أخنوش يحسم الجدل بخصوص التعديل الحكومي    أخنوش: الأسرة في قلب معادلتنا التنموية وقطعنا أشواطاً مهمة في تنزيل البرامج الاجتماعية    طلبة الطب والصيدلة يؤجلون مسيرة وطنية    الملك يهنئ عاهليْ هولندا بالعيد الوطني    مجمع الفوسفاط ينجح في تعبئة ملياري دولار عبر سندات اقتراض دولية    المغرب يطرح مناقصة لبناء مزرعة رياح بقدرة 400 ميغاوات    شركة "بيوفارما" تحصل على وضع الفاعل الاقتصادي المعتمد من الفئة "أ" لدى إدارة الجمارك    السعودية قد تمثل للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون    وانغ يي يتلقى مقابلة تحريرية مع شبكة الجزيرة الإعلامية القطرية    من بينهم الرجاء والوداد.. "الفيفا" تمنع 12 فريقا مغربيا من التعاقدات    بنموسى يكشف عن نسبة التلاميذ المدخنين ويتجه نحو منع الظاهرة في المدارس    أخنوش.. هذا ما يمنع الزيادة في أسعار "البوطاغاز"    "IA Branding Factory"… استفادة 11 تعاونية من الخدمات التكنولوجية للذكاء الاصطناعي    الأمير مولاي رشيد يترأس بمكناس مأدبة عشاء أقامها الملك على شرف المدعوين والمشاركين في المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب    أسعار النفط ترتفع وتتجه لإنهاء سلسلة خسائر استمرت أسبوعين    درنا الرقمنة بكري.. الوزيرة مزور فتحات كونكور مدير التحول الرقمي ومن الشروط تجيب خمس نسخ ورقية من الضوسي باش دفع للمنصب    حزب الاستقلال يعقد مؤتمره محسوم النتيجة    رغم القمع والاعتقالات.. التظاهرات الداعمة لفلسطين تتواصل في العالم    الصين تتعبأ لمواجهة حالات الطوارئ المرتبطة بالفيضانات    انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس "مولان روج"    رسميا.. بدر بانون يعود لأحضان فريقه الأم    بطولة إفريقيا للجيدو... المنتخب المغربي يفوز بميداليتين ذهبيتين ونحاسيتين في اليوم الأول من المنافسات    طلبة الطب يقررون تعليق كل الخطوات الاحتجاجية وفسح المجال للحوار    الجو غيتقلب.. غيام وشتا رعدية فأقصى جنوب بلادنا ومتفرقة فمرتفعات الأطلس الكبير والصغير    انطلاق أشغال مشروع تهيئة الغابة الحضرية "ليبيكا" بالعرائش    جمع أزيد من 80 كيس دم في حملة للتبرع بجرسيف    مؤسسة (البيت العربي) بإسبانيا تفوز بجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها ال18    "لمسات بألوان الحياة".. معرض تشكيلي بتطوان للفنان مصطفى اليسفي    عرض فيلم "أفضل" بالمعهد الفرنسي بتطوان    زلزال استقالات يضرب الخارجية الأمريكية بسبب دعم بايدن لحرب إسرائيل على غزة    عدد العمال المغاربة يتصاعد في إسبانيا    معرض لفلاحة 16 بمكناس كبر وخاصو يتوسع. دورة مقادة كان مشكوك فيها 3 اشهر. اقبال كبير وتجاوب مزيان وحركة دايرة    قفروها الكابرانات على لالجيري: القضية ما فيهاش غير 3 لزيرو.. خطية قاصحة كتسناهم بسبب ماتش بركان والمنتخبات والأندية الجزائرية مهددة ما تلعبش عامين    تحت اشراف الجامعة الملكية المغربية للملاكمة عصبة جهة سوس ماسة للملاكمة تنظم بطولة الفئات السنية    القبض على مطلوب في بلجيكا أثناء محاولته الفرار إلى المغرب عبر إسبانيا    وزير دفاع إسرائيل: ما غنوقفوش القتال حتى نرجعو المحتجزين لعند حماس    الدكتور عبدالله بوصوف: قميص بركان وحدود " المغرب الحقة "    شاهد كيف عرض فيفا خريطة المغرب بمتحفه في زوريخ    طنجة تحتضن ندوة حول إزالة الكربون من التدفقات اللوجستية بين المغرب و أوروبا    هل دقت طبول الحرب الشاملة بين الجزائر والمغرب؟    تسليط الضوء بالدار البيضاء على مكانة الأطفال المتخلى عنهم والأيتام    نهضة بركان تطرح تذاكر "كأس الكاف"    البيرو..