كثير ما تقوم شخصيات عالمية مشهورة بزيارات "صامتة" ومتكررة إلى المغرب، خاصة مراكش، التي تستهوي أبرز نجوم الرياضة والفن والسياسة، لقضاء وقت ممتع، والاستمتاع بالمناخ الدافئ والسهرات الصاخبة للمدينة "الحمراء" بعيدا عن عدسات "البابارازي"، غير أن الوضع يختلف إذا ما تعلق الأمر باسم مثل كريستيانو رونالدو، محبوب الملايين عبر العالم، الذي خلف ردود أفعال كثيرة عقب زيارتين خاطفتين إلى المغرب. اهتمام إعلامي كبير لم تترك الصحافة العالمية زيارة أفضل لاعب في العالم السنة الماضية، تمر مرور الكرام، حيث تناولت كبريات الصحف العالمية، خاصة الإسبانية منها، تفاصيل رحلتي رونالدو إلى كل من مراكشوأكادير، والأسباب التي جعلته عاشقا متيما بحب المغرب، في ظرف وجيز، مشيرة إلى الدور الذي قام به البطل المغربي في رياضة "الكيك بوكسينغ" بدر هاري، في جذب رونالدو لقضاء رحلتين ممتعتين بأول مدينتين سياحيتين بالمملكة. الصحافة الإسبانية أو الأوروبية لم تكن الوحيدة التي أسهبت في التعاطي مع رحلة رونالدو إلى المغرب، حيث نشرت مجموعة من الجرائد العربية تحركات نجم الكرة العالمي، التي بلغت به أكثر بلدان شمال إفريقيا قربا إلى أوروبا، فضلا على أن صحافيين جزائريين قد ربطوا زيارة رونالدو المتكررة إلى المغرب بقرب ارتباطه بمغربية، في محاولة منهم لتفسير سبب هذه الزيارات. تعريف بالمملكة لا يختلف اثنان أن زيارة نجم عالمي من قيمة كريستيانو رونالدو إلى المغرب، في مناسبتين، الأولى إلى مراكش والثانية إلى أكادير، في ظرف أسبوعين، وفي ذروة التنافس بتصفيات أمم أوروبا و"الليغا" الإسبانية، قد يعادل أو يفوق حملة إعلانية كبيرة للتعريف بالمملكة المغربية على الصعيد الدولي وجذب السياح الأجانب. رونالدو وبصفحاته عبر مواقع التواصل الاجتماعي على أشكالها، قدم خدمة كبيرة للمغرب، بالنظر للملايين التي تتابع آخر منشوراته، التي يسجل من خلالها وجوده بالمغرب واستمتاعه بأجوائها، خصوصا مع الانتشار الواسع لصور يتردي فيها قبعة خطت عليها جملة " I Love Morocco". مصالحة الجمهور المغربي هي نقطة جد هامة في زيارات رونالدو الأخيرة، حيث استطاع من خلالها محو الصورة السلبية التي كونها عدد لا بأس به من عشاق اللاعب بالمغرب، خلال "الموندياليتو" الأخير، حيث لم يظهر ردود فعل إيجابية تجاه الاستقبال الكبير الذي خصه به الجمهور المدريدي بالمغرب، علما أن "بينيا كازا مدريديستا"، وهي الجمعية المساندة للنادي "الملكي" بالمغرب، قد خصصت "تيفو" عملاق للبرتغالي رونالدو، دون أن يخلف ذلك أثرا باديا على رونالدو. النجم الأول لريال مدريد، لم يمح الصورة السلبية التي ظلت عالقة في ذهن الكثير من المغاربة فقط، بل كسب احترامهم من خلال الصور التذكارية التي أخذها مع مجموعة من المواطنين المغاربة، دون بروتوكول، ومع مختلف شرائح المجتمع في أماكن مختلفة بعاصمة سوس.