تغير المناخ أدى لنزوح ملايين الأشخاص حول العالم وفقا لتقرير أممي    انخفاض طلبات الإذن بزواج القاصر خلال سنة 2024 وفقا لتقرير المجلس الأعلى للسلطة القضائية    مباحثات تجمع العلمي ونياغ في الرباط    أخنوش: تنمية الصحراء المغربية تجسد السيادة وترسخ الإنصاف المجالي    "أسود الأطلس" يتمرنون في المعمورة    الأحزاب السياسية تشيد بالمقاربة التشاركية للملك محمد السادس من أجل تفصيل وتحيين مبادرة الحكم الذاتي    رفض البوليساريو الانخراط بالمسار السياسي يعمق عزلة الطرح الانفصالي    تنصيب عمر حنيش عميداً جديدا لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي بالرباط    الرايس حسن أرسموك يشارك أفراد الجالية أفراح الاحتفال بالذكرى 50 للمسيرة الخضراء    أخنوش يستعرض أمام البرلمان الطفرة المهمة في البنية التحتية الجامعية في الصحراء المغربية    أخنوش: الحكومة تواصل تنزيل المشروع الاستراتيجي ميناء الداخلة الأطلسي حيث بلغت نسبة تقدم الأشغال به 42 في المائة    إطلاق سراح الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي وإخضاعه للمراقبة القضائية    تداولات بورصة البيضاء تنتهي "سلبية"    المعارضة تقدم عشرات التعديلات على مشروع قانون المالية والأغلبية تكتفي ب23 تعديلا    رسميا.. منتخب المغرب للناشئين يبلغ دور ال32 من كأس العالم    ندوة حول «التراث المادي واللامادي المغربي الأندلسي في تطوان»    مصرع شخص جراء حادثة سير بين طنجة وتطوان    أمن طنجة يُحقق في قضية دفن رضيع قرب مجمع سكني    نادية فتاح العلوي وزيرة الاقتصاد والمالية تترأس تنصيب عامل إقليم الجديدة    كرة أمم إفريقيا 2025.. لمسة مغربية خالصة    "حماية المستهلك" تطالب بضمان حقوق المرضى وشفافية سوق الأدوية    المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة يضمن التأهل إلى الدور الموالي بالمونديال    انطلاق عملية بيع تذاكر مباراة المنتخب الوطني أمام أوغندا بملعب طنجة الكبير    المجلس الأعلى للسلطة القضائية اتخذ سنة 2024 إجراءات مؤسسية هامة لتعزيز قدرته على تتبع الأداء (تقرير)    لجنة الإشراف على عمليات انتخاب أعضاء المجلس الإداري للمكتب المغربي لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة تحدد تاريخ ومراكز التصويت    "الإسلام وما بعد الحداثة.. تفكيك القطيعة واستئناف البناء" إصدار جديد للمفكر محمد بشاري    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 69 ألفا و179    تقرير: احتجاجات "جيل زد" لا تهدد الاستقرار السياسي ومشاريع المونديال قد تشكل خطرا على المالية العامة    تدهور خطير يهدد التعليم الجامعي بورزازات والجمعية المغربية لحقوق الإنسان تدق ناقوس الخطر    تلاميذ ثانوية الرواضي يحتجون ضد تدهور الأوضاع داخل المؤسسة والداخلية    ليلى علوي تخطف الأنظار بالقفطان المغربي في المهرجان الدولي للمؤلف بالرباط    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    ألمانيا تطالب الجزائر بالعفو عن صنصال    باريس.. قاعة "الأولمبيا" تحتضن أمسية فنية بهيجة احتفاء بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء    82 فيلما من 31 دولة في الدورة ال22 