تعتبر منطقة تاغية بجماعة زاوية أحنصال إقليمأزيلال، قبلة لعدد مهم من محبي الطبيعة الخلابة وسكون الحياة وهواة رياضة تسلق الجبال، حيث يتوافد عليها سنويا العديد من هواة هذه الرياضة الممتعة من داخل وخارج الوطن؛ لكون المنطقة محاطة بجبال شامخة وبأشكال مختلفة تحميها من كل جانب، فيمينا ينتصب جبل أكلموس، ويسارا جبل إيوازان، إلى جانبه جبل تويات وأوجظاظ وبجانبه تاوجظاط وجبل تيمغازين حيث توجد أعلى قمة بالمنطقة تتجاوز3200 متر عن سطح البحر، وأمام الدوار يوجد جبل به حجارة مثبتة طبيعيا على شكل هرم يسمى تاغروطت ويوجد بين وادين هما وادي تاست والموضع ، هذا الأخير دائم الجريان صيفا وشتاء. وتضم منطقة تاغية التي تعني بالأمازيغية المكان الضيق الذي يَعبُره الوديان وتغمره المياه، ممرا معلقا يُعتبر ثالث أخطر ممر جبلي في العالم بشهادة الزوار الأجانب من هواة ومحترفي رياضة التسلق، أطلق عليه الزوار الأجانب اسم الممر الأمازيغي Passage berbére. وأوضح محمد بنسعيد، فاعل جمعوي ومستشار جماعي من المنطقة، في تصريح للجريدة أن الممر الأمازيغي يعتبره الأجانب من هواة تسلق الجبال ثالث أخطر ممر جبلي في العالم، بعد ممر جبل هواشان في الصين وممر الملك الصغير بإسبانيا. وأضاف بنسعيد، أن هذا الممر المعلق يقع على علو 300 متر، ويبلغ طوله حوالي 80 مترا وعرضه حوالي متر، تم إنجازه من طرف جمعية تاغية للتنمية سنة 2006، حيث تم تثبيت عدد من الأوتاد الحديدة المتينة في الجبل ووضع قطع من الحجارة والخشب فوقها، وتم ترميمه من طرف سائحة أجنبية، حيث قامت بتقويته وأضافت إليه وسائل السلامة عبارة عن سلاسل وحبال حديدية على طول الممر تساعد عابريه على التمسك بها، لحمايتهم من كل مكروه قد يصيبهم أثناء جوازه. وأكد ذات المتحدث أن هذا الممر قد أسس في البداية من أجل تسهيل عملية مرور الرحل إلى المناطق والمراعي وراء الجبال في فصل الشتاء حيث تكسو الثلوج جميع الطرقات ويستحيل المرور منها، غير أنه تحول إلى مزار ومستقطب للسياح بسبب الإشعاع الذي حصل عليه من طرف المعجبين. وللوصول إلى هذا الممر المتواجد في أعالي الجبال المطلة على دوار تاغية، يلزمك تسلق هذه الجبال، عبر ممر محدد لمدة قد تصل إلى ساعتين من الزمن من مركز دوار تاغية، تحتاج فيها إلى دليل يدلك على المسار الصحيح حتى لا تتيه وسط هذه الجبال السامقة، رغم وجود علامات وأسهم تم وضعها من طرف السكان المحليين لتسهيل وصول الزوار إليه. وفي الطريق نحو الممر الأمازيغي تواجهك صعوبات، تحس بضيق في التنفس وأنت تتسلق هذه الجبال العظيمة ما بين صعود وانحدار، مما يدفعك حتما بين الفينة والأخرى إلى التوقف لأخذ قسط من الراحة والاستمتاع المناظر الطبيعية التي تأسر العقل لجبال تاغية والتأمل في عظمة الخالق سبحانه وتعالى، مما ينسيك في كل المتاعب والصعوبات. وأشار بنسعيد إلى توافد العديد من الزوار على هذا الممر خاصة في فصلي الربيع والصيف، ورغم خطورته فأن فإنه لم يسبق أن عرف أي حادثة، موضحا أن تاغية تعتبر من أول المناطق المصنفة في هذا مجال تسلق الجبال، وأن السياح الأجانب كان لهم الفضل أولا في تسويق المنطقة سياحيا. ونبه المتحدث ذاته إلى ما قد يشكله مرور أعداد كبيرة من السياح فوق هذا الممر دفعة واحدة والاستمتاع بأخذ الصور فوقه من خطر عليهم، لكون هذا الممر لن يتحمل كل هذا الوزن دفعة واحدة، داعيا جميع الزوار إلى أخذ الحيطة والحذر أثناء المرور من فوق الممر الأمازيغي. وطالب بنسعيد من الجهات المسؤولة التدخل من أجل إعادة بناء هذا الممر الذي أصبح محط إعجاب السياح المحليين والأجانب لكي يستجيب لمواصفات السلامة حماية لأرواح كل من يزور المنطقة. وتبقى منطقة تاغية من بين المواقع الجغرافية الجميلة في المغرب، ومن بين أفضل مواقع تسلق الجبال في العالم بشهادة الزوار، يزورها سنويا عدد هائل من السياح من داخل وخارج الوطن، ممن يبحثون على إيقاعات الحياة الأصيلة الهادئة؛ والمنازل الطينية البسيطة بعيدا عن صخب وضجيج المدينة، تتوفر على أماكن ومناطق للتخييم و7 مآوي سياحية مرخصة بخدمات في المستوى وبأثمنة معقولة ومحفزة.