أكد محمد أوجار، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، أن وزراء حزبه "يشتغلون في مواقع ملتهبة، في المالية العمومية، الفلاحة، التربية الوطنية والسياحة..."، مبرزا أن الحزب "سيبهر المغاربة بعد خمس سنوات على اعتبار أن الولاية الحكومية لا تزال في بدايتها، وبكون الحق في محاسبته لن يتأتى سوى نهاية هذه الولاية". وأوضح أوجار مساء الجمعة في لقاء نظمته مؤسسة الفقيه التطواني بمدينة سلا ضمن برنامج "السياسة بصيغة أخرى"، أن وزراء الحزب "ينتجون ويقدمون حلولا ويحاولون أن يبلورا توافقات واسعة قادرة على إقناع المغاربة"، قبل أن ينوه، في ذات السياق، باشتغال أحزاب الأغلبية الحكومية ب"احترام لميثاقها وتضامن فيما بينها، وبطموح جماعي أن يتقدموا أمام المغاربة كفريق له نفس الحماس والإرادة". وردا عن سؤال تطرق إلى أزمة الأساتذة المتعاقدين، أكد أوجار وجود إرادة قوية لإيجاد حلول لهذا الملف في إطار عقلاني وتفاوضي، رافضا "المبالغة في الإضرابات اللامتناهية بشكل يهدر حقوق التلاميذ". وناشد الوزير الأساتذة "الجنوح للحوار والتعقل"، مؤكدا أن وزارة التربية الوطنية لديها مخطط يستجيب لطموحات كل الأطر التربوية وهناك مجهود حكومي كبير لإدماج هذه الفئات في إطار إصلاح شامل لمنظومة التربية والتكوين، لكنه انتقد بشدة "الإضرابات الفوضوية اللامتناهية" التي لا يوجد مثيل لها في العالم وفق توصيفه، مضيفا أنه "لا يمكن قبول مثل هذه الفوضى في دولة الحق والقانون التي تحركها فئات قليلة لها مشاريع سياسية، وتتسبب في حرمان أبناء الفقراء من حقهم في التمدرس بالمدرسة العمومية. وعاتب المسؤول الحزبي جانبا من الإعلام الذي اعتاد ترويج الخطاب السلبي ذاته دون أن يبذل مجهودات لتحليل الواقع السياسي وقراءة تطوراته على أرض الواقع، مطالبا كل الجهات بتغليب الحوار والعقلانية والواقعية واحترام القانون في التعاطي مع عدد من الملفات الإشكالية بالبلاد. وأقر أوجار بأن هناك قلق وضغط وتساؤلات في أوساط المواطنين، مشددا على أن "الهدف الاستراتيجي للحزب، ومن خلاله التحالف الحكومي، هو تقوية المؤسسات ودولة القانون وتحسين الوضع العام للمغاربة عبر تحسن السياسات القطاعية". من جهة أخرى، عرج محمد أوجار على أزمة السنتين الأخيرتين حيث نوه ب"الروح التضامنية العالية للمواطنين المغاربة والعبقرية الفذة للملك محمد السادس في قيادته لفترة الأزمة بمهارة وشجاعة سياسية وطموح يكرس المملكة المغربية اليوم أمام العالم كدولة يقام لها ويقعد، دولة مؤثرة دينيا وروحيا إقليميا وقاريا، ومؤثرة سياسيا في كثير من المحافل"، ومشددا على أن بلادنا "ستواصل اكتساحها الدبلوماسي في إقناع دول أخرى لتأكيد دعمها للمقترح المغربي لحل مشكل الصحراء، مثل فرنسا بعد استحقاقاتها الرئاسية وبريطانيا... ووصف الموقف الإسباني السابق من ملف الصحراء المغربية، قبل التقارب الأخير بين البلدين، ب "الغامض" و "الملتبس" لكونه كان مطبوعا بنوع من "التماهي" وفق توصيفه، مع الأطروحات المعادية للوحدة الترابية للمغرب، إلى أن أنهى القرار الأخير لرئيس الحكومة الإسباني مرحلة التردد والتذبذب للمواقف الإسبانية ليدخل البلدان مرحلة جديدة أسسها الوضوح والشفافية والمكاشفة في أفق بناء شراكة سياسية واقتصادية جديدة.. وعن مخططات حزبه ومشاريعه المستقبلية أكد أوجار أن برنامج الحزب صنعه المغاربة موضحا أن التجمع الوطني للأحرار نظم أكبر عملية استماع في تاريخ المغرب السياسي، من خلال عدة محطات جمعته بالمواطنين في كل أنحاء البلاد كانت أبرزها محطة "100 يوم / 100 مدينة"، نقلت للكوادر الحزبية التجمعية انتظارات المغاربة من الحكومة المقبلة.