هل كان لابد من خوض إضراب مفتوح عن الطعام؟ هل كان القمع والاعتقالات والتعذيب والمحاكمات الصورية مفاجأة لنا او بالاحري لقادة ونشطاء الحراك؟. هل كان الحراك بالشكل الذي سار عليه فعلا عملية مفكر فيها تحتكم الي منطق الممكن في علم السياسة وما تقتضيه موازين القوي من تدبير عقلاني يميز بين ما هو مرحلي وما هو استراتيجي في عملية الصراع السياسي الطويلة مع اعتى الانظمة السياسية شمولية و فسادا؟. وبالتالي التمييز بين ما يمكن تحقيقه من مطالب اقتصادية واجتماعية عبر آلياته المعهودة حتى وان كانت بسيطة ومؤسسات مفلسة لكنها تمثل الدولة والعمل علي خلق تراكمات كمية ونوعية والحفاظ علي شبابنا ونشطاءنا الميدانيين في أفق إنضاج الشروط الموضوعية والذاتية محليا وجهويا ووطنيا لتحقيق مطالبنا العامة المتمثلة في الحرية والعدالة الاجتماعية والديموقراطية . ام اننا ركبنا انفعالاتنا وعواطفنا إزاء ما شاهدناه من استجابة جماهيرية واسعة لها في التاريخ والاقتصاد والسياسة ما يبررها واشتغلنا من حيث لا نحتسب بالمنهجية الأمريكية القاضية بسحب الثقة من كل ماهو منظم واعتماد الفوضى الخلاقة كآلية للتغيير والتي سبق ان اتقنت إخراجها في بعض الدول مصر نموذجا لكن دون ان تغير في الامر شيء . هل يمكن ان نعتبر ان معركة الامعاء الفارغة للمعتقلين تستطيع ان تحقق ما لم يستطع الحراك تحقيقه في عز عنفوانه وقوته؟.ام فقط حركة ورغم نبلها وما تتضمنه من تضحية بالحياة كأقدس الحقوق فهي تندرج ضمن نفس المقاربة الانفعالية التي نهجناها طوال مرحلة الحراك الشعبي ؟.ولا يمكن أن نبررها فقط وأؤكد علي فقط بالاحساس بالاذلال والاهانة من طرف نظام سياسي لم نلمس فيه غير هذا لعقود من الزمن وإلا سنكون كمن يتفاجئ بطبيعة الدولة المخزنية ومقاربتها المذلة دوما وابدا للشعب ولكرامته الانسانية ،كما تفاجئنا بالاعتقالات وكل ما استتبعها من قمع و خروقات في حق الحراك ونشطاءه. أقول قولي هذا وأوجه ندائي لكل المعتقلين من اجل ان يوقفوا إضرابهم عن الطعام والتفكير بهدوء وبكل تروي لأن المعركة طويلة تحتاج مستقبلا الي كل الطاقات المبدعة ميدانية كانت او فكرية خاصة مع ما يعيشه محيطنا الإقليمي والدولي من تراجعات في مختلف مجالات حقوق الإنسان والحريات وذلك بمباركة او بصمت كل القوى الدولية المهيمنة . اقول واؤكد علي ندائي هذا ليس مقايضة من أجل شيء اسمه العفو او اطلاق السراح بل من اجل القادم من الأيام الذي سيحتاجنا جميعا و سنحتاج فيه بعضنا البعض ونحن في صحة جيدة سواء كمعتقلين من داخل الاسوار او من خارجها. ولا اشاطر في رأيي هذا من هم في انفعالاتهم مزهوين، يطالبون بمزيد من التضحيات لمن هم في السجون والمعتقلات، مع العلم انهم خوفا من الاعتقال، وهذا حقهم، لم يغامروا بالدخول وتجاوز الحدود. الي الريف والوطن . وذلك فقط من أجل شيء اسمه تأزيم النظام واظهاره بمظهر المستبد ، الذي لا تخفي طبيعته عن احد او كاننا سنكتشف طبيعته لأول مرة ،وهو ما لا يحتاج لأن يكون على حساب حياة وصحة معتقلينا . عاش الحراك والحرية للمعتقلين ودرب النضال شاق و طويل. عبد الوهاب التدموري / المنسق العام لمنتدى شمال المغرب لحقوق الانسان