أكدت صحيفة (ذا تايمز أوف إنديا) الهندية أن مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة ستشكل دعامة مهمة ونقطة جذب قوية باتجاه تعزيز مبادئ الإسلام المعتدل خلال السنوات المقبلة. وأضافت الصحيفة، في مقال رأي نشرته على موقعها الإلكتروني مساء أمس الخميس، أن مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، التي تم الإعلان عن إحداثها في العام الماضي، تهدف إلى إرساء أرضية لرجال الدين والعلماء المسلمين الأفارقة حتى يتمكنوا من تنسيق أنشطتهم والتعريف بالمبادئ الحقيقية للإسلام، وتعزيز التفسيرات المعتدلة لنصوصه.
وأبرزت الصحيفة الهندية أن ترؤس صاحب الجلالة الملك محمد السادس، خلال هذا الأسبوع، لحفل تنصيب المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بمدينة فاس، يعد حدثا مهما بالنظر إلى أنه يأتي استجابة لطلب في هذا الشأن من قبل بلدان إفريقية عديدة ترغب في تعزيز تعاونها مع المغرب في المجال الديني.
وأشار المقال إلى أن إحداث مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة "يعكس ريادة المغرب والمكانة التي يحظى بها جلالة الملك محمد السادس باعتباره قائدا روحيا في منطقة إفريقيا المسلمة"، كما يأتي تكريسا للخطوات المهمة التي بادرت المملكة إلى تفعيلها لتعزيز الإسلام المعتدل في مواجهة تنامي آفة التطرف الديني التي تجتاح العديد من البلدان الإفريقية.
وفي هذا الصدد، اعتبر كاتب المقال أن بإمكان مثل هذه المبادرات أن تقف سدا منيعا أمام الصعود المتزايد للمجموعات الإرهابية التي تستغل الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة في بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، والتي تمثل أرضية خصبة لانتشار التطرف الديني وتجذره في المنطقة.
وأكد الكاتب أن مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة ستضطلع بدور حاسم في الجمع بين رجال دين وعلماء مسلمين أفارقة من أصول عرقية متنوعة، وإعطاء توجه إيجابي للمجتمع الإسلامي على أساس القيم العليا كالاعتدال والتسامح والتعايش.