لمهرجان مراكش الدولي للفيلم    قتيل بغارة إسرائيلية في جنوب لبنان    200 قتيل بمواجهات دامية في نيجيريا    رئيس الوزراء الاسباني يعبر عن "دهشته" من مذكرات الملك خوان كارلوس وينصح بعدم قراءتها    الإمارات ترجّح عدم المشاركة في القوة الدولية لحفظ الاستقرار في غزة    الحكومة تعلن من الرشيدية عن إطلاق نظام الدعم الخاص بالمقاولات الصغيرة جداً والصغرى والمتوسطة    برشلونة يهزم سيلتا فيغو برباعية ويقلص فارق النقاط مع الريال في الدوري الإسباني    مكتب التكوين المهني يرد بقوة على السكوري ويحمله مسؤولية تأخر المنح    إصابة حكيمي تتحول إلى مفاجأة اقتصادية لباريس سان جيرمان    الدكيك: المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة أدار أطوار المباراة أمام المنتخب السعودي على النحو المناسب    العالم يترقب "كوب 30" في البرازيل.. هل تنجح القدرة البشرية في إنقاذ الكوكب؟    لفتيت: لا توجد اختلالات تشوب توزيع الدقيق المدعم في زاكورة والعملية تتم تحت إشراف لجان محلية    ساعة من ماركة باتيك فيليب تباع لقاء 17,6 مليون دولار    دراسة تُفنّد الربط بين "الباراسيتامول" أثناء الحمل والتوحد واضطرابات الانتباه    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    الكلمة التحليلية في زمن التوتر والاحتقان    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    سبتة تبدأ حملة تلقيح جديدة ضد فيروس "كورونا"    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هيئة علماء المسلمين : رسالة مفتوحة الى الشعب العراقي الابي حول الاتفاقية الامنية
نشر في التجديد يوم 24 - 11 - 2008


فيما يلي الرسالة التي وجهتهاهيئة علماء المسلمين في العراق إلى الشعب العراقي، حيث توضح موقف الهيئة من الاتفاقية الامنية بين الحكومة الحالية في العراق و الإدارة الأمريكية رسالة مفتوحة الى الشعب العراقي الابي حول الاتفاقية الامنية المزمع عرضها على البرلمان الحالي لغرض إقرارها الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد المرسلين، وعلى آله الاطهار وصحبه الاخيار والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين وبعد: ياشعبنا العراقي الأبي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتوجه اليكم هذه المرة بكلمة صريحة وواضحة، في لحظة مفصلية وخطيرة من تاريخ عراقنا السليب، من قبل قوات الاحتلال الامريكي وحلفائه وعملائه في الداخل والخارج. ففي هذه اللحظة يريد العدو بعد ان اهلك الحرث والنسل، وجعل من بلادنا خرائب وبنانا التحتية أثرا بعد عين، ان يفرض اتفاقية إذعان وإذلال، تربط مصائرنا ومصائر اجيالنا القادمة، بأجندته وهواه. وقد اتخذ من الحكومة التي نصبها والساسة الذين بوأهم مراكز في السلطة جسرا لتمرير هذه الاتفاقية. وعلى الرغم من وضوح موقفكم الرافض للاتفاقية الذي تجلى ببيانات ممثليكم الحقيقيين من القوى السياسية الرافضة للاحتلال، وقوى المقاومة العراقية، وتجلى بتظاهراتكم المتكررة، ورفض من رفض من الداخلين في العملية السياسية الحالية، فان الحكومة الحالية بالعدد الاكبر من وزرائها اتخذت قرارا بتمرير الاتفاقية، إلا امرأة أرادها الله سبحانه ان تكون حجة عليهم، فأبت المشاركة في هذا العار، وأكدت للعالم حقيقة ان الشجاعة ليست مرتبطة بالذكورية، وانما هي ارادة ومواقف. والآن بعد ان تم الفصل الاول من المؤامرة، بتمرير الاتفاقية من قبل الحكومة، يراد تمريرها من قبل البرلمان الحالي.. فهل سيضرب اعضاء البرلمان عرض الحائط كل ماقلتموه، وعبرتم عنه من مواقف، طيلة الأشهر الماضية. وهل سيصادرون قراركم ويسلمون بلادكم ومستقبل اجيالكم رهينة الى الاحتلال ؟ هذا ماسنراه في قابل الايام. أيها السادة القول بان هذه الاتفاقية ستنهي الاحتلال عن طريق جداول زمنية للانسحاب محض ادعاء يراد منه تسويق الاتفاقية، وتهدئة المشاعر الغاضبة لشعبنا الابي، واستغفال نواياه الطيبة، ليجد نفسه بعد ان يحسم الموقف لصالح الاحتلال الامريكي في دوامة هيمنة المحتل واستغلاله سياسيا واقتصاديا وثقافيا لعشرات السنين. والا لماذا يسوق هذا الوضع على شعبنا بشتى الحيل واساليب الترغيب والترهيب، ويرفض في الوقت ذاته مبدأ الجدولة الذي عرضته القوى المناهضة للاحتلال في اطار حل شامل وكامل، مقترنا بآليات، لايضمن خروج قوات الاحتلال فحسب، بل انهاء آثاره أيضا، واعادة السيادة الحقة لشعبنا، ويقوم على اساس خروج قوات الاحتلال بفعل القوى المقاومة في الميدان والمناهضة للاحتلال خروجا غير مشروط وبعيدا عن التدخل في الشان الداخلي العراقي والزام ادارة الاحتلال ولو قانونيا كمرحلة اولى بتعويض العراق عن آثار الحرب الظالمة التي شنتها عليه ووجود مرحلة انتقالية وقيام عملية سياسية جديدة باشراف دولي على نحو يمكن الشعب العراقي من لملمة جراحه وسلوك طريق العافية حتى يتماثل للشفاء. هذه الجدولة التي دعونا اليها ومعنا كل القوى المناهضة للاحتلال، وشتان بينها وبين الجدولة التي توردها الاتفاقية الحالية والتي تتعهد بحماية النظام السياسي الحالي بكل سيئاته والحكومة القائمة بكل فسادها، كما تعفي الاتفاقية غدارة الاحتلال الامريكي من التزامات التعويض واصلاح ما افسدته بناء على انها قوات صديقة مطلوب بقاؤها من قبل الحكومة الحالية فهل بينت الحكومة الحالية هذه الحقائق ام استخفت بعقول الشعب العراقي ودلست عليه ذلك كله لتمرير الاتفاقية. ياأبناء شعبنا الكرام ان الاتفاقية التي يراد تمريرها، فيها من البلايا الجسام، مالو اطلعتم على حقيقته لم يغمض لكم جفن، ولايهدأ لكم بال، فهي مصممة لصالح الدولة المحتلة جملة وتفصيلا، وفي شتى الميادين، ثم فتاتها لصالح القوى والاحزاب الحاكمة بأمرها. وإن من السذاجة ان يخطرفي البال ان هؤلاء يريدون بها مصلحة الشعب العراقي، وهم الذين لم ينقطعوا عن القتل والاعتقال والتعذيب لابنائه، والاجتياح والهدم والتخريب لاماكن تواجده وسكناه، ومشافيه ودور العبادة له ومؤسساته الخدمية وغيرها طيلة السنوات الماضية، فماالذي يجعلنا نصدق ان ضمائرهم صحت فجأة، فسنوا لنا اتفاقية وطفقوا يستعملون كل الاساليب الخسيسة لتمريرها، وما ذلك كله ـ كما يزعمون ـ إلا حبا فينا ومن اجل مصلحتنا. لقد قال قائلنا من قبل: حدث العاقل بما لايعقل فان صدق فلا عقل له. أيها الاخوة الكرام لن نخوض واياكم في تفاصيل هذه البلايا، عبر هذه الرسالة المفتوحة، فالمقام لايسمح بالاطالة، والفرصة متروكة للمتخصصين من رجال القانون الدولي والسياسة