في حين أن قطاع الاتصالات يشهد عالميا انخفاضا مستمرا في الأسعار بسبب تطور التقنيات و الخدمات المرتبطة بهذا المجال، نجد العديد من المواطنين المغاربة على اختلاف إمكانياتهم المادية يتبادلون السؤال التالي: " واش كاينة الساعة؟ " مترقبين بذلك فرصة - ظنا منهم أنها فرصة - لإجراء اتصال هاتفي مع قريب أو صديق...الأمر الذي يوحي بأن الاتصال عبر الهاتف الخلوي ببلادنا، لدي الطبقة الضعيفة و المتوسطة الدخل، لا يعدو أن يكون مناسباتيا بسبب ارتفاع تسعيرة المكالمة لدى جميع شركات الاتصال بالوطن الحبيب. هذا بالإضافة إلى طريقة طرح عروض الاتصال في السوق الوطنية التي تفتقر، إلى حد ما، إلى طابع الترغيب و الإغراء بالمفهوم الاقتصادي. و يظهر ذلك جليا من خلال حصر اتصال زبناء هذه الشركات ما بين الساعة التاسعة مساء و الثامنة صباحا أو ما بين الثامنة مساء حتى الثامنة صباحا في أفضل الأحوال، و هو الوقت الذي تقل فيه مناسبات و دواعي إجراء المكالمات عموما . هذا بالإضافة إلى الضغط الذي تعرفه شبكات الاتصال خلال هذه الفترة بسبب كثرة المكالمات. أضف إلى هذا كله أن الزبون يصبح مجبرا على إنهاء الرصيد خلال أسبوع من تاريخ إجراء أول مكالمة هاتفية. لقد أضحى الاتصال بالهاتف الخلوي و بغيره، ضرورة قصوى تستوجب من شركات الاتصال إعادة النظر في تسعيرة المكالمة المحلية و حتى الدولية حتى يتسنى لجميع الفئات من المجتمع المغربي التواصل فيما بينها بتكلفة لا تثقل كواهلها في ظل عصر يتطور بأسرع مما نتصور، كما أصبح لزاما على الشركات المعنية أن تحسن من جودة العروض المكالماتية الشيء الذي سيعيد ثقة زبنائها في خدماتها