلى نهائي الكونفدرالية الإفريقية    مهرجان أيت عتاب يروج للثقافة المحلية    الإبقاء على مستشار وزير العدل السابق رهن الاعتقال بعد نقله إلى محكمة تطوان بسبب فضيحة "الوظيفة مقابل المال"    تطوان: إحالة "أبو المهالك" عل سجن الصومال    الكعبي يتألق في أولمبياكوس اليوناني    بوريطة يتباحث ببانجول مع نظيره المالي    عمور.. مونديال 2030: وزارة السياحة معبأة من أجل استضافة الفرق والجمهور في أحسن الظروف    تفكيك مخيّم يثير حسرة طلبة أمريكيين    وفاة المحامي والحقوقي عبد العزيز النويضي اثر سكتة قلبية    العقائد النصرانية    تنفيذ قانون المالية يظهر فائضا في الميزانية بلغ 16,8 مليار درهم    الأمثال العامية بتطوان... (588)    أوروبا تصدم المغرب مرة أخرى بسبب خضر غير صالحة للاستهلاك    أمطار طوفانية تغرق الإمارات وتتسبب في إغلاق مدارس ومقار عمل    جامعيون ومتخصصون يحتفون بشخصية أبي يعزى في ملتقى علمي بمولاي بوعزة    بايتاس رد على لشكر والبي جي دي: الاتفاق مع النقابات ماشي مقايضة وحنا أسسنا لمنطق جديد فالحوار الاجتماعي    مجلس النواب يعقد الأربعاء المقبل جلسة عمومية لمناقشة الحصيلة المرحلية لعمل الحكومة    ها التعيينات الجديدة فمناصب عليا لي دازت اليوم فمجلس الحكومة    المخزون المائي بسدود الشمال يناهز مليار و100 مليون متر مكعب    باحثون يكتشفون آليات تحسّن فهم تشكّل الجنين البشري في أولى مراحله    بذور مقاومة للجفاف تزرع الأمل في المغرب رغم انتشارها المحدود    رسميا.. جامعة الكرة تتوصل بقرار "الكاف" النهائي بشأن تأهل نهضة بركان        النفط يتراجع لليوم الرابع عالمياً    إلقاء القبض على إعلامية مشهورة وإيداعها السجن    الطيب حمضي ل"رسالة24″: ليست هناك أي علاقة سببية بين لقاح أسترازينيكا والأعراض الجانبية    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    مسؤولة في يونيسكو تشيد بزليج المغرب    "الراصد الوطني للنشر والقراءة" يعلن عن أسماء الفائزات والفائزين بجائزة "الشاعر محمد الجيدي" الإقليمية في الشعر    "دراسة": زيادة لياقة القلب تقلل خطر الوفاة بنحو 20 في المائة    عبد الجبّار السحيمي في كل الأيام!    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الخميس    دراسة: مجموع السجائر المستهلكة "يلتزم بالثبات" في إنجلترا    باحث إسرائيلي في الهولوكوست: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية في غزة.. وهناك أدلة كافية قبل أن صدور إدانة المحكمة الدولية    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    الأمثال العامية بتطوان... (586)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ريان كروكر السفير الأميركي لدى العراق المحتل:تم إحراز تقدم كبير في الحرب ضد القاعدة في العراق، إلا أنها لم تهزم
نشر في أسيف يوم 28 - 02 - 2008

أجرت فضائية الجزيرة الدولية الإنجليزية مقابلة مع السفير الأميركي لدى بغداد، ريان كروكر، في 14 فبراير الحالي، تحدث فيها عن أحدث التطورات، وخاصة القوانين التي أصدرها مجلس النواب العراقي أخيرا. وقال في سياق تعليقه على قانون سلطات المحافظات الذي حدد 1 أكتوبر موعداً لإجراء انتخابات لاختيار أعضاء مجالس المحافظات، إن "الانتخابات ستكون مهمة. ونحن قلقون بشأن أمور كثيرة، ومن الواضح أن الوضع في الجنوب أحدها. ولكنني أعتقد أن أفضل طريقة للتعامل مع هذه التوترات هي من خلال ما يرمي إليه هذا القانون بالذات، أي تنظيم الانتخابات بحلول خريف هذا العام. والانتخابات ليست حلاً سحريا، ولكنها بالتأكيد عنصر أساسي لتطور الديمقراطية، وهي عنصر أساسي لمعالجة بواعث قلق أولئك الذين يشعرون أنهم غير ممثلين في النظام الحالي."وأضاف: "إن جوهر الديمقراطية هو أن يشعر جميع مواطني تلك الديمقراطية أنهم ممثلون فيها بشكل مباشر أو غير مباشر. وأعتقد أنها (الانتخابات) ستكون مهمة بشكل خاص في محافظات مثل الأنبار، حيث قاطع الكثير من الناخبين من أبناء العشائر الانتخابات الأخيرة وهم ليسوا ممثلين حقاً في مجالس المحافظات."ونفى السفير الأميركي ما يقوله البعض من أن القوات الأميركية تستهدف مليشيا الزعيم الشيعي مقتضى الصدر مضيفا، "إن ما نستهدفه ليس حركة سياسية بأي شكل من الأشكال. إننا نقدر فرصة الحوار مع التيار الصدري وآمل أن تسنح لنا فرصة لتوسعتها. إننا نستهدف العناصر المجرمة والإرهابية، فقط لا غير، سواء كانت من السنة المتطرفين أو من الشيعة المتطرفين. والحقيقة هي أن هناك عناصر، فئات متطرفة في جيش المهدي، لم تحترم دعوة السيد مقتضى إلى وقف إطلاق النار ووقف العمليات، وما زالت تهاجم العراقيين وقوات التحالف. ونعم، سوف نلاحقهم. ولكننا لا نوجه إجراءاتنا بأي شكل من الأشكال ضد حركة الصدر بذاتها كحركة الصدر؛ بل على العكس. ...