مشاركة مغربية في "معرض السفارات" بليما لإبراز الإشعاع الثقافي للمملكة    مؤتمر دولي بفاس يوصي بتشجيع الأبحاث المتعلقة بترجمة اللغات المحلية    التحريض على الفسق يجر إعلامية مشهورة للسجن    الأمثال العامية بتطوان... (582)    "مروكية حارة " بالقاعات السينمائية المغربية    في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشار المرض بسبب التغير المناخي    خبراء ومختصون يكشفون تفاصيل استراتيجية مواجهة المغرب للحصبة ولمنع ظهور أمراض أخرى    جراحون أميركيون يزرعون للمرة الثانية كلية خنزير لمريض حي    أكاديمية المملكة تعمق البحث في تاريخ حضارة اليمن والتقاطعات مع المغرب    ماركس: قلق المعرفة يغذي الآداب المقارنة .. و"الانتظارات الإيديولوجية" خطرة    قميصُ بركان    لأول مرة في التاريخ سيرى ساكنة الناظور ومليلية هذا الحدث أوضح من العالم    دراسة: تناول الأسبرين بشكل يومي يحد من خطر الإصابة بسرطان القولون    دراسة تبيّن وجود صلة بين بعض المستحلبات وخطر الإصابة بمرض السكري    في شأن الجدل القائم حول مدونة الأسرة بالمغرب: الجزء الأول    "نسب الطفل بين أسباب التخلي وهشاشة التبني"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الذكرى 39 لتأسيس «الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية»
نشر في بيان اليوم يوم 08 - 01 - 2015


محطات نضالية خلال العشرية التأسيسية ( 1976-1988)
كرفاق من الرعيل الأول، نعتز أيما اعتزاز ونحن نحتفل ا ليوم بتخليدنا للذكرى 39 لتأسيس "الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية" (الشبيبة الاشتراكية حاليا) التي كان ميلادها يوم 18 يناير 1976، بالرباط، والتي انبثقت عن "شبيبة التقدم والاشتراكية"؛ وتعقد اليوم 9-11 يناير 2015 بالرباط مؤتمرها السابع. وهو حدث وطني هام، و ذكرى غالية علينا وعلى كل التقدميين في بلادنا، لكونها تؤكد استمرارية المنظمة وثباتها على المبادئ التي تأسست من أجلها، وعلى تواجدها النضالي المستمر والفعال لدعم قضايا الشباب على الساحة الوطنية.
فبعد خروج الحزب من العمل السري التي اضطر للتكيف معه في إطار حزب التحرر والاشتراكية المحظور منذ سنة 1969، وريث الحزب الشيوعي المغربي، تم تأسيس حزب التقدم والاشتراكية في غشت 1974.
وفي مرحلة موالية لم تتعدى السنة، ارتأى الحزب، عن صواب، ضرورة التحضير الجدي لخلق إطار تنظيمي جماهيري للشباب المغربي يتميز بالمرونة والتفتح على الآخر، يناضل فيه الشباب لانتزاع حقوقهم السياسية (تخفيض سن التصويت إلى 18 سنة، وسن الترشيح إلى 21 سنة) والاقتصادية (أيجاد الشغل للشباب العاطل) والتربوية (ضمان التمدرس والمنح وجودة التعليم وإصلاحه) والثقافية والترفيهية والرياضية (بناء وتجهيز دور الشباب، والمسارح، والمركبات الرياضية..).
إن مشروع الحزب المتمثل في خلق هذه المنظمة الشبابية كان استجابة حقيقة لضرورة نضالية لفئات عمرية شبابية حيوية، لها مطالب اقتصادية وسياسية وتربوية وترفيهية خاصة ومتنوعة، وطموحات مشروعة. وكان الهدف من تأسيسها بالدرجة الأولى هو تأطير الشبيبة المغربية، تأطيرا سياسيا وتربويا وفنيا، في منظمة اعتبرت مزرعة للحزب، تكون اطر الغد.
وبالفعل، فإن معظم الأطر المحنكة في الحزب استفادت من تجربتها وخاصة على مستوى المسؤوليات التي تحملوها في "الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية " التي أصبح يطلق عليها "الشبيبة الاشتراكية JS" منذ مؤتمرها الثالث، يوم أصبح الرفيق نبيل بنعبدالله كاتبها الأول، والذي خلف الرفيق احمد سالم لطافي، الذي كان أول كاتب وطني للشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية JMPS .
