"من سره زمن ساءته أزمان" قد يكون هذا الشطر من قصيدة أبو البقاء الرندي الشاعر الاندلسي قيل في سقوط الاندلس، لكنه بالفعل ينطبق على حياة الشيخ المقعد "أبو أحمد" الذي يعاني في صمت بمنطقة واد نون بكلميم. "أبو أحمد" الستيني المقعد، تعرفه ساكنة واد نون وهو الذي يفترش الارض منذ زمن، لكونه لم يجد معيلا له بعد وفاة والديه، لدى قرر أن يكون مجاورا للملحقة الادارية الاولى، يعيش على ما تجود به الساكنة عليه، وهو يرتدي أسمالا ويقول :" بغيت نعيش بحالي بحال الناس".
دموع أبو أحمد التي إنسابت وهو يتحدث، تفجر حجم المعاناة التي بداخله، وهي مثال حي على الاف المشردين بالمدن المغربية، منهم من جارت عليه الدنيا بعد أن كان في عز، ومنهم من خرج إلى الدنيا وذنبه أنه ولد في المكان الخاطئ، وتجمع بينهم كلهم خاصية واحدة، أنهم يفترشون الارض ويتغطون بالسماء.