في الوقت الذي بدأت تطفو فيه على السطح صراعات بين مكونات حزب الأصالة والمعاصرة كل منها يدافع عن وجوده ويلقي باللوم على الطرف الآخر، بعدما وقع الأمين العام للحزب إلياس العماري، على قرار استقالته، خرج المكتب السياسي للحزب مهاجما عبد اللطيف وهبي، القيادي في صفوفه، دون أن يسميه بالاسم، والذي قال في تصريح صحفي “طلبت من إلياس العماري الاستقالة منذ شهر تقريبا وفي 9 أكتوبر طلبت استقالته في حوار مع جريدة وطنية، وقلت إنه فشل وأن المشروع يسير في اتجاه الأزمة”، معتبرا أن: “الحزب يمكنه إعادة النظر في نفسه وفي هياكله وفي خطابه، ولكن يجب أن تكون استقالته بالجمع وليس بالمفرد”، وبرر ذلك بالقول إن “إلياس ليس شخصا داخل الحزب هو توجه داخل الأصالة والمعاصرة، وهذا التيار يجب أن يقدم استقالته”. المكتب السياسي لحزب الاصالة والمعاصرة، اتهم عبد اللطيف وهبي، على متن بلاغ صادر عقب اجتماع عقده يوم الجمعة 15 شتنبر 2017، برئاسة الأمين العام بالإنابة الحبيب بلكوش، توصل موقع “برلمان.كوم”، بنسخة منه، “بزرع الشك بين المناضلات والمناضلين خدمة لأجندات وأهداف يعلمها الجميع”، في إشارة واضحة للعلاقات التي تجمعه بالامين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الاله ابن كيران وكبار قياديي “المصباح”. وعبر الحزب عن استنكاره لما اعتبرها “الحملة اللأخلاقية والتصريحات المجانية التي تستهدف مناضلات ومناضلي الحزب بالإشاعة ونشر أخبار لا أساس لها من الصحة”، متوعدا عبد اللطيف وهبي ومن معه من قياديي “البام”، ب”اتخاذ الإجراء المناسب حفاظا وحماية لصورة الحزب ومشروعه الديمقراطي الحداثي”. وفي ما يتعلق بالحصيلة الحكومية لأربعة أشهر الأولى، عبر حزب الأصالة والمعاصرة عن رفضه واستياءه من ترويج الحكومة الحالية كما سابقتها للنوايا والمتمنيات، في الوقت التي تقوم السياسة المنتهجة من طرفها على إضعاف التوازنات الاقتصادية والمالية للمغرب وتعميق الفوارق الاجتماعية والإجهاز على كل المكتسبات. ودعا كل برلمانياته وبرلمانيه ومنتخبيه ومناضلاته ومناضليه والمتعاطفات والمتعاطفين إلى ممارسة المعارضة البناءة والفعالة، ومراقبة العمل الحكومي والسياسات العمومية كل في نطاق صلاحياته، وأن يكون الدخول السياسي والبرلماني الحالي محطة لتقديم النموذج ولتجديد تأكيد القوة السياسية للحزب، وتلاحم والتفاف كل مكوناته المتشبعة بالتغيير الآن وبروح المواطنة خدمة للوطن في البدء والمنتهى.