أبرزت المجلة الأمريكية « »دو ساترداي إيفنينغ بوست » في مقال ن شر أمس الأربعاء ، القيمة التاريخية للتحالف « المؤسس » القائم بين المغرب والولاياتالمتحدةالامريكية منذ سنة 1777 والذي « ما كان لأمريكا أن توجد بدونه ». وسلط الكاتب، بن رايلتون، في المقال الذي حمل عنوان « الاعتبار بالتاريخ: هل تدين أمريكا بوجودها لفرنسا والمغرب؟ » ، الضوء على الدور الأساسي الذي لعبه المغرب وفرنسا في فجر الاستقلال الأمريكي، مؤكدا أن الولاياتالمتحدة كانت بحاجة ،بعد الثورة، إلى تحالفات اقتصادية واجتماعية وكذا عسكرية وسياسية مع دول أجنبية ». وجاء في المقال « تم اقتراح أول شراكة اقتصادية من هذا النوع في وقت مبكر جدا من الثورة من قبل حليف غير متوقع: دولة إسلامية من شمال إفريقيا هي المغرب » ، مضيفا أنه « في 20 دجنبر 1777 ، « راسل القائد التقدمي المغربي ، السلطان سيدي محمد بن عبد الله التجار والسفراء الأوروبيين في جميع أنحاء شمال إفريقيا لإخطارهم بأن السفن الأمريكية بمقدورها دخول الموانئ المغربية بنفس الشروط السارية على أي دولة مستقلة أخرى ». ولاحظ كاتب المقال أنه « على الرغم من أن الأمر لايتعلق بمعاهدة رسمية ، فقد مثل هذا الإعلان أول اعتراف باستقلال الولاياتالمتحدة من قبل أي دولة في العالم » مبرزا أنه « علاوة على قيمته الرمزية، فقد وفر هذا الاعلان شريكا تجاريا دوليا محوريا خلال هذه السنوات من عمر الثورة، الصعبة اقتصاديا ». وأوضح الكاتب أن « الثورة وتهديدات القرصنة في البحر الأبيض المتوسط، منعت الدولتين من إضفاء الطابع الرسمي على المعاهدة لبضع سنوات ، ولكن في يونيو 1786 ، وقع المبعوث الأمريكي توماس باركلي معاهدة سلام وصداقة بين الولاياتالمتحدة والمغرب. وفي مطلع سنة 1787 وقع توماس جيفرسون وجون آدمز المعاهدة بصفتهما وزيري الشؤون الخارجية في فرنسا وإنجلترا على التوالي، وفي يوليوز 1787 صادق كونغرس الاتحاد على المعاهدة ». وأكد بن رايلتون أن « هذه المعاهدة كانت أكثر من مجرد ترسيخ للصداقة بين البلدين إبان الثورة، حيث أشارت بوضوح إلى أن الولاياتالمتحدةالجديدة كانت طرفا فاعلا اقتصاديا وسياسيا على الساحة العالمية ، وامتدت علاقاتها وتحالفاتها الى مناطق أبعد من أوروبا « ، مضيفا أنها ساعدت أيضا على تسهيل الهجرة المغربية إلى الولاياتالمتحدة ، وهو الامر الذي ساهم ،برأيه ، في نشأة جماعة « الموريش » المؤثرة في مدينة تشارلستون بولاية كارولاينا الجنوبية.