1. عقد المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان اجتماعه الدوري العادي يوم الأحد 28 دجنبر 2008، وتزامن هذا الاجتماع مع الجرائم البشعة المقترفة من طرف الجيش الصهيوني، منذ صبيحة يوم 27 دجنبر ضد الشعب الفلسطيني في غزة التي أودت بحياة حوالي 300 شخص وجرح المئات الآخرين في انتهاك سافر لكل القوانين الدولية وفي أبشع جريمة ينفذها الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل. وأدان المكتب المركزي – الذي وقف دقيقة صمت لشهداء غزة - هذا العدوان الغاشم وكذا الحكم الجائر القاضي ب30 سنة سجنا الصادر من طرف إسرائيل ضد أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. ويطالب المكتب المركزي الدولة المغربية بوقف كل أشكال التطبيع مع إسرائيل وإدانة هذه الجريمة ودعم الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني كما يدين الدعم الذي تقدمه الأمبريالية الأمريكية لإرهاب الدولة الإسرائيلي، وقرر إصدار بيان خاص بهذا الشأن. وفي نفس السياق، وفي إطار استنكاره لاستمرار الاحتلال الأمريكي للعراق وتورط الإدارة الأمريكية في الانتهاك السافر لحق شعوب المنطقة في تقرير المصير وما ينتج عن هذه الأوضاع من استياء وغضب فإن المكتب المركزي يضم صوته إلى كافة الهيآت المتضامنة مع الصحفي منتظر الزايدي والمطالبة بإطلاق سراحه. 2. تداول المكتب المركزي في الهجوم الدنيئ الذي قام به "الصحفي" جمال هاشم الذي شارك في برنامج "حوار" الذي بثته القناة المغربية الأولى يوم الثلاثاء 16 دجنبر، والذي استدعت إليه رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، معتبرا أن استغلال الإعلام العمومي للقذف في الجمعية وصب اتهامات خطيرة ضدها دون أي تدخل لا من طرف المسؤول عن البرنامج ولا من طرف ضيفه لإرجاعه لجادة الصواب يجعل منهما متواطئين ومشاركين في هذا الهجوم وفي توظيف قناة تلفزية عمومية لذلك. وقد قرر المكتب المركزي وضع شكاية لدى الهيئة العليا للإعلام السمعي البصري للمطالبة بحقه في الرد على تلك الاتهامات. 3. وفي موضوع تقرير اللجنة البرلمانية لتقصي الحقائق في أحداث سيدي إفني يعتبر المكتب المركزي هذا التقرير ضعيفا ولم يأت بأي جديد رغم الإمكانيات والسلطات التي تتوفر عليها هذه اللجنة وكان من المفروض أن يكشف عن المسؤولية عن الجرائم التي ارتكبت ضد سكان سيدي إيفني يوم 7 يونيو 2008 عوض أن يتوجه فقط لمحاولة الرد على تقرير جمعيات المجتمع المدني وتبرير هجوم الأجهزة الأمنية على المواطنين والمواطنات مما أكد تخوفات العديد من الهيآت من أن تسلك هذه اللجنة مسلك التعتيم عوض الكشف عن الحقائق. وجدد المكتب المركزي مطالبته للدولة بالاستجابة دون المزيد من التماطل لتوصيات ومطالب الجمعيات ال14 التي تضمنها تقريرها عن أحداث سيدي إفني. 4. وبالنسبة للقاء الدراسي المنظم يوم 23 دجنبر 2008 بتنسيق بين وزارة الداخلية والمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان والذي حضره ممثل عن الجمعية، إن المكتب المركزي، إذ يسجل أهمية المواضيع المطروحة للنقاش، يؤكد موقف الجمعية الرافض لقانون مكافحة الإرهاب لما يتضمنه من تراجعات في مجال حقوق الإنسان معبرا عن خشيته من أن يتم تعميق هذا المنحى عبر التعديلات المزمع إدخالها على هذا القانون، وتشبت الجمعية بالحق في التظاهر السلمي مع رفض التضييق على الحريات في هذا المجال. أما بالنسبة لموضوع التربية على حقوق الإنسان فإن المكتب المركزي يؤكد مرة أخرى ضرورة الإعمال الشمولي للأرضية المواطنة للنهوض بثقافة حقوق الإنسان المصادق عليها منذ سنتين وذلك عبر إسناد تطبيقها للوزير الأول كتجسيد لاهتمام الحكومة ككل بهذا الموضوع. 5. وتابع المكتب المركزي الاعتقالات الجديدة وسط الطلبة في العديد من المدن الجامعية ومن بينهم من سيقدم للمحاكمة في كل من طنجة (و من بينهم عضو من فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان) ومراكش، مقررا مؤازرة هؤلاء المعتقلين أمام القضاء. وقد تمت هذه الاعتقالات في مراكش على إثر تظاهرة تضامنية سلمية مع الشعب الفلسطيني، وجاءت متزامنة مع قرب جلسة محاكمة الطلبة المعتقلين السياسيين بمراكش ال 11 التي ستتم يوم 8 يناير 2009. ويطالب المكتب المركزي بإطلاق سراح هؤلاء الطلبة وفتح تحقيق في التعذيب الوحشي الذي تعرضوا له عند اعتقالهم. ويستنكر في نفس الوقت الأحكام الجائرة الصادرة ضد طلبة تازة ( ستة أشهر ضد الطالب جادة بوبكر وثلاثة أشهر ضد الطالب محمد فوزي لمقدمي) مطالبا بإطلاق سراح كافة الطلبة