ارتفاع مخزون سد عبد الكريم الخطابي بإقليم الحسيمة بعد التساقطات المطرية الأخيرة    المعارضة بمجلس المستشارين تنسحب من الجلسة العامة وتطلب من رئيسه إحالة مشروع قانون إعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة على المحكمة الدستورية    مسؤولية الجزائر لا غبار عليها في قضية طرد 45 ألف أسرة مغربية    نشرة إنذارية.. زخات رعدية قوية وتساقطات ثلجية وطقس بارد من الأربعاء إلى السبت بعدد من مناطق المملكة    أمطار وثلوج تنعش منطقة الريف وتبعث آمال موسم فلاحي واعد بعد سنوات من الجفاف    السلطة القضائية تنضم إلى PNDAI    "كان المغرب".. المنتخب الجزائري يتغلب على السودان (3-0) في أولى مبارياته في دور المجموعات    وهبي: الحكومة امتثلت لملاحظات القضاء الدستوري في "المسطرة المدنية"    مخطط التخفيف من آثار موجة البرد يستهدف حوالي 833 ألف نسمة    كأس إفريقيا للأمم 2025.. الملاعب المغربية تتغلب على تقلبات أحوال الطقس    مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال ال 24 ساعة الماضية    توقيف شخص بحوزته أقراص مهلوسة وكوكايين بنقطة المراقبة المرورية بطنجة    "ريدوان": أحمل المغرب في قلبي أينما حللت وارتحلت    كأس إفريقيا للأمم 2025 .. منتخب بوركينا فاسو يحقق فوزا مثيرا على غينيا الاستوائية    قضية البرلماني بولعيش بين الحكم القضائي وتسريب المعطيات الشخصية .. أسئلة مشروعة حول الخلفيات وحدود النشر    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الأحمر    توفيق الحماني: بين الفن والفلسفة... تحقيق في تجربة مؤثرة    المخرج عبد الكريم الدرقاوي يفجر قنبلة بمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي ويكشف عن «مفارقة مؤلمة في السينما المغربية»        وفاة رئيس أركان وعدد من قادة الجيش الليبي في حادث سقوط طائرة في تركيا    شخص يزهق روح زوجته خنقا بطنجة‬    نص: عصافير محتجزة    وزير الصحة يترأس الدورة الثانية للمجلس الإداري للوكالة المغربية للدم ومشتقاته    رباط النغم بين موسكو والرباط.. أكثر من 5 قارات تعزف على وتر واحد ختام يليق بمدينة تتنفس فنا    أطروحة دكتوراة عن أدب سناء الشعلان في جامعة الأزهر المصريّة    الكشف عن مشاريع الأفلام المستفيدة من الدعم    بنسعيد: الحكومة لا تخدم أي أجندة بطرح الصيغة الحالية لقانون مجلس الصحافة    روسيا تعتزم إنشاء محطة طاقة نووية على القمر خلال عقد    المغرب في المرتبة الثامنة إفريقيا ضمن فئة "الازدهار المنخفض"    رهبة الكون تسحق غرور البشر    الاقتصاد المغربي في 2025 عنوان مرونة هيكلية وطموحات نحو نمو مستدام    الحكومة تصادق على مرسوم إعانة الأطفال اليتامى والمهملين    الأمطار لم توقّف الكرة .. مدرب تونس يُثني على ملاعب المغرب    بول بوت: العناصر الأوغندية افتقدت للروح القتالية    انفجار دموي يهز العاصمة الروسية    زلزال بقوة 6.1 درجات يضرب تايوان    كأس إفريقيا بالمغرب .. مباريات الأربعاء    فرنسا تندد بحظر واشنطن منح تأشيرة دخول لمفوض أوروبي سابق على خلفية قانون الخدمات الرقمية    عجز ميزانية المغرب يقترب من 72 مليار درهم نهاية نونبر 2025    فدرالية الجمعيات الأمازيغية تهاجم "الدستور المركزي" وتطالب بفصل السلط والمساواة اللغوية    مواجهات قوية للمجموعتين الخامسة والسادسة في كأس إفريقيا    انتصارات افتتاحية تعزز طموحات نيجيريا