ليكشفوا عوارها، ويسجلوا طاماتها، وماقدمناه غيض من فيض، لكن دعونا نناقش قضية واحدة من بين قضايا عديدة لاتقل خطورة تكفي وحدها لمن كان له قلب ان يؤثر الموت على الرضا بتمرير هذه الاتفاقية. ياأبناء شعبنا الغيارى: من البلايا الجسام في هذه الاتفاقية ماجاء في المادة الرابعة منها، وهو التزام القوات الامريكية بمهمات منها:القيام بعمليات ضد المجموعات الارهابية ، والجماعات الخارجة على القانون. ويراد بالجماعات الخارجة على القانون ابناؤكم الذين نذروا انفسهم لمقاومة الاحتلال، وهذه طامة، مفادها ان نسمح لعدونا بقتل ابنائنا على مرأى منا ومسمع لانهم يمارسون حقا شرعه لهم رب السموات والارض، وأذنت به لهم مواثيق الامم المتحدة . ولاننا ندرك ان الاحتلال مادام موجودا فان المنطق والفطرة ينبهان ان المقاومة ستبقى، وشواهد التاريخ تؤكد ذلك، وهذا يعني ان العراق لن يهدأ، وان نزيف الدم لن يتوقف، وسيبقى للامريكيين الذرائع لقصف المناطق، والمداهمات والاعتقالات، وحجتهم انهم يطاردون الخارجين على القانون، وسنعيش سنواتنا القادمة مثل السنوات الماضية، في وضع امني هش ودماء تراق، وفوضى واغتيالات، وغياب لأبسط مقومات الحياة، وستبقى الحجة بيد الحكومة وبيد الاحتلال عن تأخر الاصلاح والاعمار بان الوضع الامني لايسمح بهما، وقد يدوم ذلك لعشرات السنين، تماما كما مارسوا الخديعة نفسها من قبل حين قالوا لكم ان الاستفتاء على الدستور وخوض الانتخابات سينهي معاناتكم الى الابد، وسيدفع الوضع الى الاستقرار وكانت المحصلة نقيض ذلك بكل ما لكلمة النقيض من معنى وابعاد . فكيف يريد هؤلاء خداعنا بان الاتفاقية ستضمن لنا الامان والاستقرار، وهذه المادة من الاتفاقية ستسمح ببقاء الفعل ورد الفعل مستمرا، وحصيلة ذلك دائما أرواح ودماء، وفوضى وخراب. اما بالنسبة للعمليات ضد المجموعات الارهابية، فلايختلف عاقلان منا على أننا جميعا نرفض الارهاب الذي يقتل ابرياءنا، وننتظر اللحظة التاريخية التي تتعافي فيها بلادنا من هذه المجموعات، لكن مانريد ايضاحه هنا، ان الارهاب مصطلح ليس له حتى اللحظة مدلول محدد في القانون الدولي، وقد رفضت امريكا في عدة مؤتمرات دولية واقليمية تحديد معنى له، ليبقى هذا المصطلح سلاحا بيدها، تطلقه حيث تشاء، فأي سلوك او نشاط يقوم به فرد او جماعة او دولة لايعجب امريكا فهو ارهاب. ووفقا للاتفاقية التي يراد توقيعها، فان القوات الامريكية سيكون من حقها ان تقتل وتدمر وتعتقل على النحو الذي تشاء مادامت تعتبر ان ماتقوم به هو ملاحقة الارهاب. ولان الاتفاقية تمنح امريكا صلاحية التصدي للاعمال الارهابية خارج العراق أيضا، فسيكون لها الحق ان تقوم بعمليات ضد دول الجوار وغير دول الجوار مادامت تعتقد ان هناك اعمالا ارهابية ضدها. ومن دون شك فان هذه الدول لن تبقى مكتوفة الايدي، وسترد على العدوان بطريقة غير مباشرة، لانها لاتستطيع مواجهة الامريكيين بشكل مباشر، وحينئذ سترسل مجاميعها الخاصة، وستوعز لميليشياتها وحلفائها في بلدنا، ليشغلوا العدو عنها، وذلك بنشر المزيد من الفوضى والقتل بالسيارات المفخخة وضرب المؤسسات الخدمية، وغير ذلك مما لمسنا آثاره طيلة السنوات الماضية، ومن دون شك سيكون في حساباتها الانتقام من الجوار الذي منح