في خطوةٍ اعتبرت تاريخيةً وحاسمةً، أعلنَ البيت الأبيض، أمس الخميس في بيان، أنَ الولاياتِالمتحدة "باتت اعتباراً من اليوم تعترفُ بالسيادةِ المغربية على كاملِ أراضي الصحراء". وأضافَ البيان، أن مسألةَ قيامِ دولة صحراوية مستقلة ليس خياراً واقعياً لحلِ النزاع، وأنَّ الحكمَ الذاتيَ الحقيقي تحتَ السيادةِ المغربية، هو الحلُ الوحيدُ الممكن. عن ثقلِ ووزنِ هذا القرار، يرى الدكتور محمد زين الدين، أستاذُ القانونِ الدستوري والعلومِ السياسية، بكليةِ الحقوق بالمحمدية في تصريحٍ لموقعِ قناةِ كاب 24 تيفي أنَّ توقيعَ الرئيسَ الأمريكي على مرسومٍ رئاسيٍ يقضي بالاعترافِ الكاملِ لسيادةِ المغرب على صحرائِه يمثلُ: " نقطةَ تحولٍ جذرية في تعاطي الولاياتِالمتحدةِالأمريكية معَ ملف نزاعِ الصحراء. نظراً لأنها كانت سابقاً تتعاطى بموقفِ الحيادِ المتوازنِ بين المغربِ والجزائر مع هذا الملف". ويُرجعُ محمد زين الدين هذا الحياد، إلى المصالحِ الجيو-الاستراتيجية والاقتصادية التي تَجمع أمريكا معَ البلدينِ معاً. أمَّا على المستوى الدولي، يرى المحللُ السياسي في تصريحهِ لموقعنا، أن هذا القرارَ السيادي الذي أصدرهُ الرئيس دونالد ترمب أمس هو: "دعمٌ مطلقٌ للمغرب بل سيكونُ له ما بعده، بالنظرِ إلى المكانةِ القويةِ للولايات المتحدة على مستوى المنتظمِ الدولي". يوضحُ زين الدين ذلك في النقاط التالية: "أولاً لأن أمريكا عضوٌ دائم في مجلسِ الأمن وثانيا لأنها مؤثرة بشكلٍ كبيرٍ في صياغةِ وصناعةِ القرارِ الدولي. الأمر الذي سيدفعُ بالعديدِ من الدولِ الكبرى في مجلسِ الأمن إلى سحبِ الاعترافِ من البوليساريو وتأكيد مسألةِ سيادة المغرب على أراضيه". أمَّا على المستوى الإقليمي يرى مُحدثنا، أنَّ هذا القرار يوقعُ شهادة وفاة جبهة البوليساريو وفي نفس الوقت يشكلُ ضربةً قاسمةً للجزائر. يقول :"لا خيار اليوم أمام الجزائر سوى الاذعان لحتمية مغربية الصحراء". من جهةٍ أخرى، يؤكد المحللُ السياسي، أن هذا القرارَ لم يكن سهلاً بل تحققَ نتيجة مجهود كبير جداً، بذله الملك محمد السادس من خلالِ الواقعيةِ السياسية التي يقومُ بها عن طريق الدبلوماسية المغربية النشيطة خصوصا في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأشار مُحدثنا كذلك إلى أن هذا القرار سيكون له تأثيرات بالغة على موقفِ الأممِالمتحدة من القضية الصحراء المغربية. موضحاً : "أمريكا دولة قوية ومؤثرة داخل الأممِالمتحدة، كما أنها عضو دائم في مجلس الأمن بل إنها على مستوى الممارسة الواقعية في الأممالمتحدة تعتبرُ عضو موجه لصياغة وصناعة القرار السياسي في دواليب الأممالمتحدة، وهذا سيسهل مأمورية باقي أعضاء مجلس الأمن والسير على نهجها . ونَعني هنا على وجه الخصوص: بريطانيا والصين بل حتى الأعضاء غير الدائمين " .