والسنغال وتونس في كأس إفريقيا    الأمطار تغرق حي سعيد حجي بسلا وتربك الساكنة    الذهب يسجل مستوى قياسيا جديدا متجاوزا 4500 دولار للأونصة    "الهيلولة".. موسم حجّ يهود العالم إلى ضريح "دافيد بن باروخ" في ضواحي تارودانت    طقس ممطر في توقعات اليوم الأربعاء بالمغرب    بكين وموسكو تتهمان واشنطن بممارسة سلوك رعاة البقر ضد فنزويلا    عاصفة قوية تضرب كاليفورنيا وتتسبب في إجلاء المئات    كأس أمم إفريقيا 2025.. بنك المغرب يصدر قطعة نقدية تذكارية فضية من فئة 250 درهما ويطرح للتداول ورقة بنكية تذكارية من فئة 100 درهم    بلاغ بحمّى الكلام    فجيج في عيون وثائقها        الولايات المتحدة توافق على أول نسخة أقراص من علاج رائج لإنقاص الوزن    دراسة: ضوء النهار الطبيعي يساعد في ضبط مستويات الغلوكوز في الدم لدى مرضى السكري    دراسة صينية: تناول الجبن والقشدة يقلل من خطر الإصابة بالخرف    خطر صحي في البيوت.. أجهزة في مطبخك تهاجم رئتيك    مشروبات الطاقة تحت المجهر الطبي: تحذير من مضاعفات دماغية خطيرة    من هم "الحشاشون" وما صحة الروايات التاريخية عنهم؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



روبورطاج هكذا تخلد نساء المغرب العميق ثامن مارس
نشر في أزيلال أون لاين يوم 09 - 03 - 2013

الحمل والولادة في ازيلال مجازفة ثمنها الحياة ......حلم الأمومة بالإقليم يتحول إلى كابوس بدل أن يسلك المولود طريقه نحو المهد يتحول إلى جثة نحو اللحد .....إقليم ازيلال الذي يعرف كثافة سكانية تفوق505.000نسمة حسب أخر الإحصائيات، بتعدد جماعاته ودوائره وشاسعة رقعته الجغرافية لم يستطيع كفاية احتياجات الساكنة من الخدمات الطبية ،وخاصة النساء الحوامل
" معاناة النساء في المناطق النائية أو لنقل في المغرب العميق تنقلت من السمعة المتفائلة التي تمنحها الإحصائيات في مجال الصحة الإنجابية التي تتغنى بتقدم بلادنا في مجال تقليص وفيات الأمهات أثناء الولادة ...في المغرب العميق الحمل رعب والولادة إشراف على الموت ...لتتحول أمنية كل امرأة بالأمومة كابوسا ,ما أن تشعر بتكون النطفة الأولى في رحمها ...رحلة من المعاناة تستمر تسعة أشهر من أول مراجعة مستحيلة لمتابعة الحمل في مستوصفات موجودة مسمياتها فقط في خانات وزارة الصحة...لا ممرض ولا قابلة ولا طبيب ،وتصير كل امرأة تقدم على المجازفة بالحمل كأنها تقايض على حياتها برغبة مجهضة بأمومة متعثرة او مستحيلة ....
إقليم ازيلال والمناطق الجبلية المتاخمة له ،وكل الجماعات تحكي بلسان مسؤوليها في المجتمع المدني وحقوق الإنسان والمتضررين ،حكايات تقول أن الأقدام على الحمل هو مخاطرة غير محسوبة العواقب تحول حلم الأمومة كابوسا ولحظة المخاض والولادة مجازفة ثمنها الحياة. "
قطاع الصحة بإقليم ازيلال "قليل الصحة " يعاني أزمة قلبية تهدد بتوقف نبضات قلبه في حالة استمرار الحالة على ماهي عليه .قطاع يعيش على صفيح ساخن بسبب مشاكل عدة خلقها من جهة الطابع الجغرافي الصعب للمنطقة وساكنته المتفرقة إلى جانب قلة وعدم استقرار الموارد البشرية وبنياته التحتية الصحية التي تحتاج إلى الإصلاح والتجهيز ،يستعصي على سكان إقليم ازيلال وخاصة الذين يعيشون في المناطق الجبلية النائية الاستفادة من خدمات المراكز الصحية الوحيدة الموجود هناك, لانعدام الأطر الكافية والتجهيزات الضرورية وقاعات التوليد أما باقي الدواوير فهي أسوأ حالا لبعدها ولانعدام أدنى شروط التطبيب من مراكز صحية وأطر وأدوية وسيارات الإسعاف بمواصفات طبية مما يجعل سكانها عرضة للمخاطر الصحية خاصة في صفوف الأطفال والنساء الحوامل حيث ترتفع نسب الوفيات بكثرة .