وفي ما يتعلق بالوضع في الجنوب، لا تنخرط الولايات المتحدة في دعم أو تشكيل حركات صحوة. ومن الواضح أن هناك نشاطاً سياسياً في الجنوب بين العشائر. هذه ظاهرة عراقية، ولكن لا دور لنا فيها."وأوضح كروكر أنه سيبدأ قريباً التفاوض مع المسؤولين العراقيين للتوصل إلى اتفاقية تحكم وضع القوات الأميركية في العراق في المستقبل. وقال موضحاً الأسباب الداعية إلى ذلك: "تم إحراز تقدم كبير في الحرب ضد القاعدة في العراق، إلا أن القاعدة لم تهزم في العراق، ومن غير المحتمل أن تهزم كليا في العراق خلال سنة 2008، مع أننا نأمل الاستمرار في إحراز تقدم. وبالتالي عندما ندخل العام 2009 ونتجاوز فترة قرار مجلس الأمن، سيكون من الضروري، من أجل مصلحتنا جميعا، أن نواصل العمليات العسكرية معاً ضد القاعدة."ولخص السفير الأميركي تصوره لما سيحمله سنة 2008 وما ينبغي القيام به فيه بالقول: "إن سنة 2008 سيكون من نواح عديدة مثلما رأينا فعلا، استمرارا للتقدم الذي تحقق في سنة 2007. إن إبقاء مستوى العنف منخفضاً سيكون حاسم الأهمية تماما. إن التقدم السياسي الذي رأيناه، وقدرة الأطراف على القيام بمبادرات، وتقديم تنازلات، واتخاذ خطوات نحو المصالحة، إن كل ذلك ممكن في رأيي لأن العنف تقلص. وعليه فإن إبقاء العنف في مستوى منخفض أمر أساسي جدا. وذلك يعني أن نكون حريصين جدا بشأن القرارات التي نتخذها بالتنسيق مع العراقيين بالنسبة لمستوى القوات. لقد حققنا الكثير. ولا يسعنا احتمال خسارة كل شيء مرة أخرى."وأردف: "ثانيا، أعتقد أنه سيكون هناك جهد مستمر من أجل تحقيق تقدم سياسي واقتصادي. إن سنة 2008 ينبغي أن يكون عام الانتخابات. وقد سن البرلمان الآن قانوناًً حول ذلك، وعليه فإن انتخابات المحافظات في الخريف ستكون، في رأيي، مهمة جدا للأسباب التي شرحناها."وقال: "ينبغي أيضا أن يكون هذا العام عاما يبدأ فيه العراقيون برؤية اختلاف حقيقي في حياتهم. من الضروري تحسين الخدمات. ومن الضروري تحسين الفرص الاقتصادية. ومن الضروري أن تنخفض معدلات البطالة. ومن الضروري أن يشعر العراقيون بأن لديهم مستقبلا ليس مؤمّنا فقط من حيث خيرهم وسلامتهم، بل أيضا مؤمّنا من الناحية الاقتصادية. وأنا أتوقع بأن يظهر هذا العام ذلك التقدم."في ما يلي نص الحوار الذي دار بين السفير الأميركي لدى بغداد، ريان كروكر، وفضائية الجزيرة الدولية الإنجليزية بمقر سفارة الولايات المتحدة الأميركية ببغداد المحتلة،والتي أجرتها أجرتها هدى عبد الحميد لفضائية الجزيرة الدولية الإنجليزية:"- سؤال: أهلا بكم إلى برنامج "تحدث إلى الجزيرة". أنا هدى عبد الحميد في بغداد. وينضم إلي اليوم السفير ريان كروكر، سفير الولايات المتحدة لدى العراق منذ العام 2007. سعادة السفير، أهلاً وسهلا.السفير كروكر: شكراً، هدى.- سؤال: أصدر مجلس النواب العراقي للتو رزمة القوانين الثلاثة. ولا شك أنك مسرور بذلك.السفير كروكر: أعتقد أنه يمكن للجميع أن يسروا بذلك، خاصة الشعب العراقي نفسه. لقد دأب مجلس النواب على العمل بجد حقاً منذ بداية العام، وأعتقد أنه جد أكثر من أي وقت مضى، وما حدث اليوم هو في رأيي نتائج ذلك: ثلاثة تشريعات مهمة جدا، جاءت نتيجة الكثير من المساومات والمقايضات والتنازلات والخلافات والنزاعات في القاعة، أي جميع الأمور التي تدخل ضمن العملية التشريعية في نظام ديمقراطي. وعليه فإنه يوم طيب جداً للعراق.- سؤال: ولكن كما قلت تطلب الكثير من الصفقات والمقايضات الصعبة إلى أن تم التوصل إلى التصويت. ولكن، ألا تعتقد أن المساومة والمقايضة ارتكزت إلى المكاسب الطائفية، كل طائفة تحاول الحصول على أكثر ما يمكن (غير مسموع) على أساس الطائفة، بشكل أساسي، لا على أساس التقدم السياسي؟السفير كروكر: هذه قضية مهمة. وأعتقد أنه أثناء نظرنا إلى هذه التشريعات ونظرنا إلى المقايضات التي أدت إلى تحقيقها، نشاهد بالطبع أنها تضمنت شيئاً ما لكل طرف من الأطراف. وذلك من طبيعة التراضي الديمقراطي.ففي ما يتعلق بالميزانية، بالطبع، حصل الجميع على ميزانية، لا الأكراد فقط. وكونه أصبح هناك الآن قانون عفو عام تم إصداره، هو أمر ذو أهمية خاصة بالطبع للعراقيين السنة، وقد تم التوصل إليه بروح من التراضي التي كان من الضروري أن تتواصل عبر الطوائف وإلا لما كان تم التوصل إلى مثل هذه الاتفاقية. وعليه فإنني أعتقد أنه مع انحسار العنف في الأشهر القليلة الماضية وبقائه منحسراً، بدأنا نشاهد الآن نشوء بيئة سياسية لم تعد فيها المقايضات والتنازلات والتراضي عبر حدود الطوائف والفئات الإثنية التي لم يكن يمكن تصورها عندما كان المرء هنا قبل عام ممكنة فقط وإنما، كما رأينا أمس، قابلة للتحقيق أيضا.- سؤال: تحدثتُ صباح اليوم مع بعض المشرعين وسألتهم رأيهم. وكانت أكثر التحفظات حول قانون سلطات المحافظات لأنهم يقولون إنه تم تأجيل تطبيقه إلى ما بعد الانتخابات وإن ذلك سيفتح باب أو يفاقم التنافس بين صفوف الشيعة، خاصة في الجنوب. فهل هذا أمر يثير لديك القلق؟