أنهى منتدى دافوس الاقتصادي العالمي أعماله يوم الأحد بدون إحراز أي تقدم ملموس بشأن القضايا العالمية، بما فيها المشكلات المتعلقة بالدين والاحتباس الحراري والأمن الغذائي وموجة الاحتجاجات التي تهز العالم العربي. فقد خيمت اجواء من العجز على الدورة الحادية والاربعين للمنتدى مع استمرار انقسام صناع القرار في العالم بشأن معالجة مشكلات الدين والاحتباس الحراري والامن الغذائي او موجة الاحتجاجات المتزايدة في الشرق الاوسط. وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون محذرا «ان موردنا الاكثر ندرة هو الوقت»، وخرج عن تحفظه ليطلق نداء تحذير بقوله «ان الوقت يداهمنا بشأن التغير المناخي والطاقة النظيفة».وقد انعقد المنتدى الاقتصادي العالمي الذي انهى اعماله يوم الاحد في المنتجع السويسري على خلفية الاحداث في مصر حيث يقمع التطلع الى الديمقراطية بقسوة. وعلى جبهة الازمات، لم تسجل ورشات العمل خلال مؤتمر دافوس لعام 2010 اي تقدم، فاعادة اعمار هايتي فشل والحرب لم تخف وطأتها في افغانستان والشرق الاوسط في طريق مسدود مع خطر تجدد الاضطرابات في لبنان فيما تستمر ايران في موقفها المتشدد لجهة برنامجها النووي. واضيفت نزاعات اخرى مثل الصراع على السلطة بين رئيسين في ساحل العاج حيث «هناك كثير من الرهانات» بالنسبة لافريقيا على حد قول بان كي مون. اما الدولتان الناشئتان في آسيا، الصين والهند، فقد اظهرتا من خلال حضورهما القوي انزلاق القوة الاقتصادية العالمية باتجاه آسيا. وقد ابدى الصينيون تعاونا من خلال قبولهم بالمساهمة في اطار مجموعة العشرين التي سيتولى رئاستها هذه السنة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، في توازن عالمي افضل للمبادلات والاستثمارات. ووعد وزير التجارة الصيني تشين ديمينغ بزيادة الواردات الصينية في اطار اعادة التوازن الى الاقتصاد العالمي الذي طال انتظاره. وكان منتدى دافوس ايضا هذه السنة مناسبة للاوروبيين للتأكيد على التزامهم لصالح اليورو «عملتنا» على ما اكدت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل غداة موقف مماثل عبر عنه الرئيس الفرنسي للدفاع عن اليورو. لكن الاوروبيين يبدون منقسمين بشأن الحلول الواجب اعتمادها للانتهاء من ازمة الديون التي اندلعت العام الماضي في اليونان وايرلندا. ودعت ميركل خصوصا الى التشدد والانضباط غداة دعوة الى التضامن اطلقها رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو الذي شدد خصوصا على ما فعلته اليونان بالم لتلبية مطالب شركائها وصندوق النقد الدولي. وفي مواضيع التنمية المستدامة ونقل التكنولوجيا والمناخ والطاقة والامن الغذائي وضبط اسعار المواد الاولية خصوصا الزراعية -التي وضعها ساركوزي في طليعة اولوياته في اطار مجموعة العشرين- لم يحقق صناع القرار الذين جاءوا من العالم اجمع اي تقدم على ما يبدو طوال المناقشات. فصحيح حصل اقرار بوجوب انهاء نمط الاستهلاك بلا حدود في العالم المتطور، لكن لا يمكن مطالبة البلدان النامية بالتراجع عن تطلعها الى الازدهار، ولا مطالبة فلاح فقير في الجنوب ب»استخدام شمعة خمسة عشر يوما بدلا من اثنين» على ما قال الملياردير الاميركي بيل غيتس.