ساكنة الجبل تستعد لموسم الصقيع في غياب الضروريات

يستعد سكان الدواويرالنائية بجماعة بوتفردة ،المتواجدة جغرافيا بجبال الأطلس المتوسط،والتابعة إداريا لإقليم بني ملال،لاستقبال فصل الشتاء بعمليات تخزين ذاتي على صعيد كل أسرة للمواد الغذائية الأساسية،حطب التدفئة،علف الماشية،قنينات الغاز...وذلك في حدود إمكانياتهم المادية المتواضعة والبسيطة،لمواجهة المرحلة القادمة من موسم الصقيع الأبيض،فمعاناتهم السيزيفية تتكرر كل سنة مع قدوم التساقطات الثلجية،التي يصل معدل سمكها إلى أزيد من 20 سنتمترا في بعض دواوير الجماعة،وإلى معدلات قياسية تتعدى المتر في تجمعات سكانية يبلغ علوها 2400 متر عن سطح البحر:(دواوير تنكارف،توالت،تاغيان إسغي،بروتن،تافراوت..)،فغياب بنية تحتية قوية وافتقار عدد كبير من دواوير الجماعة(بروتن،تافراوت،إريران،بوتيقوين) للخدمات الإجتماعية الضرورية للمواطنين:(طرق ومسالك معبدة وآمنة على مدار السنة،كهرباء،شبكة تغطية الهاتف المتنقل،وسائل نقل الأشخاص بين دواوير الجماعة طيلة أيام الأسبوع،حملات طبية متنقلة...).لهذا فالثلوج سترغم السكان ككل سنة على عزلة قسرية،يتعرضون خلالها لكل أصناف عنف الطبيعة:(درجات برودة شديدة تحت الصفر،أمراض مختلفة،ندرة الطعام والعلف و حطب التدفئة،غياب الأدوية واستحالة الوصول إلى مستوصف الجماعة أو المستشفى الإقليمي ببني ملال، خطر وفيات المواليد الجدد والنساء أثناء عملية الوضع في بيوتهن،والأطفال والمرضى...)،حتى الشاحنات وسيارات الدفع الرباعي يستحيل ولوجها إلى تلك الدواوير المعزولة خلال هذه الفترة العصيبة من السنة.مما يضطر السكان لاستخدام البغال لنقل المرضى في ظروف لاإنسانية تعود للعصور البدائية،بالإضافة لمواد التموين لمسافات تستغرق أزيد من 3 ساعات مشيا على الأقدام في مسالك جبلية موحلة وشديدة الخطورة(تساونت نوسقيمو،تساونت تازوگاغت،إسروتة،تساونت تحداديت...) هذه المناطق المنسية والموغلة في عمق الوطن،هي التي تستحق بالدرجة الأولى أن تكون في صلب اهتمام المؤسسات الرسمية والهيئات والمنظمات غير الحكومية وجمعيات المجتمع المدني وكل الغيورين على بلدهم،دون أن نغفل دور الإعلام الهادف بطيفه المتنوع ،الذي يجب أن يسلط الضوء على مناطق الظل والهامش بالمغرب،قصد إيصال صورة كاملة،حقيقية وخالية من مساحيق التجميل لفئة عريضة من المغاربة،حلمها الوحيد في هذه الحياة، هوالعيش الكريم في ظروف مناسبة تحترم إنسانيتها وخصوصيات مجالها الجغرافي.ويضمن بالتالي استفادتها استفادة كاملة من خدمات الدولة الأساسية والضرورية اسوة بباقي المناطق والجهات بالمغرب