السفير كروكر: لقد كان قانون سلطات المحافظات، الأكثر تعقيداً بين القوانين الثلاثة، وجاء نتيجة تنازلات وترضيات تاريخية حقا، السلطات التي يملكها المركز، والسلطات التي أصبحت الآن مخولة للسلطات. وكما تعرفين، وضع القانون أيضاً جدولاً زمنياً بالنسبة للانتخابات، 90 يوماً لسن قانون انتخابي ثم الانتخابات نفسها التي سيتم إجراؤها في 1 أكتوبر. وعليه، فإننا لا نتحدث عن تأخير طويل في أي حال. والواقع هو أنني أجريت مشاورات مع الزعماء العراقيين ليلة أمس واليوم، ومن الواضح إلى حد كبير أن التحرك المنظم بسرعة سيكون مهماً للالتزام بهذه المواعيد.وعليه، فإن الانتخابات ستكون مهمة. ونحن قلقون بشأن أمور كثيرة، ومن الواضح أن الوضع في الجنوب أحدها. ولكنني أعتقد أن أفضل طريقة للتعامل مع هذه التوترات هي من خلال ما يرمي إليه هذا القانون بالذات، أي تنظيم الانتخابات بحلول خريف هذا العام.والانتخابات ليست حلاً سحريا، ولكنها بالتأكيد عنصر أساسي لتطور الديمقراطية وهي عنصر أساسي لمعالجة بواعث قلق أولئك الذين يشعرون أنهم غير ممثلين في النظام الحالي.- سؤال: من الواضح أن سلوك الصدريين مهم بشكل أساسي بالنسبة لقانون سلطات المحافظات والانتخابات. ونحن ننتظر لنعرف من مقتضى الصدر ما إذا كان سيجدد فترة وقف إطلاق النار أم لا. ولكن عندما يتحدث المرء مع معاونيه يقولون إنهم يشعرون... (غير مسموع)... ولكنهم يقولون إن القوات الأميركية ما زالت تستهدفهم. ويشتبهون في أن الولايات المتحدة تؤيد تشكيل مجالس صحوة شيعية ستكون موجودة بشكل أساسي لطردهم من الجيش.السفير كروكر: هناك نقطتان مهمتان في هذا. أولاً، التيار الصدري، على ما أعتقد، يمثل شيئاً مهماً في الحياة السياسية العراقية. ولا شك إطلاقاً في ذلك. وقد كان كذلك تايخياً، منذ تحدث محمد صادق الصدر، السيد محمد، عن إعطاء التيار توجهاً فلسفياً، وهو كذلك اليوم، كما شاهدنا أخيراً في النقاشات البرلمانية.إن ما نستهدفه ليس حركة سياسية بأي شكل من الأشكال. إننا نقدر فرصة الحوار مع التيار الصدري وآمل أن تسنح فرصة لتوسعتها. إننا نستهدف العناصر المجرمة والإرهابية، فقط لا غير، سواء كانت من السنة المتطرفين أو من الشيعة المتطرفين. والحقيقة هي أن هناك عناصر، فئات متطرفة في جيش المهدي، لم تحترم دعوة السيد مقتضى إلى وقف إطلاق النار ووقف العمليات التي ما زالت تهاجم العراقيين وقوات التحالف. ونعم، سوف نلاحقهم. ولكننا لا نوجه إجراءاتنا بأي شكل من الأشكال ضد حركة الصدر بذاتها كحركة الصدر؛ بل على العكس.وفي ما يتعلق بالوضع في الجنوب، أريد أن أكون واضحاً جدا. في الجنوب، لا تنخرط الولايات المتحدة في دعم أو تشكيل حركات صحوة. ومن الواضح أن هناك نشاطاً سياسياً في الجنوب بين العشائر. هذه ظاهرة عراقية، ولكن لا دور لنا فيها.- سؤال: ولكنكم تدعمون حركات الصحوة في بغداد، ولنقل في أحياء شيعية في بغداد. إنهم يقولون إن هذه هي في الحقيقة ..(أناس) يستهدفونهم.السفير كروكر: من المهم جداً أن يدرك الناس، أثناء معالجتنا لموضوع الصحوات برمته، أن هذا ليس مبادرة أميركية مستقلة. إن كل ما نفعله مع هذه المجموعات، سواء في الأنبار أو في ديالى أو هنا في بغداد، إنما نقوم به بالتشاور بشكل كامل مع الحكومة العراقية. فعلى سبيل المثال، تناولت أنا والجنرال بترايوس قبل يومين طعام الغداء مع الرئيس الجديد للجنة المتابعة والتنفيذ للمصالحة الوطنية العراقية. وتحدثنا عن بعض هذه القضايا. فالأمر لا يتعلق إذن باختيارنا محبذين لدينا في معركة داخلية. فهذا بالذات هو ما نريد تجنبه. ونحن نتطلع إلى شركائنا العراقيين ليضمنوا أننا سنتفاداه.- سؤال: لنتكلم قليلاً عن مجالس الصحوة. من الواضح أنها لعبت دوراً كبيراً جداً في تقليص العنف وتقوم بعمل ممتاز في هذا الوقت. ولكن ألا تشعر ببعض القلق بالنسبة لمستقبلها من حيث أن الولايات المتحدة تدعمها حالياً من ناحية أنها تدفع لها على الأقل، ولكن علاقاتها مع الحكومة العراقية ليست جيدة جدا؟السفير كروكر: إن أعضاء هذه الجماعات هم، في الكثير من الحالات، جزء من الحكومة العراقية من حيث أنهم أصبحوا عناصر في الجيش أو في قوات الشرطة. وهناك آلاف من أعضاء مجالس الصحوة في الأنبار يرتدون الآن، على سبيل المثال البزة العراقية ويحصلون على مرتباتهم من وزارة الداخلية. وهنا في بغداد، تزداد وتيرة استيعاب أعضاء هذه الصحوات في قوات الأمن، وقد أجرينا اليوم مباحثات مع رئيس الوزراء أعرب فيها عن عزمه على مواصلة ضم هؤلاء الأفراد تحت جناح الحكومة العراقية.والحقيقة الواقعة هي أن عددهم من الكثرة بحيث أن نسبة صغيرة نسبياً فقط، لنقل 20 إلى 25 بالمائة، هي التي يمكن استيعابها في قوات الأمن العراقية. أما الباقي فسيحتاج إلى تدريب على أعمال مدنية، تدريب مهني وفرص وظائف. ونقوم نحن والحكومة العراقية حالياً بوضع برامج مشتركة، تمول بالتساوي من قبل الولايات المتحدة والعراق، لنضمن أنه سيتم الاهتمام بأمر هؤلاء الأشخاص أيضا.- سؤال: هناك أمر آخر يريدونه هو التمثيل السياسي. فهل هذا محتمل الحدوث؟ ويبدو أنهم عرضوا أن يشغلوا الوظائف الوزارية الشاغرة، ويقولون إن الحكومة غير متحمسة لذلك. فهل تعتقد أن فكرة منحهم تمثيلاً سياسياً في هذه
