"صحراء حررناها والزيادة ما شفناها" هذا واحد من أبرز الشعارات التي رفعها قدماء ومتقاعدي القوات المسلحة الملكية والقوات المساعدة. إننا أمام أكثر من سابقة. فقد توقف قدماء العسكريين من متقاعدي القوات المسلحة الملكية والقوات المساعدة أمام مقر القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية بالرباط، بعد أن انطلقت المسيرة التي نظموها صباح الخميس 23 فبراير 2012 من أمام البرلمان. أمام السابقة الثانية وهي سابقة محمودة، فأن ينظم قدماء العسكريون وقفة جديدة في سلسلة وقفاتهم المطالبة بتحسين أوضاعهم المادية وانتشالهم من حالة التهميش والفقر التي يعيشونها، وأن تمتنع قوات الأمن والسلطات عن التدخل رغم إقدام المتظاهرين على التجمهر أمام مقر القيادة العليا، بحيث اكتفت بمراقبة المسيرة إلى أن غادرت الموقع عائدة إلى شارع محمد الخامس. ولعل ما استرعى المتتبعين للمسيرة أن يرفع المحتجون والمطالبون بتحسين أوضاعهم شعارات لا تخلو من حمولة سياسية، من عيار "الجنرال بناني ديكاج" ومعلوم أن الجنرال بناني واحد من الجنرالات الذين تجاوزت أعمارهم العقد السابع، وهو وا حد من الضباط الذين يتمتعون بحظوة كبيرة لدى القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية، إذ لازال يجمع بين منصبين اثنين كلاهما يكتسيان قدرا كبيرا من الأهمية والحساسية الأمنيتين: قائد المنطقة الجنوبية والمفتش العام للقوات المسلحة الملكية. للتذكير، يتعلق الأمر بمتقاعدين راكم أغلبهم عاهات وأمراض في صفوف الجيش والقوات المساعدة، وتتركز مطالبهم على الرفع من معاشاتهم التي تتراوح بين 1000 و1500 درهم.