وذلك لضعف التجهيزات والمعدات الاستشفائية والأسرة والأدوية وحتى الموجود منها لا يستغل إلا بشكل ضعيف وذلك لقلة الموارد البشرية في هذا القطاع الحيوي بالمنطقة. و بعض المراكز الصحية ودار الولادة قائمة الجدران مع وقف التنفيذ وطاقم صحي لا يتعدى ممرض لكل جماعة وأحيانا طبيب واحد للجماعتين أو ثلاثة معا أي بمعدل طبيب لكل 20000نسمة. كما أن إقليم ازيلال الذي يعرف كثافة سكانية تفوق505.000نسمة حسب أخر الإحصائيات، بتعدد جماعاته ودوائره وشاسعة رقعته الجغرافية لم يستطيع كفاية احتياجات الساكنة من الخدمات الطبية ،وخاصة النساء الحوامل و الصعوبات التي يجدها الطاقم الصحي المحلي على قلته لتلقيح الأطفال والتنقل حيث يتعين على ممرضي المنطقة استعمال الدراجة النارية وقطع أكثر من عشر كيلومترات لتغطية الدواوير المجاورة للجماعات النائية كايت عباس وايت ماجظن وزاوية احنصال وايت بوولي ...........
لا تستفيد من الخدمات الصحية إلا بتنقل هؤلاء الممرضين في ظروف مناخية قاسية .وإلى المستشفى الإقليمي بازيلال الذي بدوره يعاني الأمرين من الالتزام بمواعد المرضى أما الحالات الحرجة والصعبة وخاصة للنساء الحوامل يتم نقلهم إلى المستشفى الجهوي ببني ملال في ظروف صعبة ،أما إذا كانت من إحدى الجماعات السالفة الذكر حيث تتحمل رحلة من المعاناة إذ تحمل على متن دابة وغالبا ما توضع في النعش المخصص لنقل أموات القبيلة حتى تقطع المسافة الفاصلة بين الدوار والمركز الذي تنتمي إليه وتنتظر إلى أن تصل إليها سيارة الإسعاف أو سيارة النقل المزدوج أو "هوندا" أو شاحنة، بعبارة أخرى أي وسيلة لانقاد هذه السيدة من الموت المحقق ، وعندما تصل إلى المستشفى الإقليمي بازيلال تقوم إدارة المستشفى بإرسالها إلى المستشفى الجهوي ببني ملال ويتعين عليها قطع ضعف المسافة كون المستشفى لايتوفر على طاقم التوليد الكافي ، وحسب عدد كبير من الفاعلين الجمعويين والإعلاميين والحقوقيين أن المستشفى الإقليمي بازيلال أصبح عبارة عن "محطة طرقية إلي مدينة بني ملال أو الدار البيضاء لغياب الأطر الكافية" ونفس الفاعلين أكدوا "للبوابة" أن العديد من النساء الحوامل لفظوا أنفسهن الأخيرة في المنازل أو في وسط الطريق لبعد الدواوير وغياب طرق معبدة ومراكز صحية مجهزة وكذا مصاريف التنقل إلى ازيلال و ببني ملال بحيث يتم كراء فندق والتنقل إلى المستشفى للمعاينة وشراء الأدوية والتغذية مما يتقل كاهل الأسر الفقيرة بحيث أن غالب هذه الأسر تتخذ قرب المستشفى مكانا للإيواء والتشرد وطلب المحسنين لتغطية هذه النفقات ، أما الحالات المستعصية بالمناطق الجبلية كزاوية احنصال ومع انقطاع اتصال هذه القرى عن العالم الخارجي فان الثقل كله يلقى على كاهل "المقدم" أو الشيخ بحيث يقطع مسافة إلى أعلى جبل حيث توجد تغطية شبكة الهاتف المحمول ويرسل إشعار "استنجاد" طالبا التعجيل بإرسال مروحية لنقل المرأة الحامل قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة خصوصا أن أي وفاة تؤدي إلى احتقان الأوضاع في هذه الدواوير بحيث يقوم أعوان السلطة بإشعار السلطة المحلية وغالبا مايكون الرد بإرسال مساعدات طبية وطائرة ونقل الحامل إلى مدينة مراكش أو الدار البيضاء .