-1 تهيئ مشروع منظمة "شبيبة التقدم والاشتراكية" 1975-1976،
طلب الحزب من الرفيق أحمد سالم لطافي، عضو اللجة المركزية، تكوين تصور حول مشروع خلق منظمة جماهيرية. فأرسل الرفيق المذكور مذكرة باسم اللجنة المركزية إلى نواحي الحزب، يطلب فيها استثمار تجارب الرفاق الأطر المسيرة في الجمعيات الثقافية، وخلايا التلاميذ والطلبة ، وكل من له اهتمام بقضايا الشباب كالأندية السينمائية والرياضية، للمساهمة في بناء التنظيم الشبابي الجديد، وتوسيع إشعاعه وسط الشباب والطفولة المغربية. وظل الرفيق أحمد سالم لطافي ينسق مع الديوان السياسي في شخص الرفيق المناضل وقيدوم الحزب عبدالله العياشي خلال فترة إشرافه على تأسيس المنظمة، وبعد انتخابه كاتبا أولا لها، وتسييره لها بمعية رفاقه في أول مكتب وطني ومجلس مركزي من 1976 إلى 1988.
انطلقت "شبيبة التقدم والاشتراكية" من رصيد الجمعيات التي كانت تحوم حول الحزب ويسيرها رفاق محنكون ومنها جمعية المعرفة بالرباط وسلا (1)، وخلايا التلاميذ بالرباط وسلا كخلية ثانوية النهضة بمدينة سلا(2)، والأندية السينمائية كتجربة الرفاق بسلا ويعقوب المنصور (3) وبذلك، اصبحت تجربة الرفاق في هذه الجمعية وفي الأندية السينمائية وبعض الجمعيات والأندية الرياضية قاعدة انطلاق للمنظمة الشبابية الجديدة.
بعد استكمال الصورة عن التشخيص الحزبي للإمكانيات التي يتوفر عليها الحزب وسط الجمعيات الثقافية والرياضية وموارد الشباب، تم الإعلان عن تأسيس "الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية " يوم 18 يناير 1976 بعد مداولات الديوان السياسي لهذه النقطة الهامة. وبذلك، اصبح كتاب الفروع المعينون من الحزب يشكلون قاعدة المجلس المركزي كأعضاء مباشرين يجتمعون بمقر الشبيبة بالدار البيضاء(4). وكان التأطير والتتبع غير مباشر للمجلس المركزي من طرف الديوان السياسي.
وقد عين الديوان السياسي للحزب مجموعة من مناضلي الحزب كمؤسسين ل"شبيبة التقدم والاشتراكية" يضم مناضلين من الحزب(5). كما تكونت لجنة وطنية للتنسيق منبثقة عن المجلس المركزي تتكون من الرفاق: أحمد سالم لطافي، أمينة لمريني، خالد الناصري، سعيد الرايس.
وبفرع الرباط لشبيبة التقدم والاشتراكية عين الحزب بناحية الرباط المسؤول على الشباب الرفيق علي كرزازي كأول كاتب معين لفرع المنظمة الجديدة بالعاصمة. وفي مدينة سلا كان الرفيق السعيد سيحيدة ورفاقه في الخلية الشبابية والطلابية ينسقون أنشطتهم كمجموعة تابعة لفرع المنظمة الرباط .
ونذكر بأن للشبيبة روافد قوية مصدرها مناضلون اطروا عدة شباب بمدينتى وجدة حيث كان الرفيق أحمد سالم لطافي استاذا بالمدينة في نهاية الستينات ومطلع السبعينات، واستقطب خلال إقامته بها، عددا من التلاميذ(6). وفي مكناس (1970-1974 ) كان الرفيق العزاوي مصطفى منشطا للنادي السينمائي مع عدد من الأساتذة الشيوعيين الفرنسيين بمكناس و وجدة والذين كان لهم إشعاع قوي وتأثير في وسط الشبيبة بالثانويات.
وفي نفس الإطار، ندرج حيوية تلاميذ خلية ثانوية النهضة بسلا التي كنا نؤطرها سياسيا وإيديولوجيا بمعية الرفيق على كرزازي وحسن المباركي ورفاق آخرين. في هذا الصدد تم نقل تجارب الجمعيات كتنظيم الرحلات بجمعية المعرفة (1972-1977) إلى المنظمة الشبابية الجديدة JPS))، حيث كنا في احتكاك دائم بالرفاق الذين كلفهم الحزب بتأسيس المنظمة الشبابية الجديدة، ومنها تجربة فرع الرباط الرائدة(7).