عدوها الارض لتسهيل الاعتداءعليها. وحينها لن نستطيع ان نلوم هذه الدول، لان أرضنا اتخذت بموافقة من يزعمون انهم يمثلوننا منطلقا لعمليات تستهدف امنها واستقرارها. في بداية الستينات من القرن الماضي طلبت كوبا من الاتحاد السوفيتي آنذاك بناء قواعد سوفيتية على ارضها، فهدد جون كندي بضرب السفن السوفيتية ان وصلت الى شواطيء كوبا، وكادت تنشب حرب عالمية ثالثة سنة 1962م، وكانت حجة امريكا ان وجود قواعد سوفيتية في دولة مجاورة لها يشكل تهديدا لأمنها . وهذا يعني ان آلة الموت لن تتوقف في الحالين، وان ابناء شعبنا من كل المكونات سيكونون وقود معركة بين اطراف متصارعة، لاناقة لهم فيها ولاجمل. ومن هنا نذكر ان السيادة العراقية التي تتشدق بها الحكومة الحالية، وتزعم ان الاتفاقية ستحميها، لن يكون لها وجود اطلاقا، لان مجرد زرع امريكا في العراق بما تمثله من هيمنة امبراطورية سوف يعصف ليس بسيادة العراق وحده، وانما بسيادة دول الجوار ايضا ومنطقة الشرق الاوسط بكاملها مادام ان العراق سيصبح مركز انطلاق لقيادة عمليات ضد ماتعتبره امريكا ارهابا في المنطقة. ان وجود امريكا في العراق سيمكنها الزحف غير المرئي الى داخل دول المنطقة لابتزازها تحت ذريعة انطلاق الارهاب منها او ذريعة انعدام الديمقراطية فيها، بما قد يستتبع ذلك امكانية تغيير الانظمة السياسية لاقامة شرق اوسط جديد على الطريقة الامريكية، هشا ومفتتا لصالح هذه الدولة وصالح اسرائيل. وفي كل الاحوال سيكون وطننا وشعبنا محط سخط المنطقة والعالم، وما يترتب على هذا السخط من تبعات وآثار كلما حدث طارىء سيء أو طارىء سلبي ،سببه الوجود الامريكي على ارضنا. ان الحكومة الحالية ستقول لنا على رسلكم لاتتعجلوا في الحكم فان الفقرة الثانية من المادة الرابعة تنص على ان تتم ملاحقة الارهاب بالتنسيق مع السلطات العراقية، فلماذا الخوف، ومع اننا لانثق في هذه الحكومة اطلاقا، ويقيننا انها لاتملك اي قدرة على ايقاف الشهوة الامريكية دون اي اعتداء تعزم عليه، ومع ذلك نقول لهذه الحكومة: لكن الفقرة الخامسة من المادة نفسها أفرغت المادة التي ذكرتموها من محتواها فقد نصت على ان الطرفين (اي الامريكي والعراقي ) يحتفظان بالحق الشرعي في الدفاع عن النفس، ومن منطلق هذا النص ياساسة الحكومة الحالية تستطيع امريكا ان تفعل ماتشاء قتلا واعتقالا تحت ذريعة ان ماقامت به كان دفاعا عن النفس، ولن يكون بمقدوركم ان تفعلوا شيئا، تماما كما حصل في الاعتداء الاثم على سوريا في البو كمال، فقد اقدمت قوات الاحتلال على هذا الفعل الشنيع من دون علمكم، فضلا عن ان تأخذ منكم اذنا، واذا علمنا ان امريكا حين طلبتم التفاوض معها بشأن الاتفاقية أعلنت امامكم أكثر من مرة ان نص الدفاع عن النفس غير قابل للمفاوضة او التعديل بدا لكم ولكل من يملك شيئا من البصيرة ان ما تضمره ادارة الاحتلال من وراء ذلك جد خطير، وأنها تتأبط شرا. فلمصلحة من تبرمون هذه الاتفاقية. لقد تضمت الاتفاقية فيما تضمنته من بلايا عدم قدرتكم على تفتيش مايدخل من خارج العراق الى منشآت قوات الاحلال ومعسكراته داخل العراق وهنا نسأل الحكومة الحالية مرة أخرى من الذي سيمنع قوات الاحتلال من ادخال ماتشاء الى العراق بوسائلها المختلفة المحملة بكل