الحسيمة تحتضن ندوة وطنية حول الحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغية

تستعد مدينة الحسيمة لاحتضان ندوة حقوقية وعلمية وطنية تحت شعار "الحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغية بالمغرب بين واقع الممارسة ومتطلبات التفعيل"، وذلك يوم السبت 13 دجنبر 2025، بتنظيم مشترك بين فرع المنظمة المغربية لحقوق الإنسان بالحسيمة ومركز الأبحاث والدراسات الأمازيغية بالريف، مع تكريم خاص للأستاذ حسن إيد بلقاسم، المحامي والفاعل الحقوقي المعروف بدفاعه المتواصل عن القضايا الأمازيغية.
وتأتي فكرة تنظيم هذه الندوة، بحسب أرضيتها، في سياق وطني ودولي يتزايد فيه النقاش حول الحقوق اللغوية والثقافية باعتبارها جزءا لا يتجزأ من منظومة حقوق الإنسان. إذ يستند المنظمون في طرحهم إلى المرجعيات الدولية، من بينها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهدان الدوليان، إلى جانب الإعلان العالمي للحقوق اللغوية (برشلونة 1996) وإعلان ميكسكو الصادر عن اليونسكو سنة 2022، الذي أكد على اعتبار الثقافة "قوة محركة للتنمية" و"منفعة عامة تستحق الحماية والتعزيز".
أما على المستوى الوطني، فتشير الأرضية إلى أن المغرب قطع خطوات مهمة منذ إقرار دستور 2011 الذي اعترف بالأمازيغية لغة رسمية إلى جانب العربية، غير أن واقع الممارسة لا يزال يعاني من اختلالات واضحة. وتؤكد الوثيقة أن هناك "تماطلا وتلكؤا" في تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، إلى جانب ضعف التمويلات المخصصة لها في القوانين المالية، مما يشكل "انتهاكا صريحا لروح الدستور وللمواثيق الدولية".
الندوة تهدف، وفق المنظمين، إلى تشخيص واقع الحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغية في المغرب محليا وجهويا ووطنيا، ورصد مكامن الخلل في تنزيلها داخل مؤسسات الدولة، خاصة في قطاعات التعليم، القضاء، الإعلام والإدارة العمومية، مع اقتراح حلول عملية وتوصيات موجهة إلى الجهات المسؤولة قصد تحقيق العدالة اللغوية والثقافية. كما سيتم تخصيص محور لتقديم تقارير ميدانية من جمعيات مهنية تُعنى بتدريس الأمازيغية وبتتبع وضعها في المؤسسات التعليمية.
وسيتوزع برنامج الندوة على أربعة محاور رئيسية تتناول: المفاهيم والأسس النظرية للحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغية، واقع الممارسة والتحديات الراهنة، عرض تقارير جمعوية وميدانية، إضافة إلى فقرة تكريمية للأستاذ حسن إيد بلقاسم تقديرا لمساره الحقوقي المتميز وإسهاماته في الدفاع عن اللغة والثقافة الأمازيغية على المستويين الوطني والدولي.
ومن المرتقب أن تُلقى المداخلات بلغات متعددة، منها الأمازيغية والعربية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية، كما ستُنشر مخرجات الندوة في عدد خاص من مجلة "توسنيوين" لتعميم الفائدة العلمية والحقوقية. وحدد المنظمون يوم 24 أكتوبر الجاري كآخر أجل لتلقي عناوين المداخلات وملخصاتها، على أن يُغلق باب استقبال البحوث الكاملة في نهاية نونبر المقبل.
ترسل الملخصات والبحوث والمداخلات إلى العنوانين البريدين الإلكترونيين التاليين:
l.kassouh@ump.ac.ma centre.crea.rif@gmail.com

تنسيق الندوة الحقوقية العلمية: اليماني قسوح، محمد المساوي، محمد المرابط، جواد الزوبع