وفاة الموسيقار المغربي الكبير سعيد الشرايبي

علمنا في شعب بريس أن عازف العود الشهير الموسيقار سعيد الشرايبي، قد فارق الحياة، صباح اليوم الخميس، بإحدى المصحات الخاصة بمراكش، عن سن يناهز 55 عاما.
وكان الراحل طريح الفراش منذ أزيد من شهرين تقريبا بسبب تعرضه لأزمات في القلب، ونقل إلى إحدى المصحات الخاصة بمراكش، حيث دخل في غيبوبة الشهر المنصرم.

وكان بيان رسمي صدر أخيرا عن مؤسسة سعيد الشرايبي للتراث المغربي الأندلسي وصف وضعية الأستاذ سعيد الشرايبي الصحية ب "الحرجة"، داعيا محبيه في كل مكان أن يدعوا له بالشفاء العاجل، وأن يفرج كُربة أهلهُ و ذويه.

وجاء في نص البيان أن "سعيد الشرايبي أستاذ مُربّي و مُنظِّر... عميد مدرسة لحنٍ وعزفٍ، بتأكيد من عشرات الأطروحات و البحوث الموسيقولوجية التي تناولت إبداعاته عبر العالم…، و حتى صناعة الآلات الوترية، نالت حظها من علمه نبوغه... فهو نخوة عالية لمدرسة العود المغاربية الوريثة الشرعية لحضارة الأندلس، المتفردة عن المدارس المشرقية..."

ولد الفنان سعيد الشرايبي بمدينة مراكش بتاريخ 02 فبراير 1951، ونشأ في وسط عائلي شغوف بالموسيقى، أهدته أسرته أول عود ولم يتعد عمره بعد السادسة عشر، فبدأ بتعلم العزف بمفرده، ليبرهن بذلك على موهبته الفذة ورهافة حسه.


وبفضل اجتهاده يقر اليوم كل العالم بموهبة سعيد الشرايبي في العزف على العود، ويعد من كبار الأساتذة في هذا المجال. ويعتبر من كبار الموسيقيين في العالم، لُقّب في الشرق ب "ملك العود". وحصل على العديد من الميداليات في مناسبات مختلفة: حصل على الوسام العربي لأحسن مشاركة عربية بالجزائر سنة 1984، جائزة العود ببغداد سنة 1986، وجائزة الموسيقى الغرناطية رفقة أمينة العلوي بباريس سنة 1992 ، وجائزة الإستحقاق بدار الأوبرا في القاهرة سنة 1994، وفي نفس السنة نال جائزة أفضل عازف عود من السيياد، و فاز بجائزة أفضل أغنية ل "أطفال القدس" سنة 2000، وفي سنة 2002 منح سعيد الشرايبي جائزة "زرياب للموهوبين" من قبل الجمعية الوطنية للموسيقى باليونسكو، وفي سنة 2005 نال الميدالية الذهبية "فن وعلم وآداب" بسلطنة عمان...

وإلى جانب شغف سعيد الشرايبي بمجال العزف، خاض عدة تجارب في مجال التلحين مع نخبة من ألمع الفنانين المغاربة نذكر من بينهم: كريمة الصقلي، التي أدت من توقيعه أغنيتي "ظلال" و"العشاق" والفنانة نعيمة سميح، التي اختارت أن تؤدي من ألحانه قطعتي "راح" و"تلاقينا بعد الخصام"، أما عبد الهادي بلخياط فغنى من ألحانه "بوح يا قلبي"... و من أشهر ألبومات سعيد الشرايبي "مفتاح غرناطة" و"حلم بفاس"...

رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جناته وألهم ذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.