أنتيغوا وبربودا تجدد دعمها لمغربية الصحراء أمام لجنة ال24 الأممي    من ورزازات إيمان صابر تدعو إلى تقوية الربط وإقامة مشاريع هيكلية مع مواكبة المستثمرين الخواص        طائرات هيليكوبتر تربط مالقا بشمال المغرب.. وهذا سعر الخدمة    اندلاع حريق في قطار مترو بالعاصمة الكورية    جيش الهند يعترف بخسارة مقاتلات    المنتخب الوطني النسوي لأقل من 20 سنة يتعادل وديا مع مالي (1-1)    شاب يقتل والدته بوحشية في طنجة بعد أيام من خروجه من السجن    توقيف سائق عرض فتاتين للعنف بالشارع العام بأكادير    إدانة سائح ألماني بعد حادثة بتر ذاتي للعضو التناسلي في الحسيمة    والي طنجة يشعل معركة تحرير الأرصفة: نهاية زمن "الرخص الملتوية"    كرنفال الطفولة يختتم فعاليات المنتدى الإقليمي للتنمية البشرية بميسور    طنجة تحتضن الدورة الثانية لمهرجان السينما والمدرسة    انطلاق بيع تذاكر ودية الأسود ضد تونس والبنين عبر منصة إلكترونية.. وهذه هي الأسعار    مارتينيز: سنحاول تقديم مباراة مثالية أمام سان جيرمان في نهائي الأبطال    الاتحاد العربي لكرة القدم يعلن عن بطولاته حتى 2029    التونسي معلول يودع الأهلي المصري    رأي في الخلاف الجزائري الفرنسي    ترامب لماكرون : "أبقِ باب الطائرة مغلقا"    "غوغل" تفعل ميزة تلخيص البريد الإلكتروني بالذكاء الاصطناعي تلقائيا في "جي ميل"    إسرائيل تمنع لقاء عباس بوزراء عرب    توقعات أحوال الطقس اليوم السبت    أسد ينهي حياة سائح بمنتجع ناميبي لرحلات السفاري    العناية الملكية تمكن مكفوفين من الحج    أولمبيك الدشيرة يصعد إلى الدوري الاحترافي    بطولة انجلترا: ليفربول يتعاقد رسميا مع الهولندي فريمبونغ    كيوسك السبت | الحكومة تطلق رؤية شاملة لدفع عجلة التنمية بإقليم جرادة    علي لمرابط.. أو عندما تطغى السخافة على الصحافة    الصين: ارتفاع قيمة التجارة الدولية في السلع والخدمات بنسبة 6 في المائة في أبريل    رواية جديدة تعالج "طوفان الأقصى" .. الكنبوري "لن يعيش في تل أبيب"    ناموس طنجة يُعكّر ليالي السكان وجماعة المدينة "في سُبات"        عطلة استثنائية بمناسبة عيد الأضحى    انتظارات سيدي إفني من العامل ضرهم    ارتفاع صادرات قطاع الطيران بنسبة 14 في المائة خلال أبريل (مكتب الصرف)    ممثل خاص للاتحاد الأوروبي: نضطلع مع المغرب بدور مهم في منطقة الساحل            ماكرون: الاعتراف بدولة فلسطين "واجب أخلاقي"    صادرات "الحامض" المغربي تعود للانتعاش وتحقق 2.7 مليون دولار كعائدات    ترامب يلمّح إلى تجدد التوترات التجارية مع الصين    سفراء البيئة والتنمية يبصمون على نجاح لافت للنسخة الثالثة من "مهرجان وزان الوطني للحايك"    الذهب يتكبد خسائر أسبوعية بنسبة 1.6 بالمئة مع صعود الدولار    333 مليون درهم لإعادة تأهيل المناطق المتضررة من فيضانات ورزازات    الأخضر يفتتح تداولات بورصة الدار البيضاء    "أنت مرآتي".. شاك تيسيث إنو : إقامة فنية بين الحسيمة وبروكسل تعكس تعددية الهويات    طنجة.. انطلاق الدورة الأولى لمهرجان الضفاف الثلاث    المغرب يشارك بلندن في الاحتفال بيوم إفريقيا    الولايات المتحدة تلغي عقدا ب590 مليون دولار مع موديرنا لتطوير لقاح ضد إنفلونزا الطيور    ما لم يُذبح بعد    كابوس إسهال المسافرين .. الأسباب وسبل الوقاية    ضمنها تعزيز المناعة.. هذه فوائد شرب الماء من الأواني الفخارية    من تهافت الفلاسفة إلى "تهافت اللحامة"    بن كيران وسكر "ستيڤيا"    حمضي يعطي إرشادات ذهبية تقي من موجات الحرارة    موريتانيا تكشف حقيقة سقوط طائرة الحجاج    الخوف كوسيلة للهيمنة: كيف شوّه بعض رجال الدين صورة الله؟ بقلم // محمد بوفتاس    السعودية: 107 آلاف طائف في الساعة يستوعبها صحن المطاف في الحرم المكي    









مراسل وكالة (أ ف ب) بالجزائر يسقط في المحظور ويتحول إلى بوق للأكاذيب التي تروجها الجزائر وصنيعتها “البوليساريو”
نشر في اشتوكة بريس يوم 05 - 10 - 2010