-2 الخطوة التأسيسية الأولى: مذكرة موجهة لمكاتب نواحي الحزب موقعة باسم اللجنة المركزية
على غرار مختلف نواحي حزب التقدم والاشتراكية بكافة التراب الوطني، توصلت ناحية الرباط، بمذكرة موقعة من طرف الرفيق أحمد سالم لطافي باسم اللجنة المركزية عن قطاع الشباب. مضمون هذه الوثيقة التاريخية في حياة الحزب والتنظيم الشبابي الذي سيخلق، يرتكز على طلب استشارة من الرفاق والرفيقات المعنيين بقطاع الشباب (قطاع التلاميذ، الجمعيات والأندية السنمائية، طلبة الجامعة....)، تطلب منهم في إطار مقاربة تشاركية، تقديم الطرق والوسائل الكفيلة بتأسيس منظمة شبابية جماهيرية، مع اقتراح البرامج، ورفع تقارير مفصلة عن الأنشطة التي يقوم بها شباب الحزب في النواحي ، بغرض تسهيل خلق منظمة جماهيرية موازية للحزب.
وكباقي التنظيمات الحزبية، أعطت ناحية الرباط أهمية خاصة لهذه المذكرة وهذا الحدث، باعتبار الوزن الثقيل للطفولة والشباب في هرم الأعمار في منتصف سبعينات القرن 20، وحيوية هذه الفئات في تحريك المجتمع، وأهمية قضايا الشباب والطفولة المطروحة على الساحة، وضرورة تعبئة الشباب للنضال المشروع في إطار تنظيم جديد ملائم للشباب ومرن. ومن هنا كانت أهمية خلق منظمة للشباب تدور في فلك الحزب، وتعتبر بحق ذراعه الصلب في التعريف بقضايا الشباب وحقوقه. وبطريق غير مباشر، تشكل المنظمة صلة وصل بين الحزب والشباب تطلع عبر قناتها الشباب على مواقفه، وبرامجه الاقتصادية وأطروحته السياسية ومشروعه المجتمعي، وتسانده في المعارك الانتخابية لتعميق مسلسل الديمقراطية الفتية في بلادنا.
وكان السياق الوطني يسمح بخلق مثل هذا التنظيم وذلك بعد اضطرار النظام التفتح على القوى الوطنية والتقدمية الحقة، والتعامل معها منذ منتصف السبعينيات، بعد الرجات الانقلابية التي زعزعت استقرار البلاد، والتي تلقاها النظام، ممن كان يعتبرهم سندا له (جنرالات وضباط الجيش). فبعد استخلاصه أهم الخلاصات، افتتح المسلسل الديمقراطي محاولا استقطاب القوى المخلصة للوطن والشعب حول القضية الوطنية،.ثم تطورت الأحداث بوتيرة سريعة فنظمت انتخابات محلية (حضرية وقروية 1976) والتي تزامنت مع تأسيس "شبيبة التقدم والاشتراكية JPS"، وأعقبتها الانتخابات التشريعية في السنة الموالية 1977 التي تزامنت مع التحضير للمؤتمر الوطني الأول التأسيسي لمنظمة "الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكيةJMPS
-3 انعقاد أول مؤتمر وطني تأسيسي للشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية JMPS- مارس 1978؛
انعقد المؤتمر الوطني التأسيسي الأول ل: "الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية" بالمركز الوطني للشباب بغابة المعمورة أيام 17، 18، 19 مارس 1978. وقد انتخب في ختامه الرفيق أحمد سالم لطافي كاتبا أول للمنطمة مع انتخاب أول مجلس مركزي ومكتب الوطني للمنظمة الجماهيرية يوم 19 مارس 1978.
وكان لانعقاد أول مؤتمر وطني تأسيسي لهذه المنظمة الجماهيرية الفتية صدى قوي على الصعيد الوطني والدولي. وقد كانت تشكيلة المكتب الوطني المنبثق عن المؤتمر التأسيسي تعكس هذه الأهمية، وتتكون من الرفيق أحمد سالم لطافي كأول كاتب أول للشبيبة، ومن أعضائه : أمينة لمريني الوهابي، رشيدة الطاهري، السعيد سحيدة ، سعيد الرايس، محمد غالم، نوراليقين بنسلمان، مصطفى حامدي، خالد الناصري، موسى كرزازي.