المرحلة فكرة جيدة؟السفير كروكر: إن جوهر الديمقراطية هو أن يشعر جميع مواطني تلك الديمقراطية أنهم ممثلون فيها بشكل مباشر أو غير مباشر. فإذن، نعم، هذا مهم جدا. وهذا يعيدنا إلى التشريع الذي صدر أمس ووضع الجدول الزمني لانتخابات المحافظات. وأعتقد أنها ستكون مهمة في جميع أنحاء البلد. وستكون مهمة بشكل خاص في محافظات مثل الأنبار، حيث قاطع الكثير من الناخبين من أبناء العشائر الانتخابات الأخيرة وهم ليسوا ممثلين حقاً في مجالس المحافظات. وأفضل سبيل للمضي قدماً بالتالي هو، كما هو الأمر دائماً، بشكل ديمقراطي، وأعتقد من خلال الانتخابات.- سؤال: لننتقل إلى قانون المساءلة والعدالة، هل جاء على نحو ما كنت ترجو رؤيته؟ ألا تخشى أن يأتي القانون، بشكله الحالي، بنتائج عكسية؟السفير كروكر: سيتوقف الأمر على كيفية تطبيقه. وسيكون علينا أن ننتظر لنرى ذلك. سيتعين صياغة قواعد للتطبيق، وستكون هذه العملية مهمة. وأعتقد أنه من المهم جداً أن توجه روح المصالحة كيفية تطبيق القانون. وأحد الأمور التي اتضحت لي، وأنا لم أمض سوى حوالى عام واحد هنا فقط، هو أن هناك جواً عاماً مختلفاً في العراق، هنا في بغداد. إنه جو يدعم المصالحة وهذا هو ما جعل رزمة الأمس التشريعية ممكنة. وبالتالي، فأنا أعتقد أن الروح ستكون مختلفة، وهذا يجعلني أشعر بتفاؤل حذر بشأن الكيفية التي سيتم بها تطبيق قانون المساءلة والعدالة.- سؤال: شاهدنا هذه القوانين التي تسير نحو المصالحة الوطنية. ولكننا شاهدنا في نفس الوقت نوعاً من التقسيم أو التشظي الأمني من حيث أن الأمن أصبح الآن في يد مجالس الصحوة هذه. ألا يضعف هذا الحكومة بشكل ما؟ وهل يمكن أن يصبح خطراً في وقت ما؟السفير كروكر: أنا أرى الأمر بشكل مختلف قليلا. إن مجالس الصحوة هذه هي متطوعون، مواطنون محليون معنيون، إنهم لا يعملون بشكل مستقل. إنهم، في الكثير من الحالات، يقصدوننا أولا، ومن ثم نقوم نحن بالتأكد من تنسيق نشاطاتهم مع قوات الأمن العراقية. وهذا هو الحال هنا في بغداد وفي جميع الأماكن الأخرى. إنهم يعملون بتنسيق وثيق مع قوات التحالف وقوات الأمن العراقية أيضا.وهذا، أيضاً، إجراء مؤقت فقط. فالهدف هو، كما قلنا، استيعابهم، استيعاب بعضهم في قوات الأمن العراقية رسمياً والآخرين في سوق الأعمال المدنية. فهم ليسوا طرفاً أمنياً مستقلاً إذن. ذلك سيكون خطرا. إنهم، بشكلهم الحالي، مرتبطون بالحكومة العراقية وقوات الأمن العراقية وقوات التحالف. وبمرور الوقت، سيتحولون إما إلى عناصر في القوات بشكل مباشر أو إلى مهن مدنية تماما.- سؤال: فلننتقل الآن إلى موضوع إيران. أعتقد أنه كان من المقرر أن تجري جولة أخرى من المحادثات، إلا أنه أعلن للتو تأجيلها، أو لنقل إلغاءها. فهل تعرف سبب ذلك؟السفير كروكر: لا أعرفه. ما فتئنا نشير بشكل متكرر منذ بضعة أشهر لوزارة الخارجية العراقية، بأننا استجابة لدعوة العراق، فإن الولايات المتحدة، مستعدة للجلوس مع الإيرانيين لبحث السبل التي يمكن من خلالها تحسين الوضع الأمني في العراق.وقد اعتذر الإيرانيون وغيروا المواعيد وقاموا أخيراً، بعد الموافقة على محادثات في 15 فبراير، بإبلاغ العراقيين الآن على ما يبدو أنهم ليسوا على استعداد للتباحث. وكل ما يمكنني قوله هو إننا نحن مستعدون. إننا مستعدون للجلوس (معهم) إن كان ذلك سيحدث فرقاً إيجابياً في أمن العراق. ولكن يبدو أن الإيرانيين لا يشاركوننا نفس الاهتمام.- سؤال: هل تعتقد أن للأمر صلة بالأحداث في دمشق؟السفير كروكر: لا أستطيع القول ما الذي يدفعهم. إن تركيزنا في هذا، كما تعلمين، محصور في العراق فقط، في الأمن العراقي وما يتعين حدوثه مما يمكن لإيران التأثير عليه مما يمكنه تحسين أمن العراق. إننا لا نربط بينه وبين أي شيء آخر. وبصراحة، يجب ألا يفعل الإيرانيون هم أيضاً ذلك.- سؤال: هل حصل تحسن أم لا؟السفير كروكر: لقد حصل تحسن في الأمن في العراق، دون شك على ما أعتقد. ولكنني لست مستعداً للقول إن الإيرانيين يقومون بإجراءات مطردة ساهمت في ذلك التحسن.- سؤال: نظراً لكون معظم عمليات مهاجمة الجنود الأميركيين تقوم بها مليشيات تدعمها إيران أو بواسطة العبوات الناسفة شديدة الانفجار القادرة على اختراق الدروع الشهيرة من صنع إيراني...