تغيرت لهجة المنتظم الدولي تجاه أطراف الاقتتال السياسي في ليبيا قبيل استئناف مفاوضات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية المقررة يوم الإبعاء بالصخيرات، فبعد الدعم والتشجيع، انتقل الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن الدولي إلى لغة التلويح بالعقوبات. وتبدأ يوم الأربعاء أطراف النزاع في مدينة الصخيرات قرب العاصمة الرباط جولة جديدة من الحوار السياسي برعاية أممية لإتمام الاتفاق حول حكومة وحدة وطنية/ وقال مدير مكتب محمد صالح المخزوم عضو المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته ومقره طرابلس أمس "يصل وفدنا غدا (الأربعاء) إلى المغرب والأكيد أننا سنستأنف جولة جديدة من المشاورات التي بدأناها قبل أسابيع». وتجري الجولة الجديدة من المفاوضات تحت ضغط قوي من المنتظم الدولي، حيث حث مجلس الأمن، أول أمس الإثنين، المشاركين في المفاوضات حول ليبيا على "الاتفاق على حكومة وحدة وطنية من أجل إنهاء الأزمة" وهدد بفرض عقوبات على مثيري الاضطرابات. وفي بيان تبنوه بالإجماع، قال أعضاء مجلس الأمن ال15 إنهم «ينتظرون بفارغ الصبر الجولة المقبلة من الحوار الليبي المقررة في المغرب في 15 أبريل». وذكروا في هذا المجال بأن مجلس الأمن «مستعد لفرض عقوبات على الذين يهددون السلام والاستقرار والأمن في ليبيا أو الذين يقفون عقبة أمام المرحلة الانتقالية في البلاد». ومن جهتها حذرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني "من يواصلون العمل على تخريب المفاوضات" بين ممثلي برلماني وحكومتي ليبيا لتشكيل حكومة موحدة. وقالت موغيريني "على كل المجموعات في ليبيا أن تمتنع عن أي عمل من شأنه زيادة التوتر في حين أن كل الأطراف الليبية منخرطة في مرحلة حاسمة من الحوار السياسي". وأضافت المسؤولة الأوروبية إن "المجتمع الدولي سيسمي أولئك الذين يواصلون تخريب المفاوضات وستتم محاسبتهم على أعمالهم". وذلك بعدما تبنى الاتحاد الأوروبي نصا يتيح تكوين لائحة سوداء للمتهمين بعرقلة العملية السلمية يتيح تجميد أموالهم في أوروبا. إلى ذلك اعتبر موفد الأممالمتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون أن الحل السياسي قريب في ليبيا، وذلك خلال جولة الحوار الثانية بين الأحزاب السياسية الليبية بالجزائر. وقال ليون "نحن قريبون جدا من الحل السياسي في ليبيا لكن ما زالت أمامنا الكثير من التحديات". وأضاف ليون أن ليبيا ما زالت تشهد المعارك "وعلينا أن نوجه رسالة إلى هؤلاء المتقاتلين أن عليهم أن يعطونا فرصة. عليهم أن يعطوا فرصة لأولئك الذين يحاولون إيجاد حل سياسي". وتابع "يجب أن نبعث رسالة قوية أيضا إلى أن قتل الليبيين في هذا النزاع يجب أن يتوقف". وتلقت الشخصيات السياسية الحاضرة في جولة الجزائر مسودة اتفاق من الأممالمتحدة ستتم مناقشتها في "جلسة عامة" ثم من خلال "لقاءات ثنائية" بحسب ما أكد ليون. وأكد جبريل الزوي القيادي في حزب الوطن لوكالة فرنس برس أن "كل أطراف الحوار متفقون على تشكيل حكومة التوافق، لكن الإشكال ما زال قائما بخصوص السلطة التشريعية المقسمة بين البرلمان والمؤتمر الوطني". وأضاف "نحن اقترحنا أن يقوم البرلمان بالدور التشريعي بينما يقوم المؤتمر بدور رقابي".