مالايسمح بتفتيشه، ولايعرف العراقيون ماذا تحمل هذه الوسائل على ظهورها ،من الطامات والفواجع للشعب العراقي كالنفايات النووية وغيرها. فأين السيادة العراقية التي تزعمون ان الاتفاقية ستحافظ عليها وهنا ياأبناء شعبنا ننبهكم على امر مهم وهو ان ادارة الاحتلال انما تستعجل ابرام الاتفاقية الامنية، مع ان الاطار العام للاتفاقية يشمل جوانب اخرى اقتصادية وثقافية وغيرها ،فذاك من اجل ان تضمن المشروعية لاقامة قواعد عسكرية لتستقرفيها قواتها المحتلة، ومثلهم قوات شركات الحماية والعنصر المدني، وبضمان هذا الامر سيسهل على امريكا فرض الاتفاقيات التي تشتهيها في المجال السياسي والمجال الاقتصادي لان الهيمنة العسكرية لها في العراق ستفتح أبواب ثرواته وثقافاته على مصراعيها امام شركات الكبرى من اجل النهب المنظم لخيرات العراق ، وفي مقدمة ذلك النفط. يأبناء شعبنا الكرام علينا ان نعمل على حفظ كياننا، ومستقبلنا، بكل الوسائل المتاحة . لقد نبهنا اعضاء البرلمان في وقت سابق من خطورة التورط في مشاركة الحكومة غيها وخيانتها في تمرير الاتفاقية، فان استجاب البرلمان لدعوتنا فانما يكون قد برأ نفسه من العار والشنار، وان أمضاها ـ وهذا لانتمناه ـ فانما يجني على نفسه، ويؤكد للعالم انه لايمثل الشعب بحال. لكننا نذكرالبرلمان الحالي وأعضاء البرلمان ممن ينفعه الاتعاظ بالتاريخ بأن المقاومة الفرنسية للاحتلال النازي التي لازال الكثير يتغنى ببطولاتها جعلت من حكومة فيشي التي عقدت اتفاقية مع الالمان المحتلين لوقف التدمير في فرنسا حكومة خائنة، وان رئيس هذه الحكومة الجنرال بيتان الذي توج بطلا لفرنسا في الحرب العالمية الاولى حكم عليه بالاعدام لانه رضي بالتوقيع مع المحتل على اتفاقية مماثلة، وعد ذلك منه خيانة. اننا نذكر اعضاء البرلمان بهذ الحقائق التي ربما تكون قد غابت عن بالهم في ظل المناقشات التي يخوضونها لحسم القرار بشأن الاتفاقية، وقديما قال صاحب المثل: وقد أعذر من أنذر يأبناء شعبنا الكرام في كل الاحوال، وأيا كانت التطورات لاينبغي ان يعترينا شعورباليأس، او ينال منا شيء من الاحباط. ولنتذكر ان لدينا مقاومة عراقية باسلة ممتدة من الشمال الى الجنوب، هي مدعاة للفخر والاعتزاز، ونعول عليها بعد الله في الملمات، وحسم الامور. هذه المقاومة التي هزت أركان الدولة العظمى، وأربكت وضعها في العالم، و كانت بشهادة خبراء دوليين احد الاسباب الاساسية للانهيارات المالية في امريكا .. إننا نوجه باسمكم خطابنا لها ونقول : ياأبناء العراق الغيارى ان موعد قطف الثمار لجهادكم قد حان، وهاهي امريكا تترنح امام خسائرها في الارواح والاموال في العراق، فاذا ما أقدمت على تمرير الاتفاقية ظلما وعدوانا، فليس لنا بعد الله سوى نخوتكم وشهامتكم، وجهادكم، لاخراجها من ارضنا مذمومة مدحورة، ومعها حلفاؤها وعملاؤها واتفاقياتها. وأنتم ياأبناء شعبنا كونوا لهذه المقاومة حاضنة، تكن لكم درعا، وامنحوها المزيد من التأييد والحنان تمنحكم المزيد من الارواح والدماء. انها منكم وانها لكم.. ولن يخيب الله قوما يقدمون ارواحهم رخيصة في سبيل الدين والوطن. الامانة العامة 24 ذو القعدة 1429هـ 22 / 11 / 2008م

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.