أن تأتيك فرية من صغير فتلك مصيبة، أما إذا أتتك من “مراسل” وكالة كبيرة مشهود لها بالمهنية والعالمية، فتلك طامة كبرى، لقد اكتشف العالم أمس الجمعة، فاتح أكتوبر، كيف تحول مكتب وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب) بالجزائر ، إلى بوق للأكاذيب التي تروجها الجزائر وصنيعتها “البوليساريو”.
وبالسقطة ، المهنية والأخلاقية، المدوية التي أوقعها فيها أمس، مكتبها بالجزائر، تكون وكالة الأنباء الفرنسية قد هوت ، ربما في غفلة أو سهو من هيئة تحريرها المركزية ، إلى منحدر سحيق، إلى جانب أبواق الدعاية التي كانت سائدة في أنظمة غابرة ولت غير مأسوف عليها.
فقد بثت وكالة (أ ف ب) ، من الجزائر، أمس الجمعة، كذبة مفضوحة اقتبستها من قصاصة نشرتها وكالة أنباء وهمية، زعمت فيها أن أجانب تعرضوا، يوم الأربعاء الماضي، لسوء معاملة بمطار مدينة العيون على يد عناصر من قوات الأمن، وهو الخبر الذي نفته نفيا قاطعا السلطات المحلية بالعيون، كما أن هذا الخبر المزعوم لم تتناقله أي وسيلة إعلام أخرى.
هكذا، ودون قليل من الخجل، أو ربما بكثير من سوء النية من قبل مراسلها بالجزائر العاصمة، نشرت (أ ف ب)، “خبرا مسموما”، دون أن تتحقق من عناصره، ومن صدقيته، ومن أهدافه المبيتة، علما بأنها تتوفر على هيئة تحرير كبيرة بمكتبها في الرباط، بل أكثر من ذلك، تتوفر على مراسل في مدينة العيون، المكان المفترض لوقوع الحادث المفترض.
إن سلوك الوكالة هذا، يدعو إلى الاستغراب والتساؤل ، كيف يقع حدث من هذا القبيل في مدينة مغربية دون أن يكون لمراسل (أ ف ب) بها، علم به ? كيف يقع ذلك دون أن يأخذ مكتب الرباط علما به وتغطيته ، إذا لزم الأمر ? وهنا لا يخرج الأمر عن تفسيرين ثنإين لا ثالث لهما ، إما ينبغي اعتبار عدم تغطية الحدث المفترض من مكان وقوعه المفترض ، تقصيرا مهنيا من المراسل ومن المكتب على السواء، وهو ما نستبعده تماما ، ولكن نترك ، على كل حال ، لوكالة (أ ف ب) البث فيه ، وإما أن شيئا لم يقع على الإطلاق ، وهذا هو الصحيح ، فتكون الوكالة قد بثت كذبة كبرى ، وهذا ما حدث فعلا . إذ كيف لم يخطر على بال الصحفي من الجزائر أو على رئاسة التحرير، أن يطبقا أبسط المعايير الصحفية وهي مراجعة أكثر من مصدر للتحقق من الأحداث قبل نشرها ، كيف لم يخطر ببالهما مراجعة زملائهما في العيون وفي الرباط للتوضيح والتأكد، كيف لم يخطر ببالهما الاتصال بالطرف الآخر ، وهو هنا، السلطات المغربية، للتحقق لديها في الموضوع ، خاصة وأن الأمر يتعلق بكذبة تسيء للحقيقة ، قبل كل شيء ، إساءة كبيرة ، طبعا لا يمكن أن يخطر ببال أحد أن تغيب هذه القواعد المهنية البسيطة عن ذهن صحفيي وكالة عالمية كبرى ، إلا إذا كان الهدف هو الإساءة وترويج الأكاذيب عن سبق إصرار وترصد.
وهنا يمكن للمرء أن يتساءل مرة أخرى ، هل أضحت الإساءة إلى المغرب ، بنشر مثل هذه الأكاذيب ، عنصرا ثابتا في الخط التحريري لوكالة (أ ف ب) ? هل تشويه الحقائق حول قضية المغرب الوطنية يندرج ضمن مواقف مسبقة ومبيتة ضد المغرب ? أم أن الأمر يتجاوز ذلك إلى مواقف بعض صحفييها الذين لا يتورعون، بين الفينة والأخرى، في نشر ترهات وأكاذيب حول المغرب ?
بالأمس القريب، جاء إلى مدينة السمارة السيد مصطفى سلمة ولد سيدي مولود المفتش العام لما يسمى شرطة “البوليساريو” في مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري، وفي ندوة صحفية أمام ممثلي وسائل الإعلام المغربية والدولية ، أدلى مصطفى سلمة، بشجاعة وجرأة برأيه حول مبادرة الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية تحت السيادة المغربية، وأكد أن هذه المبادرة تعتبر الحل الوحيد لقضية الصحراء.
وقد شكل هذا التصريح تحولا جذريا، كونه جاء من داخل “البوليساريو” ، الذي ما إن يتخلص أطره وقياديوه من مناخ القمع الذي يكبت أنفاسهم حتى يصدحوا بمثل هذه الحقيقة ، غير أن وكالة (أ ف ب) لم تعط هذا الحدث الأهمية المهنية التي يفرضها، ولم تتابع بما يكفي من الاهتمام أيضا ردود الفعل التي خلفها هذا الحدث، خاصة وأن ولد سيدي مولود، تعرض للاختطاف من طرف مليشيات “البوليساريو” فوق التراب الجزائري، كما أنها لم تعر لردود الفعل الصادرة عن هيئات ومنظمات دولية، خاصة في مجال حقوق الإنسان، التي نددت بهذا الاختطاف واعتبرته عملا منافيا للقوانين والمواثيق الدولية . فهل كل عدم الاهتمام هذا ناتج عن ضعف في الرؤية أم عن نقص في الحس المهني أم هي الأيادي الخفية التي تستعمل نشرة (أ ف ب) بوقا للدعاية وترويج الأكاذيب حول المغرب ?


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.