المعتقلين سواء بسبب نشاطهم النقابي في إطار الاتحاد الوطني لطلبة المغرب أو بسبب تنظيمهم لتظاهرات سلمية تضامنية مع الشعب الفلسطيني.6. وبمناسبة مغادرة الناشط الحقوقي ابراهيم سبع الليل، عضو المكتب الوطني للمركز المغربي لحقوق الإنسان، للسجن بعد استكمال مدة الاعتقال التعسفي الذي تعرض له، إن المكتب المركزي - الذي حضر وفد منه في استقباله أمام سجن سلا صباح يوم الجمعة 26 دجنبر 2008 - يهنئه وأسرته ورفاقه في المركز المغربي لحقوق الإنسان باستعادته لحريته. وبهذه المناسبة أيضا يجدد المكتب المركزي مطالبته بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين ويجدد تضامنه مع الأخ سبع الليل ومع الصحفي حسن الراشدي مدير المكتب السابق لقناة الجزيرة بالرباط في المتابعة القضائية التي مازالت مستمرة ضدهما والتي ستتم جلستها الاستئنافية يوم 13 يناير 2009. 7. وتطرق المكتب المركزي للتقرير الذي قدمته منظمة "يومن رايت ووتش" الأمريكية في ندوة صحفية نظمتها لهذا الغرض بالرباط يوم الجمعة 19 دجنبر 2008، والمتضمن لانتهاكات حقوق الإنسان في الصحراء وفي تندوف، مسجلا ما جاء في هذا التقرير من معطيات هامة ومثمنا بشكل خاص التوصية المقدمة ضمنه القاضية بوضع آلية أممية لمراقبة حقوق الإنسان بالمنطقة. ويذكر المكتب المركزي - بهذه المناسبة - بموقف الجمعية من النزاع في الصحراء، الصادر عن مؤتمره الأخير، والمعبر عن الاستياء من استمرار هذا النزاع منذ عشرات السنين مع ما نتج عنه من ضحايا ومن إهدار للطاقات الاقتصادية ومن عرقلة لبناء الوحدة المغاربية المنشودة، والمؤكد لموقف الجمعية بشأن الحل الديمقراطي للنزاع حول الصحراء وبشأن التصدي لكافة الانتهاكات الناتجة عنه مهما كان مصدرها.8. وبمناسبة حلول الذكرى السابعة لفتح معتقل "كوانتانامو" الرهيب (11 يناير) من طرف الولاياتالمتحدةالأمريكية، فإن المكتب المركزي يذكر باستمرار احتجاز وتعذيب العديد من المعتقلين به ومن ضمنهم المغربيان عبد اللطيف ناصر ويونس الشقوري المفروض العمل على إطلاق سراحهما من طرف الدولة المغربية. وبهذه المناسبة أيضا يدعو المكتب المركزي إلى استمرار الضغط من أجل إغلاق هذا المعتقل دون أي تماطل. 9. وتداول المكتب المركزي بشأن نتائج أشغال الندوة المغاربية حول "الحق في التنظيم" المنعقدة يوم 20 دجنبر 2008 بالرباط وأهمية التوصيات الصادرة عنها وحول اجتماع مكتب التنسيقية المغاربية لمنظمات حقوق الإنسان الذي اجتمع يومي 19 و20 دجنبر 2008 بكافة أعضائه وخلص إلى قرارات ذات أهمية لتعزيز هياكله والتحرك مغاربيا من أجل تطوير حقوق الإنسان في المنطقة.10. وفيما يخص الأنشطة المقبلة للجمعية فقد تداول المكتب المركزي حول : اجتماع اللجنة الإدارية في دورتها العادية المقرر يوم 10 يناير 2009 ابتداء من الساعة الثالثة بعد الزوال بالمقر المركزي للجمعية؛ الأنشطة الإشعاعية المبرمجة في إطار تخليد الذكرى الستين لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ومن ضمنها: - "أيام الفيلم الحقوقي" الذي سينظم أيام 6، 7، 8 و9 يناير 2009 بقاعة سينما "الفن السابع" بالرباط ابتداء من الساعة السادسة مساء، تختتم - يوم السبت 10 يناير على الساعة العاشرة صباحا - بندوة حول "الاعتقال السياسي في السينما المغربية" بحضور مخرجي الأفلام المعروضة؛- ندوة حول البرنامج الاستعجالي في مجال التعليم المبرمجة يوم 15 يناير 2009؛- اليوم الدراسي حول الهجرة وتشكيل شبكة المحامين المدافعين عن حقوق المهاجرين الذي سيعقد يوم 24 يناير 2009 ابتداء من الساعة التاسعة صباحا؛11- وفي الختام، وبمناسبة حلول السنة الجديدة، يهنئ المكتب المركزي الجميع بهذه المناسبة متمنيا أن تكون سنة تتراجع خلالها انتهاكات حقوق الإنسان وتصان فيها الكرامة الإنسانية ويسترجع فيها الأمن والسلم مكانهما في العالم. وتتميز السنة المقبلة بالنسبة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتزامنها مع الذكرى الثلاثين لتأسيسها، مما يدعو كافة أعضاء وعضوات الجمعية والمتعاطفين معها لجعل هذه المناسبة حافزا آخر لتدشين مرحلة جديدة في تاريخ الجمعية تتميز بأداء متزايد ومتطور لمختلف الفروع - الركيزة الأساسية للجمعية الكفيلة بتجسيد مبادئها وخاصة مبدأ الجماهيرية – وهو ما يتطلب مضاعفة الجهود وتجاوز كل العراقيل التي تعثر العمل وجعل هذه السنة سنة حافلة بالنضال والعمل الدؤوب من أجل انتصار حقوق الإنسان في أفق مغرب الكرامة والمواطنة والحرية والمساواة والتضامن.المكتب المركزيالأحد 28 دجنبر 2008