العديد ممن التقت بهم"البوابة"يشتكون من المستشفى الإقليمي بازيلال وخاصة إرسال النساء الحوامل لمدينة بني ملال وما يترتب عنه من ميزانية ضخمة وقطع مئات الكيلومترات لكون الإقليم جبلي وذات تتضاريس صعبة ومستوى الفقر متصاعد لغياب موارد قارة وأنشطة دائمة بحيث أن جل الأسر متقاعدين عسكريين أو تعتمد على الرعي والفلاحة المعيشية ، وجدير بالذكر أن سكان المنطقة يلجون بوسائلهم الخاصة إلى الأساليب التقليدية في التطبيب والعلاج كالكي والبخور و التداوي بالأعشاب والشعوذة قد يوهمون المرضى بقدرتهم على تحسين أوضاعهم الصحية.والتخفيف من أوجاعهم وآلامهم إلى حين، وأغلبية النساء الحوامل مواليدهن تحت إشراف نساء حولتهن الظروف إلى "قابلات" ومنهن من صرن ذوات خبرة كبيرة في ميدان الإشراف على توليد النساء الحوامل غير أن هؤلاء النسوة كثيرا مايرمين المنشفة ويرفعن أيديهن عن حالات نساء عسيرات الولادة حينها تتحول الأجواء في هذه القرى النائية إلى مايشبه "حالة الاستغاثة" إلا انه رغم هذه المشاكل نثمن استفادت مجموعة من الجماعات القروية في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من عملية توزيع سيارة الإسعاف وكذا توصل مصالح العمالة بهبة من جهة الدار البيضاء الكبرى ب10 سيارة إسعاف سيتم توزيعها على بعض الجماعة القروية بإقليم ازيلال .
عائشة من فرحة الولادة إلى المعاناة والمأساة وطلب عائلتها المساعدة من طرف المحسنين
كانت عائشة تطير فرحا وهي تنتظر مولودها الأول، الذي سيكون ثمرة زواجها الذي لم يتجاوز السنة ،بدأت استعدادات الولادة بعد دخولها شهرها التاسع ، وبدأت تهيئ الظروف المؤاتية لتمر عملية الولادة في أحسن الظروف ، لكنها لم تضع في حسبانها مايمكن أن تتعرض له أثناء الولادة ة جاء وقت المخاض وبدا الطفل يحاول الخروج إلى العالم ، فتنقلت عائشة ذات الخامسة والعشرين ربيعا رفقة زوجها ووالدها على متن سيارة من نوع "الهوندا"من جماعة أكودي نلخير وبالضبط دوار تعبديت إلى المستشفى الإقليمي بازيلال ، وهناك حدث ما لم يكن في الحسبان ففي الوقت الذي كانت فيه عائشة تشرح للمولدة معاناتها من الم المخاض قبلت بالرفض لأنها يجب نقلها على وجه السرعة إلى المستشفى الجهوي ببني ملال من اجل الولادة هناك لان المستشفى الإقليمي لايتوفر على طبيبة، وفي هذه اللحظة تغيرت معالم عائشة رفقة أسرتها والتفكير في نقلها وقطع مسافة 90 كلم وتحمل المصاريف والمبيت جوار المستشفى الجهوي وطلب المحسنين من اجل شراء الأكل والأدوية، بسبب هذه المعاناة نسيت عائشة مولودها ولم تعد تعيره انتباها مع المرض وتنقلها بين ازيلال وبني ملال وقلة اليد والحاجة ، عائشة بعد الولادة لزمت الفراش ولم تعد قادرة على العناية بزوجها وطفلها الذي تركته لوالدتها وهي طريحة الفراش، هذه المعاناة والمأساة نموذج لعائشة من بين ألف نسخ من هذا القبيل يعانين في صمت فهل من منقذ من سلطات إقليمية وجهوية ومركزية .
