مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية 2021 طفت إلى السطح مجموعة من التساؤلات والفرضيات حول إمكانية تأجيل الاستحقاقات التشريعية بسبب تداعيات أزمة كورونا، وسط صمت الأحزاب السياسية التي لم تعبر في مجملها عن قرارها بشكل رسمي في شأن إجراء هذه المحطة الديموقراطية في موعدها أو تأجيلها. وتتزامن المحطة الانتخابية المقبلة، مع ظرفية استثنائية تمر بها المملكة، تتعلق بتداعيات جائحة كورونا التي أثرت بشكل كبير على عدد من القطاعات الاقتصادية، وأضرت بعدد كبير من ممارسي المهن الحرة وخاصة القطاع السياحي الذي تضرر بشكل كبير. وكان وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت قد أكد في يوليوز الماضي، عدم وجود أي نية لتأجيل الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، خلال اجتماعه مع الأمناء العامين ورؤساء الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان، من أجل مناقشة التحضير للانتخابات المقبلة، قبل أن تشرع الوزارة في تلقي مذكرات الأحزاب بخصوص تلك الاستحقاقات. وأمام هذه المعطيات خرج حزب العدالة والتنمية الذي كان سباقا إلى التأكيد على أن جائحة "كورونا" لن تكون سببا في تأجيل الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2021، خلال العام المقبل، وهو ما يؤكد أن هذا التنظيم الحزبي يراهن على الظرفية الحالية التي يمر منها المغرب من أجل الحصول على أصوات انتخابية، وهو يعلم مسبقا أن مسألة تأجيل الانتخابات لن تكون في صالحه. وفي هذا الصدد، قال رشيد لزرق أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري في تصريح ل"برلمان.كوم"، إن إعلان وزارة الداخلية إجراء الانتخابات التشريعية في أوانها هو ترجمة للخيار الديموقراطي على اعتبار الانتخابات هي من أسس المسألة الديموقراطية. وأضاف لزرق، أنه في حال ظلت الأمور على حالها إذ لم يكن الحجر الشامل، حينها يمكن اللجوء إلى مجموعة من الفصول الاستثنائية، والتي تمكن رئيس الدولة بالتدخل من بينها الفصل 59 من الدستور، على اعتبار إعلان حالة الاستثناء، التي تعطل بعض الفصول الدستورية خاصة الفصل 47، حينها يمكن تعيين حكومة خبراء. وبخصوص استراتيجية حزب العدالة والتنمية للتحضير للإنتخابات التشريعية، أكد لزرق أن العدالة والتنمية يعتمد على عنصرين هامين؛ أولهما استغلال كون المغرب ينهج الديموقراطية التوافقية من خلال تبني نظام الاقتراع النسبي الذي لا يمكن من حكم الحزب الواحد؛ على اعتبار أن النظام السياسي الذي يعتمد على التعددية ونظام الحزب الواحد يعتبر خطرا على المغرب. وبخصوص تكتيكات ونهج حزب العدالة والتنمية في التحضير للانتخابات، أوضح لزرق أن البيجيدي يستعمل المهادنة عندما تكون الظروف الإقليمية والدولية غير مساعدة، ثم يعود للمزايدة عندما تصبح الظروف الإقليمية والدولية مناسبة. وعلى المستوى الداخلي أكد لزرق أن العدالة والتنمية يحاول الهروب من تحمل أتعاب المسؤولية السياسية، لكونها تتخوف من خسارة الإنتخابات، لهذا فهم في الحزب يحاولون إظهار العثماني بمنطق الرجل الضعيف، وأنه ليس هو رئيس الحكومة الفعلي، هذا بالإضافة إلى اعتماد "البيجيدي" على المناورة السياسية بين الشركاء والحلفاء السياسيين للحزب. يذكر أن عددا من التقارير السابقة أشارت إلى وجود إمكانية لتأجيل الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2021، وذلك نتيجة استمرار تفشي الوباء الذي يهدد الحضور إلى مراكز الاقتراع والتأثير على نسبة المشاركة، إلى جانب التكلفة المالية الكبيرة لهذه السنة الانتخابية التي تأتي في سياق اقتصادي مقلق.