وقد تحمل أعضاء المكتب الوطني والمجلس المركزي والكتاب الأولون للفروع أعباء تفوق طاقاتهم والإمكانيات المادية الضعيفة للمنظمة. إضافة لما عانوه من مضايقات بعض السلطات المحلية، في زمن الرصاص، وفي ظل حقبة تطلبت منهم تأسيس كل البنيات: من الفروع المحلية للشبيبة، ومنظمة الطلائع عزيز بلال، ومنظمة الكشاف الجوال، وتنظيم المخيمات الصيفية (مخيم عيشة امباركة كأول تجربة لها بالأطلس المتوسط)، وزيارة الفروع وتأسيس فروع جديدة. وتميزت عدة فروع بأنشطتها المتنوعة وبإبداعاتها منها فروع الرباط، القنيطرة، الدار البيضاء، وجدة، أكادير، تطوان، فاس مكناس، طنجة، الجديدة. مع أهمية المشاركة في التظاهرات الوطنية والدولية، وضمان استمرارية العلاقات الخارجية الوثيقة التي ربطت الشبيبة مع المنظمات الدولية، كالمنظمة العالمية للشباب الديمقراطي Fédération Mondiale de la jeunesse Démocratique (FMJD) ، والطفولة الدولية، وأهم المنظمات الشبابية التقدمية عبر العالم.
وكان خلق وبناء فروع الشبيبة يتم في غالب الأحيان بتنسيق مع نواحي الحزب حيثما وجدت، ودعم وتنظيم أنشطة خاصة بالشباب والأطفال بدور الشباب، ومنها دار الشباب بحي يعقوب المنصور بالرباط، التي كانت مركز إشعاع قوي للمنظمة الجديدة. وللتاريخ نذكر بأن خلق أول نادي للأطفال تم في الرباط.
انطلقت التجربة الأولى من هذا الحي الشعبي، بتأسيس نادي للطلائع بيعقوب المنصور بالرباط(8) وظلت الرفيقة أمينة لمريني ترعى هذا النادي وطنيا إلي حين تأسيس "منظمة الطلائع عزيز بلال" التي ترأستها الرفيقة رشيدة الطاهري ثم الرفيق الطيبي بالنسبة للتأسيس القانوني، بتغيير طفيف في الاسم "منظمة الطلائع أطفال المغرب" والتي يرأسها حاليا الرفيق رشيد ركبان..وكان هذا التغيير الطفيف في اسمها بحذف اسم عزيز بلال، بسبب المضايقات التي كانت تعاني منها المنظمة ، حيث كانت تهضم حقوقها في الحصول على العدد الكافي من المقاعد بالمخيمات التربوية، والتخفيض في قيمة المنحة السنوية التي تمنحها وزارة الشباب والرياضة، لكون بعض الأوساط الرجعية كانت تنزعج من اسم عزيز بلال.
-4 مشاركة الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية في المهرجانات الدولية والعربية
وفد من المنظمة يحظى بضيافة الشبيبة الكوبية في حضرة الرفيق فيدل كاسترو غشت 1978
انعقد المؤتمر الوطني الأول التأسيسي أيام 17-18-19 مارس 1978 بالرباط. وكان ناجحا بكل المقاييس. وفي نفس السنة من شهر غشت، ترأست الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية وفدا شبابيا مغربيا كان يمثل أهم المنظمات الحزبية الوطنية والتقدمية والنقابية والاتحاد الوطني لطلبة المغرب للمشاركة في المهرجان العالمي 11 للشباب والطلبة المنعقد بهافانا كوبا في شهر غشت 1978. وقد ترأست ونسقت أشغال الوفد المغربي "الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية" في شخص الرفيق أحمد سالم لطافي بمعية رفاقه ورفيقاته في المكتب الوطني والمجلس المركزي. وكان الوفد الشبابي المغربي يضم بالإضافة إلى شبيبتنا، كلا من الشبيبة الاتحادية بقيادة كاتبها الأول عبد الهادي خيرات، والشبيبة الاستقلالية بقيادة محمد الوفا، والشبيبة العاملة بقيادة الأخ بهيج، والاتحاد الوطني لطلبة المغرب ممثلا بالرفيقين عبد الرحيم بنصر ومصطفى العلوي.
