بقدر ما فرحت لاعتقال هذا المجرم الذي اغتصب عدة قاصرين بأحد أحياء مراكش ، بقدر ما آلمني عقلية البعض ممن يعتبر اغتصاب البنات أمرا عاديا قد يغفر لصاحبه عكس اغتصاب الأطفال الذكور يقول أحد القابضين على المجرم للمجرم : " كون غير بنت آصاحبي " وينصحه أمام الجماعة التي التزمت الصمت " وورّك على بنت آصاحبي " ويردف قائلا " كون لقيناك مع درّية والله حتى نرغب أنا في هاذ الناس ...أمّا دري حشومة !!! " بربكم في أي مجتمع نحن ؟؟؟ أهذا هو المجتمع الذي ضحى من أجله الأجداد ؟؟؟ أما زال فينا من يعتبر جنس المؤنث مجرد " عاهرة " لا يصلح إلا ل" التوراك عليه " وغض الطرف على من يورّك عليه ؟؟؟ في شريعة يوجد هذا الأمر ؟؟؟ وأي دين ينص على هذا الحد ؟؟؟ الجواب سهل : حين تجثم على أنفاسنا الأمية ، ويحكمنا الجهل والجاهلون ، وتنبت مدارسنا بذور " التكلاخ " فينا ، ويوجهنا إعلام يجعل من المرأة لحما رخيصا يباع لمن يشتهيه بثمن بخس ، ويغيب دور المسجد فانتظروا أن يصبح اغتصاب البنات أمرا عاديا بل وقد يصفق على صاحبه وينوه بجرمه . يا سادة لا فرق بين " التوراك " على " دّري " و " التوراك " على " درية " والشخص الذي يقبل بمعادلة " فوتوا الدراري " واغتصبوا " الدريات " هو شخص مريض نفسيا أو مختل عقليا أو اجتمعت فيه وعليه خوارم المروءة . الاغتصاب جريمة نكراء ، و أسباب الاغتصاب متعددة ، ودوافعه مختلفة ،ولو اكتفينا فقط بتشخيص الأسباب والدوافع لما انتهينا من حصرها، ولما أفلحنا في حماية أولاد وبنات المغرب من أنياب تتربص بهم وبهن الدوائر ، ولو اقتصرنا على أحكام قانونية تخضع لتقديرات القاضي ” المشلول ” بنصوصه القانونية القاصرة لما أفلحنا في الحد من هذه الظاهرة ، ولو رضينا بالسجن وحده للتقليل من الاعتداءات المتكررة على فلذات الأكباد لما انتهى مسلسل الاغتصاب أبدا ، ولعاد المغتصبون إلى أفعالهم بمجرد خروجهم من السجن وقضائهم ما عليهم من أحكام قضائية . يا سادة الحل واحد من اثنين : إما أن يخصى المغتصب ليكون عبرة لغيره أو يطبق عليه حد الحرابة ليعتبر به غيره