السفير كروكر: تلك العبوات الناسفة شديدة الانفجار القادرة على الاختراق الشهيرة. ويزداد نشاط استخدام العبوات الناسفة القادرة على الاختراق ضدنا ويتقلص، ولذا فإنني لا أستطيع عزوه إلى أي موقف سياسي إيراني يسبب ذلك. ورأيي هو أنهم يواصلون دعم عناصر متطرفة من المليشيا، ما يعرف بالمجموعات الخاصة، بالسلاح والتدريب والذخيرة، بما في ذلك العبوات الناسفة القادرة على الاختراق. وهم لا يستهدفوننا نحن فقط في كل هذا، بالطبع، بل يستهدفون عراقيين أيضا.- سؤال: ولكن سعادة السفير، مجموعات المليشيا الشيعية المتطرفة هذه، لديها عادة ذراع سياسية في الحكومة العراقية. فهل تمارسون الضغط على الذراع السياسية لتلك المليشيات، أيضا؟ فهم الذين يتلقونه في نهاية المطاف.السفير كروكر: نعم. في حالة المجموعات الخاصة، أعتقد في الواقع أنها، في الحقيقة، تعمل لصالح إيران، لا لصالح أي حزب عراقي. وأعتقد أنها أصبحت وكيلة لإيران، كما شاهدنا بالنسبة لبعض المجموعات في لبنان.- سؤال:لننتقل الآن إلى سوريا. الرئيس بوش، كما أعتقد، فرض اليوم مجموعة جديدة من العقوبات ضدها. ما لا أفهمه هو أن قوات التحالف هنا في بغداد كانت تقول منذ عدة أسابيع أن سوريا بذلت مجهودا كبيرا وأحكمت سيطرتها – وأن عدد المقاتلين الأجانب القادمين عبر الحدود قد انخفض بنسبة 50 بالمئة على الأقل. أليس هناك إذن شيء من التناقض هنا؟السفير كروكر: أعتقد بأننا قلنا في ذلك الوقت إنه يبدو أن السوريين اتخذوا بعض الخطوات لتقليص عدد المقاتلين الأجانب القادمين من سوريا إلى العراق، ولكن عليهم أن يفعلوا المزيد. هذا أمر خطير جدا. هؤلاء المقاتلون الأجانب هم أخطر العناصر الذين تتعين علينا مجابهتهم في العراق. وهم كثيراً ما يكونون القتلة الانتحاريين. وفي حين أن كون العدد قد انخفض أمر جيد، يتعين على سوريا أن تفعل أكثر من ذلك بكثير. وليس من المُرضي أن يمنع مفجر ويسمح لمفجر آخر بالدخول. يتعين عليهم أن يوقفوا العملية بكاملها، ونحن نحاول إقناعهم بأن من مصلحتهم أن يفعلوا ذلك.
- سؤال:أعذرني سيدي السفير، ولكنك عشت لمدة طويلة في الشرق الأوسط وأنت تعلم كيف تسير الأمور في هذا الجانب من العالم. هل تعتقد بأن فرض مجموعة أخرى من العقوبات عليهم سيحفزهم على فعل المزيد أم أنه سيحفزهم على فعل ما هو أقل؟السفير كروكر: أود الاعتقاد بأن السوريين سيتفحصون خطوة كهذه، وسينظرون إلى ما يتعاملون معه، وهو في النهاية عنصر، أي هؤلاء المقاتلين الأجانب الذين يمكن أن يكونوا خطرين جدا جدا بالنسبة لهم، ثم سيقررون أن حساب الثمن- والفائدة يظهر أن الثمن يفوق الفائدة بشكل مفرط وأن عليهم أن يغيروا مسارهم.- سؤال: لننتقل الآن إلى العلاقات طويلة الأمد بين الولايات المتحدة والعراق. أنت على وشك بدء التفاوض بشأن هذه الترتيبات. وقد قالت كوندوليزا رايس أخيراً إن المفاوضات ستشمل وضع القوات. ما الذي يعنيه ذلك؟السفير كروكر: وضع القوات.- سؤال:نعم. ما الذي يعنيه ذلك؟السفير كروكر: يعني الشروط والسلطات التي ستحكم وجود القوات الأميركية في العراق لدى التوصل إلى هذه الاتفاقية وبدء سريان مفعولها.- سؤال:أحد الأسئلة الرئيسية المطروحة هو هل ستريد الولايات المتحدة الاحتفاظ بسلطة لتنفيذ عمليات قتالية.السفير كروكر:مرة أخرى، هذه مفاوضات لم تبدأ بعد، لذا أعذريني إن لم أجر الجولة الأولى منها معك عبر قناة الجزيرة. ولكنني سأقول أيضا إنه ينبغي أن يكون من الواضح جدا لنا جميعا أنه في حين، على سبيل المثال، أنه تم إحراز تقدم كبير في الحرب ضد القاعدة في العراق، إلا أن القاعدة لم تهزم في العراق، ومن غير المحتمل أن تهزم كليا في العراق خلال سنة 2008، مع أننا نأمل الاستمرار في إحراز تقدم، وبالتالي عندما ندخل سنة 2009 ونتجاوز فترة قرار مجلس الأمن، سيكون من الضروري، من أجل مصلحتنا جميعا، أن نواصل العمليات العسكرية معاً ضد القاعدة.- سؤال:هل ترى أنه سيتم انتقال المزيد من السلطة الأمنية إلى العراقيين خلال سنة 2008؟السفير كروكر: هذا الشيء مستمر، كما تعلمين، منذ بعض الوقت. ويخضع نصف المحافظات العراقية تقريبا الآن لسيطرة سلطات المحافظات العراقية، بما في ذلك، وبشكل خاص، الأمن. وكلما سمحت الظروف، نتوقع استمرار هذه العملية الانتقالية.من الأمور التي تفوت الكثير من المراقبين أثناء تركيزهم على الطفرة الأميركية في العراق، القوات الإضافية المؤلفة من 30.000 جندي، هو أنه كانت هناك طفرة عراقية خلال سنة 2007 بلغت أكثر من ثلاثة أضعاف ذلك. فقد انضم أكثر من مئة ألف عراقي إضافي إلى الخدمة في قوات الأمن. لذا، يمكن القول إن تلك العملية الانتقالية بدأت منذ بعض الوقت وهي مستمرة وستستمر طوال سنة 2008.- سؤال: ولكن سعادة السفير، الأعداد تبدو كبيرة، ولكن ليس لديهم معدات كافية ولننظر إلى قوات التحالف والقوات العسكرية الأميركية. المعركة صعبة جدا هنا على الأرض. فهل تعتقد بشكل واقعي بأن قوات الأمن العراقية ستكون قادرة على القيام بمثل هذه العملية الضخمة؟ سوف تستمر العملية. وكما قالت ستكون القاعدة موجودة هنا. إنها لن تختفي من هنا.السفير كروكر:وأتوقع أننا سنواصل تعاوننا. وقد تحدثنا عن حقيقة ضرورة كون إعادة انتشارنا متوقفة على الظروف، الظروف التي تقيّم بصورة مشتركة بيننا وبين العراقيين. وما لا يريد أحد منا أن نراه هو أن نرى مكاسب دفعت القوات العراقية وقواتنا هذا الثمن الباهظ لتحقيقها، تتم خسارتها لأننا تحركنا بأسرع مما ينبغي.ولكن في الوقت نفسه، كما شاهدتُ خلال السنة التي قضيتها هنا، إن القوات العراقية تزداد ليس عدداً فقط وإنما قدرات أيضا. وهي تخوض خضم هذه الحرب الصعبة إلى جانبنا، وفي بعض الحالات أمامنا. إن الإصابات بين صفوفهم تبلغ ضعفي أو ثلاثة أضعاف الإصابات بين صفوفنا. وقد أخذوا يكتسبون تدريجاً أثناء هذه الحرب قدرات مثيرة للإعجاب.لذا، مرة أخرى ستكون العملية تدريجية، ولكنني أعتقد بأن الاتجاه واضح. إننا نسلمهم، تنتقل السيطرة إلى العراقيين بصورة متزايدة، وأتوقع لذلك أن يستمر.- سؤال: حسنا. لنتحدث عن المتشككين، أقصد المتشككين السياسيين العراقيين الذين يقولون إن ما يحدث الآن هو أنه قد تم إضعاف القاعدة بالتأكيد ومقاتلوها يلوذون بالفرار وتتم ملاحقتهم، وإن هناك في الوقت الحاضر خطوات إيجابية مؤكدة تتخذ ضدهم. ولكن هناك في الوقت نفسه خلق قتال داخلي بين السنة وقتال داخلي بين الشيعة، أي أن الأمر لم يعد قتالا بين السنة والشيعة، بل داخل كل من الطرفين. هل هذا تقييم منصف غير متحيز؟السفير كروكر: إلى حد ما فقط. فنوع العنف الذي شهدناه عندما كنتِ هنا آخر مرة خلال سنة 2006 وجزء من سنة 2007 من نزاع طائفي مروع بالفعل ليس شيئا نشهده الآن بشكل مواز في الخلافات السنية – السنية والشيعية – الشيعية. وإلى حد ملحوظ جدا، يتم التعبير عن هذه الخلافات شفوياً بالكلام وليس عن طريق قوة السلاح، وهذا شيء بالغ الأهمية. من المهم جدا أن يستمروا، إذ إن لديهم خلافات، وستكون هناك خلافات بين العراقيين، باللجوء إلى الوسائل السلمية لحل هذه الخلافات. وأشعر بأن هناك إرادة متوفرة لأن يفعلوا ذلك بالضبط.والآن، كيف ننتقل إلى الخطوة التالية؟ مرة أخرى، أعتقد أن التشريع الذي شهدناه أمس مهم. فالعفو العام يقول للناس إنه ليس من الضروري أن تدير ظهرك إلى الحائط (لحماية ظهرك) وتقاتل جيرانك، وإن هناك يدا تمتد لك. وما تقوله الميزانية التي تبلغ قرابة 50 مليار دولار لسنة 2008 للعراقيين هو أن الموارد موجودة لتحسين مستوى حياتهم، وإن لهم حصة في مستقبل أفضل لهم، وخاصة لأطفالهم. وأعتقد أن ذلك بالغ الأهمية. كما أن قانون سلطات المحافظات، بطبيعة الحال، من خلال اشتراطه إجراء انتخابات في الخريف، يقول لجميع العراقيين، بمن فيهم أولئك الذين يشعرون بأنهم غير ممثلين بشكل مناسب في النظام الحالي، إن هذه هي فرصتكم. استعدوا واتخذوا مواقفكم في الحملة السياسية وانظروا إلى ما سيقوله الناخبون. وهذه في رأيي هي أفضل طريقة لحل أو إدارة أنواع النزاعات السياسية التي بدأت تبرز مع انحسار العنف.- سؤال: سيكون مصير كركوك من الموضوعات الرئيسية في سنة 2008. وقد تم تأجيل الاستفتاء. فكيف ستحلون هذه المسألة؟ هل الأكراد مستعدون لتأجيل ذلك مرة أخرى لفترة وجيزة؟ يتهمهم الناس بالفعل بأنهم يقومون بتغيير الأعداد التي تشير إلى عدد الأكراد الذين يعيشون في وسط العراق. فكيف ترى تطور هذه المسألة؟السفير كروكر:أعتقد أنه كان هناك تطوران مشجعان في نهاية العام. الأول هو الاتفاق داخل القيادة العراقية على تأجيل الموعد النهائي حتى نهاية شهر حزيران/يونيو. والثاني هو قرارهم الطلب من الأمم المتحدة تقديم مساعدة فنية. وقد اجتمعت في وقت سابق من بعد ظهر اليوم مع الممثل الخاص للأمين العام، وأوضح لي أنه يخطط لإحضار موظفين إضافيين وموارد إضافية للمساعدة في عملية المادة 140 هذه برمتها، لأن كركوك، كما تعلمين هي جزء واحد من عدد من قضايا الحدود الداخلية.أعتقد أنه من المهم أن يبدأ العراقيون برؤية بعض التقدم في التعامل مع هذه القضايا. وكما تعلمين فإن هناك عددا من المراحل. وأعتقد أن ما يدعى بعملية التطبيع في كركوك تتحرك الآن بسرعة أكبر للعناية بالناس الذي أجبروا على الانتقال كمستوطنين من خارج المنطقة لمساعدتهم على العودة إلى مناطق أخرى. هذا أمر يتحرك قدما.وأتوقع أن تنشط الأمم المتحدة في الأسابيع القادمة لتنظيم الكيفية التي ربما سيتم بها بحث القضايا الجوهرية في كركوك وفي مناطق أخرى أيضا. وأعتقد أن ما يحتاج العراقيون إلى رؤيته هو التقدم، لأنه إذا ما كان هناك تقدم آخذ في الحدوث، ستصبح عندها المواعيد النهائية الصارمة أقل أهمية.- سؤال. عندما تقول إن الشعب العراقي يحتاج لأن يرى تقدماً، وقد أوجدت الولايات المتحدة ما يكفي من الأمن كي يحقق السياسيون تقدما، كيف تستطيع أن تفسر للشعب العراقي أن الخدمات لا تتقدم بأي شكل؟ لقد كان الشتاء قارص البرد هذا العام ولم يكن لدى معظم الناس أكثر من ساعتين من الكهرباء ولم يصلهم أي ماء. أعني كيف يمكنك أن تفسر ذلك لهم وتقول إن الأمور تسير بشكل أفضل؟السفير كروكر: حسنا، وسيكون هناك صيف حار جدا بعد بضعة أشهر والشعب العراقي يتوقع بالتأكيد أكثر قليلا من الساعات القليلة من الكهرباء التي يحصل عليها.أنت على حق مئة بالمئة. وإذا كان من الضروري أن تكون سنة 2007 عام الأمن، فمن نواح كثيرة من الضروري أن تكون سنة 2008 عام الخدمات والتنمية الاقتصادية فضلا عن مزيد من التقدم السياسي. قبل أسبوعين تقريبا، كنت في الرصافة في شارع المتنبي، الذي كان موقع تفجير مريع، أعتقد عندما كنتِ هنا في العام الماضي، وقد شاهدت التعمير، وشاهدت نظام المجارير الجديد الذي يجري تركيبه، وسألت الناس عما يشغل بالهم. وقد قال كل واحد منهم الخدمات. (وقالوا لي) كما تعلمين، إنه شيء عظيم أن يكون الوضع الأمني قد تحسن، وهو شيء حسن أن الحكومة ساعدتنا في إعادة البناء، إننا بحاجة إلى خدمات.وأعتقد أن الحكومة هنا تلقت تلك الرسالة بوضوح. لقد أكد لي رئيس الوزراء اليوم أن أولويته القصوى هي الكهرباء. إنه يريد أن يعرف كيف قد يكون من الممكن للشركات الأميركية أن تساعده في المدى الطويل. وقد شرح لي بعض الإجراءات القصيرة الأمد التي يتخذها – سلطات جديدة لوزير الكهرباء مثلا. وعليه أعتقد أن الحكومة تفهم المشكلة. والآن عليها أن تعالجها بطريقة بناءة. ومن الواضح أن الشعب يراقب ذلك.- سؤال: حسنا. هناك قضية كبيرة أخرى هي قانون النفط. بعض الناس يقولون إن إقرار قانون النفط سيكون أول خطوة حقيقية ملموسة نحو المصالحة الوطنية لأنها ستجعل السكان، كل المجموعات المختلفة، أكثر ارتياحاً وأقل صرامة بقليل. فما الذي يجعل الأمر صعباً إلى هذا الحد؟السفير كروكر: قانون النفط سيكون مهما، لكن من المهم أيضا أن يتذكر المرء أنه يتم اتخاذ بعض الخطوات الأساسية حتى بدونه. يتم حالياً توزيع العائدات سواء أكان هناك قانون لتوزيع العائدات أم لا. والحقيقة، في اعتقادي، هي أن كامل مناقشة الميزانية وقرار الميزانية يعكسان، رغبة من جانب القادة العراقيين، بمن فيهم البرلمان، لإدارة توزيع منصف للثروة الناجمة عن النفط. وعليه فإنه مهم، إلا أنه يتم المضي قدماً على أي حال في بعض العناصر الرئيسية التي سينظمها.إن قانون النفط صعب – لنفس السبب الذي يجعل الكثير من الأشياء صعبة هنا. إنه ليس بأي شكل من الأشكال مسألة تقنية فحسب. إنه يتناول العلاقة بين المناطق، وفي هذه الحال، المنطقة الكردية والمركز: من الذي ينبغي أن يتمتع بأي سلطة؟ وهو يتناول الثقة، الحاجة إلى شعور الجانبين بالثقة. وما آمله هو أن يجري تنفيذ خطوات أخرى تشريعيا مثلما رأينا لتونا، وأن يرتفع مستوى الثقة تدريجا لكي يجعل الأشياء التي كانت مستحيلة من قبل ممكنة التحقيق في المدى القريب، لأن العراق بحاجة فعلا إلى هذا القانون. ولا يمكن للعراق أن يطور إمكاناته البترولية تماماً بدون أن يوضع إطار تشريعي جديد موضع التنفيذ. وما آمله، وقد تحدثت في الحقيقة عن هذا الأمر اليوم مع بعض الزعماء العراقيين، هو أنه بعد إنجازات الأمس، سيوفر هذا بعض الزخم الجديد نحو جهد آخر لتحقيق رزمة هيدروكربونية شاملة. شاملة.- سؤال: ولكن عندما ترى كيف ينظر الأكراد إلى الأمر، أو كيف ينظر العرب إلى القضية، عندما يتعلق الأمر بالعرب، إنه يثير لديهم شعورا وطنيا. إنهم يريدونه أن يكون جزءا من حكومة وطنية، شركة تملكها الدولة. والأكراد يضغطون من أجل الخصخصة ويوقعون صفقاتهم المستقلة. هل توجد نقطة التقاء هنا؟ إنهما مساران مختلفان تماماً في الوقت الحاضر.السفير كروكر: قبل حوالي أسبوعين عقد مؤتمر مثير للاهتمام في لندن حول النفط العراقي حضره مسؤولون حكوميون وممثلو شركات. وقال وزير النفط إن العراق يستدرج الآن عروضا من أجل ما سماها اتفاقات خدمات فنية. والواقع هو أن الموعد النهائي لتقديم تلك العروض هو الأسبوع القادم. ونحن نأمل ونتوقع أن تشارك شركات نفط كبيرة، بما فيها شركات نفط أميركية كبيرة، في هذه العملية التي ستجلبها إلى العراق بفضل اتفاقات خدمة في الحقول الحالية، وآمل أن تؤسس بداية علاقة جديدة بين العراق وشركات النفط الكبيرة، وذلك لأن تلك العلاقة، كما يوحي سؤالك، كانت في الماضي إما غير موجودة أو صعبة. هذا وقت للشروع في بداية
