ها هي المرأة مرة أخرى تحتل مكانتها اللائقة بها، وتتربع على كرسي المهام الصعبة، فبعد أن أفرزت الانتخابات التشريعية الأخيرة دخول 36 امرأة إلى قبة البرلمان إلى جانب أشقائهن الرجال، تأتي المبادرة الملكية لتبوئ المرأة المكانة اللائقة بها يوم الجمعة الماضي، حيث تم تعيين 36 امرأة عالمة ضمن مراسيم تعيين أعضاء المجلس العلمي الأعلى ورؤساء المجالس العلمية المحلية، وذلك لأول مرة في تاريخ المغرب. ويمكن القول إن من شأن إشراك المرأة في العمل التنويري الذي تنهض به المجالس العلمية أن ينعكس إيجابا، خصوصا على القطاع النسائي بالمغرب. ولعل هذا التعيين يكون منسجما مع حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال في زوجته السيدة عائشة رضي الله عنها: "خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء"، فتلك كانت مكانة المرأة في فجر الإسلام.. وهو دليل على مدى تقدير الرسول الكريم لعقل المرأة وحكمتها. وقد شاركت المرأة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين في مختلف مجالات الحياة، وعبر شتى مراحل الدعوة، من البعثة، إلى إقامة الدولة، إلى عهود الفتح، ضمن آداب الإسلام، وضوابطه، وأخلاقه التي لم تستثن الرجال من دون النساء. من هذه المنطلقات كلها يتحتم على المرأة وباقي أفراد المجتمع أن تسير على نحو البناء، سواء في البيت أو في العمل، وينبغي القطع مع عهد صورة المرأة بجانب المنتجات الاستهلاكية أو اللوحات الإشهارية المعروضة في الشوارع بأقبح المناظر. ح. أوغانيم