وقد ابلى الوفد المغربي وفي طليعته مناضلي الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية البلاء الحسن، في ظروف كانت القضية الوطنية تعرف هجوما شرسا من طرف خصوم وحدتنا التربية وأساسا حكام الجزائر وصنيعتهم العناصر الانفصالية للبوليزاريو، حيث تم تجنيد معظم الوفود الإفريقية ضد قضيتنا الوطنية في هدا المهرجان العالمي.
وقد نال رفاقنا ورفيقاتنا في الوفد الشبابي بصفة خاصة تقديرا مميزا عن باقي شبيبات الوفد المغربي، تمثل في الاستقبال الخاص للوفد من طرف الشبيبة الكوبية التي نظمت حفل عشاء على شرفهم على هامش المهرجان العالمي11 للشباب والطلبة بهافانا، في حضرة الرفيق فيدل كاسترو غشت 1978 الذي ألقى خطابا بالمناسبة أمام الوفود التي حضرت اللقاء(9).
الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية تفرض نفسها على الساحة الوطنية والدولية بفضل نضالاتها
لم يكن هذا الاستقبال لوفد الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية اعتباطيا من طرف الرئيس الكوبي وقادة الشبيبة الكوبية المحتضنة للمهرجان العالمي للشابات والطلبة، بل كان تقديرا لكفاحية ونضالية الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية التي كانت منسقة للوفد الشبابي المغربي. ونظرا لبلائها الحسن على الساحة المغربية والدولية لنصرة القضايا العادلة والنضال ضد الامبريالية ومنها الحملة التضامنية مع الثورة الفلسطينية وحملة التوقيعات التي بلغت أزيد من 40.000 توقيع، تضامنا مع المناضل المعتقل نلسن مانديلا، وحملة التوقيعات المليونية للضغط على الحكم المغربي لتخفيض سن التصويت إلى 18 سنة، والترشيح في 21 سنة، وهو المطلب الذي تحقق أخيرا في السنوات الأخيرة.
كما كانت الشبيبة بالفعل، مرزعة للحزب ومنبتا للفكر التقدمي، بفضل مناضليها المحنكين الذين لم يكونوا يسعون لترقية اجتماعية أو سياسية، ولم تغريهم المناصب، بقدر ما كان إيمانهم قويا بقضايا الشباب وهمومهم وتأطيرهم سياسيا، وثقافيا وترفيهيا ورياضيا. وذلك من أجل خلق جيل مناضل منفتح على العصر والحضارات العالمية، متسامح مع الآخر، ومتضامن مع الحركات الشبابية المضطهدة وقضاياها العادلة أينما كانت. بغض النظر عن أصلها وعرقها ولونها ولغاتها ومعتقداتها. وهو ما بوأها المكانة التي حظيت بها في الساحة الشبابية الوطنية والعربية والدولية.
فتحية تقدير للرفاق الحزبيين في التقدم والاشتراكية الذين تحملوا مسؤولية التحضير لمنظمة جماهيرية منذ سنة 1975، إلى حين تأسيس "شبيبة التقدم والاشتراكية JPS" يوم 18 يناير 1976، التي نحتفل اليوم بالذكرى 38 لتأسيسها، ثم التحضير لأول مؤتمر وطني لتأسيس منظمة "الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية" (JMPS) وانتخاب هياكلها الوطنية ( المجلس المركزي، والمكتب الوطني ) والمحلية والجهوية في كل أنحاء البلاد، وتتبع أنشطتها وتوسيع تنظيماتها عن كثب خلال زمن الرصاص منذ منتصف السبعينات إلى أواخر الثمانيات (1976-1988).
بفضل هذا العمل الجدي والدؤوب، فرضت المنظمة حضورها عبر تنظيم المخيمات في إطار منظمة الطلائع التي خلقتها لاحقا، والأوراش الكشفية بفضل تأسيس تنظيم كشفي "الكشاف الجوال"، والمشاركة في المهرجانات العربية (كالمهرجان الرابع بالرباط)، والدولية كالمهرجان 11 للشباب والطلبة بهافانا كوبا في صيف 1978، والمهرجان 12 بموسكو صيف 1985، والذي وزعت فيه آلاف الكتيبات بالعربية والفرنسية للتعريف بالقضايا الوطنية ونضالات الشباب المغربي(10). إضافة إلى المهرجانات الثقافية والترفيهية التي كانت تقام بالمدن الكبرى كالدارالبيضاء والرباط وسلا ووجدة والقنيطرة وفاس مكناس وتطوان طنجة والجديدة. والتداريب الوطنية لتكوين الشباب سياسيا وثقافيا. والرحلات داخل وخارج البلاد، ومنها الرحلات التي كانت تتم بتنسيق مع الكمسمول بمدن الاتحاد السوفياتي، وبتسهيلات مادية ليتمكن الشباب المغربي من التعرف على حضارات أخرى.
