وجّه معتقل الحراك الأستاذ محمد جلول رسالة نشرها شقيقه على مواقع التواصل الاجتماعي ، عبّر فيها عن تقديره العميق للحشود الشعبية التي شاركت بكثافة في تشييع جثمان أحمد الزفزافي، والد قائد الحراك ناصر الزفزافي، واصفاً الجنازة بأنها "تاريخية مهيبة" ستظل راسخة في ذاكرة الريف والوطن. وأكد جلول أن المناسبة لم تكن مجرد وداع لرجل ترك بصمات واضحة في المسار النضالي، بل تحولت إلى "ملحمة جماهيرية" جسّدت قيم الوفاء والكرامة، وعكست قوة التلاحم بين أبناء وبنات الريف بالداخل والخارج، مجددين العهد على الاستمرار في النضال من أجل مطالب اعتبرها عادلة ومشروعة، في مقدمتها إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين، ورفع الحصار والعسكرة عن الريف، وإنهاء كل أشكال "الظلم والوصاية التي تصادر الإرادة الحرة للريفيين وتنتقص من حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية" على حد تعبيره. وشدّد جلول على ما اسماه بحق أبناء الريف في "العيش بحرية وكرامة على أرضهم" وتدبير شؤونهم المحلية والجهوية، مشيراً إلى أن هذه اللحظة شكلت محطة لتجديد الروابط بين الريف وباقي مناطق المغرب على قاعدة المصير المشترك والتضامن المتبادل في مواجهة السياسات التي وصفها ب"الفاسدة والمجحفة". الرسالة تطرقت أيضاً إلى البعد التضامني للقضية، حيث أبرز جلول أن الحشود الشعبية لم تقتصر على التعبير عن الوفاء لروح الفقيد، بل عبّرت كذلك عن انخراطها في القضايا الإنسانية العاجلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مؤكدة إدانتها "لجرائم الإبادة ضد الشعب الفلسطيني" واستمرار دعمها لنيل كافة حقوقه المشروعة. واختتم محمد جلول رسالته بتحية خاصة لكل من شارك في الجنازة من مختلف مناطق الريف والوطن، وكذلك لكل الأصوات الحرة عبر العالم التي عبّرت عن تضامنها، معتبراً أن هذا التلاحم الشعبي يشكّل رسالة قوية تؤكد المضي قدماً نحو الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، ومساندة القضايا الإنسانية العادلة عبر العالم.