في ظرف أسبوع واحد تم نقل 16 حامل من المستشفى الإقليمي بازيلال نحو بني ملال من اجل وضع حملهن في ظروف صعبة
خلال تصريحات متفرقة لعدد من الفاعلين ، التقت "البوابة" برئيس جمعية الأعالي للصحافة بازيلال محمد أوحمي الذي أشار أنه ما بين 31 يناير الماضي و 3 فبراير الجاري تم نقل 16 حامل من المستشفى الإقليمي لأزيلال إلى المستشفى الجهوي ببني ملال منهن نساء وضعن حملهن طبيعيا و منهن من أجريت لهن عمليات قيصرية و يرفض أزواج الحوامل هذا الإجراء لأنه يكلفهم غاليا و يتواجد بالمستشفى الإقليمي لأزيلال طبيبتان تعملان ليل نهار من أجل التغلب على الوضع إلا أن حالات الحوامل تدفع الممرضات في حالة ما لم تتواجد إحدى الطبيبات بالمكان إلى نقلهن إلى بني ملال خصوصا عندما يتعلق الأمر بالولادة الأولى أو سبق للحامل أن أنجبت بالجراحة أو...و نظرا لضعف الإمكانيات المادية للأسر بازيلال يتطلب من وزارة الصحة العمومية العمل على تعيين طبيبات الولادة حتى يتسنى التغلب على المشاكل و إيقاف نزيف التنقلات اليومية و مخاطرها بالطريق الرابطة بين أزيلال و بني ملال و سط المنعرجات يكلف في بعض الأحيان سائق سيارة الإسعاف ثلاث رحلات في اليوم و سبق أن وقعت حادثة سير بمدخل افورار لسيارة إسعاف و على متنها سيدتين في حالة مخاض .
وفي تصريح أخر لربوع عبد الرحمان الكاتب الإقليمي للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان أشار أن قطاع الصحة بازيلال وبدمنات يعرف خصاصا مهولا من الموارد البشرية مما يوثر سلبا على الخدمات المقدمة للمواطنين فمن المعلوم ان أكثر من 12 جماعة قروية وبلدية دمنات لاتتوفر على قاعة للتوليد وأطباء اخصائين ناهيك عن عدم التوفر على جهاز الكشف بالمركز الصحي بدمنات الأمر الذي يعرض النساء الحوامل للمعاناة مادية وصحية بحيث أن تصل المرأة الحامل من قمم الجبال على متن دواب أو نقل السري حتى تواجه مصيرا أخر لم يكن في الحسبان هو نقلها إلى مدينة مراكش أو قلعة السراغنة أو مدينة بني ملال في ظروف مزرية وصعبة للغاية مايتطلب مصاريف مادية كبيرة وعناية فائقة وما يحز في النفس أن السيد وزير الصحة العمومية يوزع العلاجات في القنوات التلفزية المغربية، وان الحلول الترقيعية التي تنهجها المندوبية الإقليمية للصحة بازيلال من قبل إيفاد طبيب أو ممرض مجاور إلى جماعة أخرى لتغطية الخصاص المهول الحاصل في هذه المناطق النائية ليس حلا ملائما وأما مايعمق الأزمة النقص الكبير في الأدوية وفي جودة الخدمات إذ غالبا مايتكبد المواطنون مشاق التنقل لكيلومترات عديدة دون الظفر بأي شيء .
أدير عنوش عضو هيئة تحرير الزميلة ازيلال 24 "للبوابة" : الوضع الصحي بالإقليم فهو كارثي خاصة مايتعلق بجانب النساء الحوامل أثناء الوضع ، وأشار في حديثه انه كان له حوارا مع وزير الصحة في إحدى لقاءات الحزبية بجماعة ايت أمحمد ، ووجه للوزير عدة أسئلة تتعلق بالوضع الصحي وقلة الأطر والوضع المزري للنساء الحوامل ، وطالبه بالتدخل العاجل لانقاد هذا القطاع من السكة القلبية قد تصيبه في أي وقت
تسجيل الطفل أو الطفلة في دفتر الحالة المدنية بمدينة بني ملال لتبدأ مرحلة أخرى من المعاناة والتنقل كل مرة لاستخراج نسخة من عقد الازدياد بمعنى أن نسخة واحدة من عقد الازدياد أو نسخة كاملة تتطلب حوالي 500 درهم.