خلاصة هامة
لابد في الخلاصة من التذكير بالعمل الجبار الذي قام به الرواد من الرعيل الأول من رفيقاتنا ورفاقنا في الحزب والشبيبة في مرحلة التأسيس والبناء التي كانت صعبة للغاية في زمن الرصاص ، فترة السبعينات والثمانينات، وخاصة أعضاء أول مجلس مركزي ومكتب وطني للشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية، وفي مقدمتهم الرفيق أحمد سالم لطافي، المهندس الأول لتصور خلق المنظمة الجماهيرية الشبيبة، التي كلفه الحزب منذ 1975 بخلقها وتتبع توسيع خريطتها. وقام بمعية رفاقه من الرعيل الأول في المكتب الوطني والمجلس المركزي وفروع المنظمة على الصعيد الوطني، وبتنسيق محكم مع الديوان السياسي للحزب في شخص الرفيق المحنك والمقتدر المرحوم عبدالله العياشي لإنجاح التجربة، هذا الذي كان يعطف على الشباب ويتناغم مع قضاياهم وهمومهم ويشجعهم على الإقدام والنضال في سبيل انتزاع حقوقهم. وقد كانت فترة التأسيس من 1976 إلى 1988 قد مرت من مرحلة "شبيبة التقدم والاشتراكية" 1975، إلى منظمة "الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية"1976. ومن وأول مؤتمر وطني تأسيسي في مارس 1978 إلى المؤتمر الثاني سنة 1988.
وبعد هذه المرحلة الصعبة التأسيسية، سلم المشعل للرعيل الثاني من الرفاق لتحمل المسؤولية وفي مقدمتهم الرفيق نبيل بنعبدالله الذي أبلى البلاء الحسن لاستمرارية إشعاع المنظمة، في اسم جديد هو "الشبيبة الاشتراكية"، وأعقبه على رأس المنظمة، الرفيق سعيد الفكاك الذي عمل من جانبه لتطوير المنظمة، والذي أعقبه الرفيق رضوان. ولكن لظروف ذاتية وموضوعية وحزبية معقدة، أصبحت تعاني منظمة "الشبيبة الاشتراكية" من عدة مشاكل، ونوعا من الخفوت والجمود ترجع لعدة أسباب ومسببات ذاتية وموضوعية.
ولعل نجاح الندوة الوطنية المنعقدة ب"بوزنيقة" سنة 2014، هي انطلاقة موفقة لتحضير المؤتمر السابع للشبيبة الاشتراكية المزمع عقده بالرباط أيام 9، 10، 11 يناير 2015 . ومتمنياتنا بالتوفيق والنجاح لهذا المؤتمر الذي يصادف ليلة الاحتفال بالذكرى 39 لتأسيس المنظمة الشبابية.
وكل متمنياتي أن ينهض الرفاق والرفيقات المسؤوليين المعنيين المباشرين بالأمر، بكل جد وصبر وثبات، في إطار التحضير للمؤتمر الوطني المقبل لتسترجع المنظمة مكانتها وإشعاعها على الصعيد الوطني والمغاربي والعربي والدولي.
أما منظمة الطلائع أطفال المغرب التي كانت ترأسها الرفيقة رشيدة الطاهري ثم الرفيق الطيبي وحاليا الرفيق ركبان رشيد، فنتمنى لها مزيدا من الإشعاع الممتد و التوسع المستمر جنبا إلى جنب مع الشبيبة الاشتراكية والقطاع الطلابي والتلاميذي الحزبي، برعاية قوية واحتضان وسياسة القرب مع كل التنظيمات الموازية من قبل حزب التقدم والاشتراكية، رغم الظروف الصعبة التي تجتازها مختلف المنظمات الموازية الحزبية.
فعلى الحزب أن يعطي كامل العناية لهذه التنظيمات الجماهيرية لتكون بحق مزارع خصبة ومشاتل للحزب، حتى يكون مناضلوها أحسن خلف لخير سلف. وأتمنى من قلبي خالصا، وأنا أحد الأطر الفاعلة من الرعيل الأول للشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية ، النجاح لرفاقنا في هذه المنظمات الجماهيرية. ولا يسعني إلا أن أشد على أيدي الرفيقات والرفاق الذين لهم غيرة على منظماتهم العتيدة "الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية" وامتدادها "الشبيبة الاشتراكية" و"منظمة الطلائع أطفال المغرب".
