أصدرت المديرية العامة للأمن الوطني العدد ال44 من مجلة الشرطة، يتضمن ملفا خاصا حول موضوع "شرطة الحدود"، وافتتاحية تحت عنوان "شرطة الحدود.. بين التحديات الأمنية والرهانات الاقتصادية". واستهل الكاتب الافتتاحية المذكورة بالإشارة إلى أن نزوح العالم بوتيرة تصاعدية وخطى سريعة نحو العولمة والشمولية كنظام عالمي سائد، أفضى بالضرورة وبالنتيجة إلى تلطيف السمة الجامدة للحدود الوطنية للدول، وتلاشي المسافات المادية بين الأشخاص والكيانات الاقتصادية والمنظمات التجارية، خصوصا في ظل التدفق الهائل للسلع والبضائع والخدمات، وكذا الحركة الدؤوبة للأشخاص عبر الحدود. وأوضح الكاتب، أن هذا المنحنى السريع، أفضى إلى بروز العديد من التحديات والتهديدات الأمنية العابرة للحدود الوطنية، التي تقوض الأمن والاستقرار العالمي، خصوصا جرائم الإرهاب وتهريب المقاتلين المتطرفين عبر حدود الدول، والاتجار غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية، والهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، وغيرها. وفي هذا الصدد، أكد كاتب الافتتاحية، أن المصالح الأمنية المغربية، ممثلة في شرطة الحدود، اعتمدت من أجل ضمان الأمن والانسيابية في المعابر الحدودية الوطنية، والتوفيق بين تحديات صون الأمن القومي للمغرب، سياسات أمنية متكاملة تستجيب للطلب المتزايد على المعابر الحدودية المغربية، وذلك من خلال استراتيجية متعددة المحاور، تتمثل أساسا في عصرنة وتحديث مراكز شرطة الحدود وفق المعايير والشروط المعتمدة على الصعيد الدولي، وخلق دينامية تفاعلية وتشاركية في المراكز الحدودية، واعتماد التكنولوجيات الحديثة في إدارة ومراقبة عمليات العبور من وإلى التراب الوطني، وأخيرا تفعيل آليات التعاون الدولي في مجال أمن المسافرين وحركية البضائع. وأورد الكاتب، أن المعابر الحدودية المغربية تنهض بمهمة إنسانية تصدح بالمواطنة الحقة، مبرزا أن عملية "مرحبا" التي تربط مغاربة الخارج بأوصال الوطن الأم، والتي دأب المغرب على تنظيمها كل سنة، هي أكبر عملية عبور للمسافرين بين القارات في العالم، لكنها أيضا مبادرة وطنية بأبعاد إنسانية واجتماعية مهمة تتقاطع مع أمن المنافذ الحدودية. ولأهمية هذه العملية، التي تحظى بعناية الملك محمد السادس، خلص الكاتب ذاته، إلى أن كل المؤسسات العمومية والمصالح والسلطات العاملة في مختلف المعابر الحدودية، بما فيها مصالح الأمن الوطني، تحرص على اعتماد مخططات عمل لتسهيل عبور مغاربة العالم في أحسن الظروف، وتسخير كل الإمكانيات المادية والموارد البشرية اللازمة لتكون الخدمات التي تقدمها عملية "مرحبا" منسجمة مع المدلول اللغوي والاصطالحي لهذه الكلمة. وفي ملفها الخاص، تناولت مجلة الشرطة في عددها ال44، التجربة المغربية في تأمين المنافذ الحدودية، حيث أشارت فيه إلى مجموعة من العناوين الفرعية لها صلة بالموضوع، بينها "المملكة المغربية.. شبكة متكاملة من المعابر الحدودية الاستراتيجية"، و"أمن المنافذ الحدودية.. فضاء خصب للتعاون الأمني الدولي"، كما سلطت إلى جانب ذلك الضوء على "شرطة مطار محمد الخامس الدولي.. البوابة الأمنية للمغرب"، إذ أجرت المجلة ضمنه حوار مع عميد الشرطة الممتاز المحفوظ شمس النهار، رئيس منطقة أمن مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء. وأما ضمن الشق الداخلي، تطرق عدد شهر يوليوز من مجلة الشرطة، إلى موضوع بعنوان "الأمن الوطني شريك أساسي في الأمن العالمي"، إذ سلط الضوء على توقيع المدير العام للأمن الوطني عبد اللطيف حموشي لخطاب النوايا مع مفوض شرطة الأراضي المنخفضة (هولندا)، والذي حدد مجالات وأشكال التعاون الثنائي في مجالات مختلفة ذات الاهتمام المشترك. كما تطرقت المجلة في هذا الإطار، إلى استقبال حموشي لمدير بالرباط للمدير العام للشرطة الاتحادية بدولة ألمانيا، وإلى زيارة عمل التي قام بها حموشي إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية واللقاء الذي جمعه مع مسؤولين عن الاستخبارات الأمريكية، وإلى تتويج الأمن المغربي بجائزة التفوق الإفريقي في مجال الإدارة الإلكترونية.