جديدة، وأعتقد أيضا، أنه عندما تتخذ تلك الخطوة على أسس مقبولة لكل من الحكومة العراقية والشركات، فإن ذلك يخلق أيضا الأساس، من الناحية العملية، لتجديد التركيز على إنجاز قانون وقود هيدروكربوني شامل لأن الأكراد وقعوا فعلا عددا من العقود. ولعلك لاحظت أن أيا من تلك العقود لم يوقع مع أية شركة نفط مما نطلق عليه اسم شركات الدرجة الأولى أو الشركات الرئيسية، وتلك الشركات هي التي تملك الموارد والقدرات والتكنولوجيا التي ستحدث حقا فرقا في تطوير قطاع البترول العراقي.- سؤال: سعادة السفير، ثمة قضية أخرى تقلق عددا كبيرا من الناس هي مستقبل المقاولين الأمنيين. كما تعلم، إنهم لا يتمتعون بأي شعبية في شوارع بغداد. وبعد آخر حادث، قيل إنه سيعاد النظر في وضعهم. في أية مرحلة نحن الآن؟السفير كروكر: توجد عدة عناصر هنا. هناك الآن تحقيق قانوني في ذلك الحادث بالذات الذي وقع في ساحة نصور، وهو ما زال جاريا. ومن الواضح أن قضية المقاولين ستثار خلال مباحثاتنا بشأن علاقة أمنية طويلة الأجل. وسيتعين علينا أن نجد طريقة تعالج بواعث قلق العراقيين ولكنها تأخذ أيضا في الاعتبار حقيقة أن هؤلاء المقاولين ما زالوا يؤدون خدمة حيوية جدا، ليس لنا فقط. إن المقاولين الأمنيين يعملون أيضا في خدمة لحكومة العراقية وهم يفعلون ذلك بأعداد كبيرة.وعليه فقد تم بالفعل إجراء عدد من المباحثات. وقد اتخذنا خطوات لضبط وتنظيم نشاطات هؤلاء المقاولين بشكل أفضل. والعراق يفعل الشيء نفسه. وسيكون الأمر موضع نقاش عندما نبدأ المفاوضات. وأعتقد أن مجرد جلبنا نفس روح المصلحة المشتركة والغاية المشتركة إلى الطاولة سيمكننا من إيجاد حلول لهذا الأمر.- سؤال: إن المقاولين الأمنيين ألحقوا أذى كبيرا بصورة الولايات المتحدة في شوارع بغداد، بالطريقة التي يتصرفون بها. وعليه فإن الناس يتساءلون عن سبب بقائهم هنا. لماذا تحتاجهم الدولة العظمى في العالم؟ فكيف تفسر ذلك للعراقيين؟السفير كروكر: حسنا، أولا، أريد أن أورد نقطة هي أننا مهتمون بكيفية إدارة الأمن. يجب أن تتم إدارته. ولعلك لاحظت أنه في الشهور الأخيرة لم تكن هناك حقا تقارير عن أية مشاكل. إن (ضبط) الأمن الجيد لا يعني دائما أمنا (يتم ضبطه بشكل) ملفت جداً للنظر، وعليه فإننا نحاول التقليل من الظهور الملفت للنظر ولكن مع توفير إجراءات الحماية الضرورية.وهي ما زالت ضرورية. لقد تحقق قدر كبير من التقدم، ولكن ما زال هناك عدد كبير من العناصر السيئة جدا، ولن يكون هناك ما يلائم غايات القاعدة أو متطرفين من مجموعات خاصة أكثر من أن يكون هناك أجانب يتنقلون في بغداد بدون حماية. إننا سندفع ثمنا غاليا جدا لذلك، كما أعتقد، وبسرعة كبيرة. وعليه، فهي ما زالت ضرورة لا غنى عنها. والمهم، كما أعتقد، هو طريقة إدارتها، ونحن نعمل بجهد بالغ لتدبر هذا الأمر بصورة تبقي الناس سالمين ولكن أيضا لا تسبب مشاكل لأصدقائنا العراقيين.- سؤال: سؤال أخير. ما هي الأمور التي تعتقد، أثناء تقدمنا في سنة 2008، أنها ستحدد النجاح أو الفشل؟السفير كروكر: حسنا، أعتقد أن سنة 2008 ستكون من نواح عديدة مثلما رأينا فعلا، استمرارا للتقدم الذي تحقق في سنة 2007. إن إبقاء مستوى العنف منخفضاً سيكون حاسم الأهمية تماما. إن التقدم السياسي الذي رأيناه، وقدرة الأطراف على القيام بمبادرات، وتقديم تنازلات، واتخاذ خطوات نحو المصالحة، إن كل ذلك ممكن في رأيي لأن العنف تقلص. وعليه فإن إبقاء العنف في مستوى منخفض أمر أساسي جدا. وذلك يعني أن نكون حريصين جدا بشأن القرارات التي نتخذها بالتنسيق مع العراقيين بالنسبة لمستوى القوات. لقد حققنا الكثير. ولا يسعنا احتمال خسارة كل شيء مرة أخرى.ثانيا، أعتقد أنه سيكون هناك جهد مستمر من أجل تحقيق تقدم سياسي واقتصادي. إن سنة2008 ينبغي أن تكون عام الانتخابات. وقد سن البرلمان الآن قانوناًً حول ذلك، وعليه فإن انتخابات المحافظات في الخريف ستكون، في رأيي، مهمة جدا للأسباب التي شرحناها.وينبغي أيضا أن يكون هذا العام عاما يبدأ فيه العراقيون برؤية اختلاف حقيقي في حياتهم. وذلك يقود المرء إلى الخدمات. من الضروري تحسين الخدمات. ومن الضروري تحسين الفرص الاقتصادية. ومن الضروري أن تنخفض معدلات البطالة. ومن الضروري أن يشعر العراقيون بأن لديهم مستقبلا ليس مؤمّنا فقط من حيث خيرهم وسلامتهم، بل أيضا مؤمّنا من الناحية الاقتصادية. وأنا أتوقع بأن يظهر هذا العام ذلك التقدم.وفي ما يتصل بذلك، بعد أن أصدر البرلمان العراقي قانون أضخم ميزانية عراقية حتى الآن، على العراق أن ينفق هذه الميزانية بصورة فعالة، مما يعني أنه يتعين على كل من المحافظات والوزارات في بغداد أن تظهر القدرة على إنفاق المال بسرعة ولكن بحكمة وبطريقة تفيد الشعب وبطريقة يستطيع الشعب إدراكها.وأعتقد أن هذا هو برنامج سنة 2008. إنه برنامج طموح...- سؤال: كنت على وشك قول ذلك...السفير كروكر: ...من الناحية الأمنية ومن الناحية السياسية ومن الناحية الاقتصادية. ولكن، نظرا للتقدم الذي سجله العراقيون خلال العام الماضي، فأنا واثق من أنهم يستطيعون تحقيق ذلك.- سؤال: شكراً، سعادة السفير.السفير كروكر: شكراً، هدى.- هدى: وشكراً لمتابعتكم لبرنامجنا. وإلى اللقاء في الحلقة القادمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.