فحيا على الجد والعمل، ومزيدا من النجاح والتقدم بمناسبة انعقاد المؤتمر الوطني السابع للشبيبة الاشتراكية، ليلة الاحتفال بالذكرى 39 لتأسيس أول منظمة جماهيرية موازية (1976-2015)، برعاية حزب التقدم والاشتراكية، الذي أحيي بدوره الذكرى 70 لتأسيسه، وأحيى الذكرى الأربعين لتأسيس حزب التقدم والاشتراكية يوم 24 غشت 2014.. (1974-2014) السنة الماضية.
الرباط في 10 يناير 2015
* عضو المكتب الوطني للشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية (JMPS - )
والكاتب الأول لفرعها بالرباط سابقا - JMPS-
-1 نذكر منهم على سبيل المثال الرفاق المهدي بنشقرون، وفتحي لخضر، وأمينة لمريني، و على كرزازي ونعيمة برادة
-2 منهم بمدينة سلا الرفاق السعيد سيحيدة ، ومازوز عبدالعزيز، ومحمد ولد حيدة، ومن الرباط الرفيقة العمراني مريم.
-3 منهم على سبيل المثال الرفيق الشيكر محمد .ومحمد كرين..
-4 ومنهم على سبيل المثال : كرزازي علي الكاتب الأول لفرع الرباط، جنبوبي وسيعلي أعراب بالدارالبيضاء، وبطا أحمد بالقنيطرة، وبن الصديق بتطوان، وبوعبدلاوي بوجدة، والمرحوم رشيد الفيلالي بطنجة
مذكلر منهم أسماء الرفاق : أحمد سالم لطافي، أمينة لمريني، أحمد الغرباوي، كرزازي علي، رحال الزكراوي، والمهدي بنشقرون وخالد الناصري.
-6 منهم الرفيقة أمينة لمريني، وحسن لمباركي ومحمد الرهج
-7 في هدا الإطار تم تعيين الرفيق على كرزازي من طرف ناحية الحزب بالرباط كأول كاتب لفرع الشبيبة بالرباط منذ التحضير لتأسيسها (1976-1975) أعقبه لبضعة أشهر في نفس المسؤولية الرفيق رمضان بوعبدلاوي الذي كان طالبا بكلية الطب آنذاك ثم الرفيق موسى كرزازي الذي أصبح كاتبها الأول بالرباط من سنة 1977 إلى 1988.
-8 كان يسير أول نادي للطلائع الرفيق بعجي مصطفى تحت إشراف الرفيق غالم محمد، كاتب مجموعة يعقوب المنصور بمعية عدد من الرفيقات والرفاق (أمينة كرين، الشندودي، بنمهدي، سليك..أجمني ).
-9 من بين الرفيقات والرفاق الحاضرين من الوفد في حضرة الرفيق فيديل كاسترو نذكر أحمد سالم لطافي، أمينة لمريني، عبدالرحيم بنصر، مصطفى لبرايمي، رشيدة الطاهري، السعيد سيحيدة، غالم محمد، مصطفى العلوي، بطا أحمد، محمد العلالي، خالد الناصري، مصطفى حامدي، العبدلاوي، الزاوي احمد، موسى كرزازي
-10 في إطار التحضير للمهرجان العالمي 12 للشباب والطلبة المنعقد بموسكة صيف 1985، والدفاع عن القضايا الوطنية وحقوق الشباب المغربي، كلفني المكتب الوطني للشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية سنة المهرجان، بإعداد دراسة تاريخية وجغرافية حول الصحراء الغربية المغربية ومراحل استرجاع الأقاليم الجنوبية ودراسة حول المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية والجزر الجعفرية، ودراسة حول ثضايا الشباب المغربي زحقوقه. وبعد إعداد الدراسات الثلاث، راجعها الرفيق إسماعيل العلوي ونشرت باسم الشبيبة في كتاب أخضر يحمل خريطة كاملة للمغرب وترجم إلى الفرنسية، ووزع بالآلاف خلال المهرجان العالمي للشباب والطلبة بموسكو صيف 1985 (راجع الكتاب الوثائقي الهام حول القضية الوطنية، منشورات البيان، 1985).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.