توفر مصلحة الجراحة التقويمية والتجميلية وعلاج الحروق التابعة للمستشفى العسكري الميداني المغربي ببيروت، الذي أقامه المغرب وشرع في تقديم خدماته منذ 10 غشت الماضي، في العلاجات الطبية العاجلة لجميع الفئات العمرية وعلاج الذين تعرضوا للحروق بمختلف الدرجات. وقد كشفت فاجعة الانفجار المدمر، الذي هز ميناء بيروت في الرابع من غشت الماضي، مدى الحاجة الملحة لخدمات هذه المصلحة المتخصصة وبالتالي تلبية الطلبات اليومية المتزايدة للمصابين بالحروق الذين يتوافدون بأعداد كبيرة وكلهم أمل في الشفاء وتجاوز معاناتهم جراء الحادث المؤلم. ويبرز الدور الهام الذي تضطلع به المصلحة من خلال استقبالها ما بين 20 و30 مريضا في اليوم، إلى جانب إجراء ما يقارب ثمانية عمليات جراحية دقيقة أسبوعيا تتعلق بالحروق والعمليات التقويمية، و12 عملية مستعجلة خاصة بالجروح الناتجة عن الحوادث اليومية. وفي هذا الإطار، قال البرفسور الأخصائي في الجراحة التقويمية والتجميلية أمين خالص، في تصريح صحفي، إن المصلحة تستقبل بشكل يومي عددا كبيرا من المرضى من مختلف الفئات العمرية والمجتمعية الذين يعانون من الحروق الناتجة عن فاجعة الانفجار. وأضاف خالص، الطبيب المتخصص في علاج الحروق، أن المصلحة تتوفر على طاقم طبي وتمريضي متكامل وكافة التجهيزات الضرورية لإسعاف وعلاج حالات وافدة تعرضت للحروق بمختلف درجاتها. وأكد الأخصائي المشرف على المصلحة، أنه تم القيام بالعديد من عمليات زرع الجلد التي تشكل عملية حساسة تستدعي خبرة كبيرة ودقة عالية، مشيرا إلى أن أغلب الحالات الوافدة على المصلحة، التي استدعت تدخلات جراحية، مرت في ظروف صحية ممتازة، مما جعل الاقبال على المصلحة في تزايد مستمر. من جانبه، أكد الطبيب الرئيسي للمستشفى العسكري الميداني الكولونيل ماجور شكار قاسم، في تصريح مماثل، أن مصلحة الجراحة التقويمية والتجميلية وعلاج الحروق تشهد إقبالا متزايدا بشكل يومي لشرائح مجتمعية والمرضى الذين يعانون في أغلب الحالات من الحروق والتعفنات الجلدية. وأضاف شكار أن مختلف الحالات قدمت لهم العلاجات الأساسية ومساعدتهم على الولوج إلى الخدمات الطبية وعلى تجاوز معاناتهم الناتجة أساسا عن انفجار مرفأ بيروت، مشددا أن غالبية الحالات الوافدة على المصلحة المذكورة تستفيد ، إلى جانب العلاجات الأساسية، من خدمات الأشعة والأدوية المجانية، والاستشارات والدعم والمواكبة النفسية. وتابع أن المستشفى العسكري الميداني المغربي يحرص على تقديم خدمات طبية بجودة ونوعية عالية للمرضى والراغبين في الاستفادة من خدماته في إطار الاحترام التام للتدابير الوقائية من وباء "كورونا"، مبرزا أن المستشفى يساهم إلى حد كبير في تخفيف الضغط على المستشفيات اللبنانية المتضررة من الحادث. وكان الطاقم الطبي للمستشفى العسكري الميداني المغربي ببيروت قد قدم ، منذ 10 غشت وإلى غاية 13 شتنبر الجاري، 28 ألف و647 خدمة طبية استهدفت 12 ألفا و333 شخصا تلقوا علاجات وفحوصات وخدمات طبية عديدة شملت مختلف التخصصات. كما سهر على إجراء 208 عملية جراحية في مختلف التخصصات، و839 خدمة خاصة بالتحاليل الطبية، وإجراء 1386 فحصا بالأشعة، منها 881 للفحص بالصدى، فضلا عن توزيع الأدوية مجانا لفائدة 9763 شخصا. وكان الملك محمد السادس، نصره الله، قد أصدر تعليماته السامية لإرسال مساعدة طبية وإنسانية عاجلة للجمهورية اللبنانية، على إثر الانفجار المفجع الذي وقع في ميناء بيروت، مخلفا العديد من الضحايا وخسائر مادية جسيمة. وأعطى الملك تعليماته السامية لإرسال وإقامة مستشفى عسكري ميداني ببيروت بهدف تقديم العلاجات الطبية العاجلة للسكان المصابين في هذا الحادث. وقضت بيروت، في الرابع من غشت الماضي ليلة دامية جراء انفجار ضخم في المرفأ، خلف 191 قتيلا وأزيد من ستة آلاف جريح، فضلا عن خسائر مادية هائلة تقدر بنحو 15 مليار دولار، وفقا لأرقام رسمية غير نهائية. المصدر:ومع