تتواصل فعاليات الدورة 28 لأسابيع الفيلم الأوروبي، التي انطلقت يوم 24 نونبر الجاري بعدد من مدن المملكة بما فيها الدارالبيضاء، إلى غاية 10 دجنبر القادم، واضعة المرأة في صلب اهتماماتها. ويأتي ذلك باعتبار 2021 سنة النساء في السينما بامتياز لكونها شكلت نقطة تحول رمزية وقوية، حيث ازداد عدد الأفلام التي تركز على المرأة، فضلا عن الحصة المشرفة التي حصدتها النساء من أهم الجوائز السينمائية. وفي هذا الصدد، فقد كانت جائزة الأوسكار لأفضل فيلم والسعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي وجائزة الأسد الذهبي لمهرجان البندقية كلها من نصيب مخرجات سينمائيات، كانت النساء ضمن الشخصيات الرئيسية لأفلامهن. وبالمناسبة، دعت باتريسيا يومبارت كوساك، سفيرة الاتحاد الأوروبي بالمغرب، عشاق الفن السابع إلى الحضور بكثافة لاكتشاف باقة من أجود ثمانية أفلام أوروبية طويلة تمت برمجتها للعرض خلال هذه الأسابيع بكل من مراكش والرباط وأكادير والدارالبيضاء، وهي من توقيع سينمائيين مرموقين وناشئين ممن تألقوا في أكبر المهرجانات الدولية. وأكدت أن هذا الموعد الثقافي والفني، الذي يقارب حضوره ثلاثة عقود، يتضمن أيضا أربعة من أجود الأفلام المغربية القصيرة التي تم إنتاجها خلال السنتين الماضيتين، مشيرة إلى أن برنامج هذه السنة يتسم بأهمية المواضيع ومصداقيتها الفنية، فضلا عن كون النساء في صلب الاهتمامات كممثلات أو منتجات. كما أعربت باتريسيا يومبارت كوساك عن سعادتها بالعودة مجددا للقاعات السينمائية عقب فترة من التوقف بسبب جائحة كوفيد 19 ، مبرزة أن هذه العودة تبعث على التفاؤل. وأكدت في السياق ذاته، أن الثقافة تبقى أفضل وسيلة لمد الجسور وإقامة الروابط بين ضفتي المتوسط، موضحة أن الثقافة بشكل عام والسينما بشكل خاص وسيلة رائعة لبلوغ الهدف المنشود المتمثل في بناء عالم أفضل. وخلصت إلى أنه من حسن الصدف أن تظاهرة أسابيع الفيلم الأوروبي تتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد النساء وتنتهي في 10 دجنبر وهو اليوم العالمي لحقوق الإنسان "وهي فرصة للتفكير ولمواصلة مكافحة العنف القائم على النوع". يشار إلى أن بعثة الاتحاد الأوروبي بالمغرب دأبت على تنظيم أسابيع الفيلم الأوروبي منذ 1991 بالتعاون مع سفارات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ومعاهدها الثقافية بالمغرب وبشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل والمركز السينمائي المغربي ومؤسسة هبة والمعهد العالي للفنون البصرية بمراكش وسينما كوليزي بمراكش وسينما الريف بالدارالبيضاء وسينما النهضة بالرباط وغرفة التجارة والصناعة والخدمات لسوس ماسة بأكادير.