كيلاني حميد فاعل جمعوي بجماعة ايت محمد يتحدث بألم "للبوابة" والدموع تنغمر من عينه عن ساكنة دواوير الجماعة تعاني من العزلة وهشاشة في الطرق لانعدامها وخاصة دوار سويت وتمدي غوت واتهرى وتنلفت كلها دواوير يصعب التنقل فيها وخاصة أثناء الوضع بالنسبة للنساء الحوامل التي تنقل على متن الدواب أو أكتاف الساكنة حتى تصل إلى طريق معبدة تم تنقل على متن سيارة إسعاف آو سيارة خاصة لتصل إلى المستشفى الإقليمي بازيلال تم تنقل للمرة الثانية للمستشفى الجهوي ببني ملال في ظروف يمكن أن نصفها بأنها مزرية ، لتبدأ مرحلة جديدة من العلاج والمبيت والعودة إلى هذه الدواوير المنعزلة وكذا تسجيل الطفل أو الطفلة في دفتر الحالة المدنية بمدينة بني ملال لتستمر المعاناة بالتنقل كل مرة لاستخراج نسخة من عقد الازدياد أو نسخة كاملة حيث تتطلب حوالي 500 درهم.
لمولوع عبد العزيز فاعل جمعوي وإعلامي تحدث "للبوابة" بحرقة انه لايعقل في زمن العولمة أن يحمل النساء الحوامل على متن سيارة الأجرة أو النعوش للمستشفيات الجهوية قصد الوضع وأعطى مثلا بأكبر جماعة على مستوى إقليم ازيلال بني عياط التي تبلغ الكثافة السكانية بها20.905 بدون مركزا للولادة مما يحتم عل السكان وخاصة النساء التوجه إلى مركز افورار أو بني ملال أو مراكش أثناء الوضع آو إجراء تحليلات الحمل وكذا تسجيل الولادات الجديدة.
"القابلة" مي عائشة دخلت عالم التوليد مند السن العشرين وهي الممرضة والطبيبة والمساعدة وألام الحنونة التي اختارت تقديم المساعدة مجانا لنساء الحوامل المتواجدة في مختلف المناطق الجبلية والقروية النائية بحيث تتحدى كل العوامل الطبيعية والمسالك الوعرة والصعبة .
ولدت عائشة ايت بوستى سنة 1941 بجماعة تاكلفت بجبال الأطلس وعاشت طفولتها مهمشة محرومة من الرعاية يتيمة الأبوين تزوجت صغيرة السن من زوج مهنته (مخزني) وتعلمت الكثير وجعلت من نفسها إنسانة متعلمة ومساعدة اجتماعية .
الأم عائشة التي أصبح اسمها مي عائشة دخلت ميدان التوليد مند السن العشرين إلى يومنا هذا تعلمت وتكونت ببعض المستشفيات وهي الممرضة والطبيبة والمساعدة وألام الحنونة التي اختارت توليد النساء الحوامل التي تتواجد في مختلف المناطق الجبلية والقروية النائية والتي تفصل بينها وبين مراكز الخدمات الطبية مسافات طويلة مي عائشة هي المساعدة والمسؤولة الوحيدة التي تحمل صورة العناية والاهتمام بالنساء وهي الشكل الوحيد من أشكال الرعاية الطبية بشكل تام مي عائشة التي لا تعرف الحرارة والثلوج والأمطار والطرق المقطوعة لمساعدة النساء مجانا بدون مقابل رغم عدم توفر المواصلات وحلم الأمومة يتحول بهده المناطق إلى كابوس بدل أن يسلك المولود طريقه نحو المهد يتحول إلى جثة في اللحد ونظرا لضعف الإمكانيات المادية للأسر بالمناطق الجبلية تعتبر مي عائشة السند الوحيد فهي تنتقل معهن إلى المستشفى الجهوي ببني ملال وخصوصا عندما يتعلق الأمر بالولادة الأولى أو سبق للحامل أن أنجبت بالجراحة .
فهل الجهات المسؤولة عاجزة لحد ألان عن التفكير في تزويد المستشفى الإقليمي بازيلال بالأطر الطبية وكذا المستوصفات الصحية بالقرى النائية الجبلية بدار الولادة والمولدات بدل الالتجاء إلى "القابلات" أو التنقل إلى المدن الكبرى كبني ملال ووضع حد لهذه الانتظارية ورحلة البحث عن اقرب مستشفى جهوي للعلاج من قبل الساكنة؟
أسئلة سيظل المواطنون يتجرعونها بحرقة يومية في انتظار تحرك المسؤولين، فهل من منقذ...؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.